طباعة هذه الصفحة

توقفن عن العمل تنديدا بغياب مشرف على تكوينهن

29 طبيبة مختصة بباتنة تناشدن وزير التعليم العالي التدخل

باتنة: لموشي حمزة

توقفت، مؤخرا، 29 طبيبة مقيمة بمستشفى الأم والطفل مريم بوعتورة بولاية باتنة، عن العمل وإجراء عمليات الجراحة للنساء والأطفال للتنديد بما أسمينة “مستقبلهن الدراسي والمهني الغامض”، حيث تناشد الطبيبات المختصات واللواتي يدرسن في السنتين الرابعة والخامسة لتخصص أمراض النساء والتوليد من غياب مشرف على تكوينهن بعد دخول الأستاذ الدكتور بوعروج محمد في عطلة مفتوحة بسبب سوء تفاهم بينه وبين إدارة جامعة الشهيد مصطفى بن بوالعيد باتنة 02، ذهبن هن ضحية للصراع بين الطرفين حسبما أكدنه لجريدة “الشعب” خلال لقاء جمعنا بهن.
أشارت المعنيات إلى أن توقفهن “الاضطراري والإجباري” عن إكمال التربص الخاص بهن والذي يشرف عليه البروفسور بوعروج محمد والذي يعتبر من بين أحد الأطباء 5 فقط الموجودين على المستوى الوطني في تخصص جراحة أمراض النساء والتوليد ويشرف على تكوين الأطباء المقيمين القادمين من عدة ولايات بمستشفى مريم بوعتورة بباتنة، يهدد مستقبلهن المهني والدراسي في تخصص الجراحة الخاصة بأمراض النساء والطفل والتوليد، حيث رفض إكمال عملية إشرافه عليهن لغاية تخرجهن حيث قام هذا الأخير حسب بعض الأطباء الذين التقت بهم جريدة”الشعب” بالدخول في عطلة مرضية متوسطة المدى تمتد لعدة أشهر ولا أحد يعلم تاريخ عودته، ويفصلن في الأمر بالتأكيد على أن البروفسور بوعروج دخل شهر ماي وإلى غاية اليوم في عطلة مرضية حالت دون إكمال التربص في عديد المقاييس الطبية والجراحية الحساسة الضرورية والخاصة بمشوارهن الدراسي والمهني.
وترجع حيثيات القضية التي أخذت أبعادا وطنية وتحتاج لتدخل مباشر وعاجل من وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بحسب ما أكده لنا أغلب من إلتقيناهم من مسؤولين بالمستشفى وكلية الطب وكذا جامعة باتنة 02 التي يتبع لها تخصص الطب، إلى تغيير البروفسور لنمط التكوين لـ7 أطباء مختصين سيتخرجون شهر جانفي من العام الجديد 2018، حيث أراد البروفسور بوعروج، بحسبهم، إكمال فترة تربصهم بالمستشفى الجامعي الشهيد بن فليس التهامي والخاص بالجراحة العامة، حيث تم قبول هذا التربص في بدايته والذي يمتد لـ6 أشهر من طرف عمادة الكلية وإدارة المستشفى وقبل انطلاق التربص تفاجأ البروفسور بوعروج برفض الجامعة وإدارة المستشفى التربص في المستشفى الجامعي دون تقديم أسباب مقنعة، بحسب بعض الأطباء، وهو الأمر الذي أثار حفيظة بوعروج الذي حملها مسؤولية عدم إكماله الإشراف على الطبيبات متهما إدارة الجامعة بالتدخل في صلاحيات تكوينه للأطباء، ليرد البروفسور على رفض الإدارة بإيداع عطلة مرضية لمدة شهر جددها بعطلة لمدة 3 أشهر وبعدها دخل في عطلة مفتوحة رهنت مصير الطالبات المختصات اللاتي قدمن عريضة احتجاج لعمادة الكلية وإدارة الجامعة التي أكدت بدورها على لسان عميد الجامعة الدكتور الطيب بوزيد علمها الكامل بالوضعية، مشيرا حسب المتحدثات إلى أن الأمر يتجاوز صلاحياته ولا يستطيع إجبار البروفسور على العودة للإشراف على تكوينهن وأنه راسل وزير التعليم العالي الذي يملك حل وحده المشكلة.
وأوضحت الطبيبات أنهن التقين عدة مرات بالبروفسور بوعروج وأكد لهن أنه لا ينوي العودة لأن إدارة الجامعة ستواصل التدخل في صلاحياته وطريقة تكوينه وهو في غنى عن المشاكل والصراعات معها.
واقترحت المعنيات حلا أخيرا للمشكلة رغم صعوبته على أغلبهن كونهن متزوجات ولهن أولاد وهو إعادة توزيعهن على بعض المستشفيات الخاصة بالأمومة والطفولة الموجودة بباقي ولايات الوطن لإكمال تربصهن واستكمال برنامجهن الدراسي والطبي إلى غاية تخرجهن، وتنتظر الطبيبات المعنيات تدخلا عاجلا من وزير التعليم العالي والبحث العلمي لإيجاد حل للمشكلة التي أرقتهن وزادت من معاناة المرضى.