طباعة هذه الصفحة

منير زغدود (لاعب دولي سابق) لـ «الشعب»:

ضغط المباراة سيكون على الوداد البيضاوي

حاوره: محمد فوزي بقاص

قبل نصف نهائي رابطة الأبطال الإفريقية لكرة القدم الذي ينتظره عشاق كرة القدم الجزائرية والإفريقية على أحر من الجمر، اتصلنا بمدرب نادي شبيبة بجاية واللاعب الدولي السابق «منير زغدود»، الذي أكد لنا في هذا الحوار بأن لاعبي الإتحاد كسبوا الكثير من الخبرة القارية في منافسة رابطة الأبطال الإفريقية، وحان الوقت لكي يزيّنوا خزائن الفريق بأول تاج قاري للنادي.

❊ الشعب: يلعب فريقك السّابق إتحاد العاصمة نصف نهائي كأس رابطة الأبطال الإفريقية لكرة القدم للمرة الرابعة في تاريخ النادي، كيف ترى المباراة؟
❊❊ منير زغدود: أعتقد أن فريق إتحاد العاصمة كسب الكثير من الخبرة قاريا في هذه المنافسة ونضج كثيرا، خصوصا خلال هذه السنوات الأخيرة مع هذا الجيل الذي بات متعودا على بلوغ أدوار متقدمة من المنافسة الإفريقية، وحتى اللاعبين الذين لم يشاركوا في نهائي 2015 ضد نادي تي. بي. مازامبي الكونغولي يملكون الآن خبرة لا بأس بها مع الإتحاد أو مع مختلف المنتخبات الوطنية التي حملوا ألوانها أو حتى للأندية التي لعبوا لها على غرار (حمزاوي، يايا وسيديبي)، الذين لعبوا المنافسة الإفريقية مع ناديهم السابق مولودية بجاية وساهموا بشكل كبير لبلوغها نهائي كأس الكاف، ما عادا حمزاوي الذي ساهم بشكل كبير في تأهل الموب إلى دور المجموعات قبل أن يتنقل إلى البرتغال للاحتراف مع نادي ماديرا، لاعبو الإتحاد لديهم مسؤولية ثقيلة على عاتقهم للتتويج بالكأس الوحيدة التي تنقص الفريق، والتي ينتظرها الأنصار على أحر من الجمر منذ سنوات. هؤلاء الأنصار الذين يستحقون كل التقدير والاحترام بما أنّهم دائما هنا وراء الفريق ويساندونه بقوة، إتحاد العاصمة بات فريقا يقتدى به في طريقة العمل واحترافيته وفي طريقة حصده للألقاب التي تبقى متواصلة دائما منذ صعود الفريق إلى الدرجة الأولى سنة 1995، رغم مرور جيلين من اللاعبين وإدارتين مختلفتين، والأمر المشجّع الآن هو أنه في حالة التأهل للنهائي مباراة العودة ستلعب هنا في الجزائر وهو ما سيكون في صالح الإتحاد لتحقيق أول ألقابه القارية أمام جمهوره.
❊ لكن قبل بلوغ النهائي يجب التأهل على حساب الوداد البيضاوي في ظل عدم إجراء الاتحاد لعدة مقابلات في إطار البطولة الوطنية؟
❊❊ نقص المنافسة هو سلاح ذو حدين، الفريق الذي كان يسير في ديناميكية الانتصارات، ويحقق نتائج إيجابية سيؤثر عليه التوقف لأن ذلك سيكبح اللاعبين، وهناك من يستفيد من ذلك وهنا نتحدّث عن الفرق التي كانت تسجل نتائج سلبية وتتعثر كثيرا في خرجاتها، وهو ما يسمح لها من التحضير جيدا للمباراة المقبلة بتصحيح الأخطاء المرتكبة في المباريات السابقة، وأعتقد أن إتحاد العاصمة يتواجد في هذه الحالة بعدما مرّ بفترة فراغ حادة بعد تعثره فوق ميدانه في البطولة ورابطة الأبطال وانهزم بنتيجة ثقيلة أمام إتحاد بلعباس وسط غياب الدوليين المتواجدين مع المنتخب الوطني، وبعدها استرجع جميع اللاعبين من دوليين والمصابين وشرع في العمل وتصحيح الأخطاء مع الطاقم الفني. الأمر المهم في هذه المباراة هو أنه على اللاعبين أن يؤمنوا بحظوظهم، وعليهم أن يعرفوا كيف يسيرون اللقاء هناك، نتيجة التعادل السلبي التي انتهى عليها لقاء الذي لعب في ملعب 5 جويلية الأولمبي مفخخة، ما عليهم إلا تسير المواجهة بذكاء وعدم المبالاة بالاستفزازات وتفادي القلق الزائد الذي سيفقد اللاعبين أعصابهم، مهمتهم ستكون واضحة هناك بعدم ترك المساحات للمنافس وتفادي تلقي الأهداف واستغلال الفرص التي تتاح لنا وترجمتها إلى أهداف، أعتقد أن اللاعبين بإمكانهم وبالخبرة التي اكتسبوها الإبقاء على التركيز إلى نهاية المواجهة التي ستلعب على جزئيات صغيرة، الإتحاد يملك لاعبين مميزين، ولا أعتقد بأن الابتعاد الطويل عن المنافسة سيؤثر عليهم خصوصا أن الطاقم الفني كان يبرمج مباريات ودية ضد الفريق الرديف وأمام فرق أخرى، واستغل مركز سيدي موسى من أجل التحضير، وأتمنى أن يعود من هناك بورقة التأهل إلى نهائي رابطة الأبطال الإفريقية.
❊ الكثير من أنصار الإتحاد بالمقابل متفائلون بالعودة بالتأهل من الدار البيضاء، كون كل نتائج الفريق في المنافسة الإفريقية جاءت من خارج الديار؟
❊❊ صحيح إتحاد العاصمة منذ بداية منافسة رابطة الأبطال الإفريقية جلب نتائج جد ايجابية من خارج الديار، وتمكّن في أكثر من مناسبة من جلب ورقة التأهل من أدغال إفريقيا، متأكّد من أن الضغط سيكون على الفريق الخصم، سيلعب فوق ميدانه وأمام جمهوره ومطالب بتحقيق الفوز والتأهل، ونعرف بأن جمهور النادي المغربي ليس بالصبور وبعد مرور حوالي 30 دقيقة إذا بقيت النتيجة متعادلة أو كانت لصالح الإتحاد، سيرتفع الضغط أكثر وهو ما يمكن لزملاء زماموش استغلاله، أتمنى أن يدخل لاعبونا بقوة ويعربوا عن نواياهم منذ البداية في تحقيق التأهل، لكن يجب أن تكون التغطية في المستوى، كل هذه العوامل ستجعل الوداد البيضاوي يقع في التسرع ويترك فراغات، وأتمنى أن يكون المهاجمون في يومهم ليستغلوا كل الفرص.
❊مطار هواري بومدين كان مكتظّا بالأنصار لتوديع اللاّعبين صبيحة الخميس للرفع من معنوياتهم قبل التنقل، كما أنّ عددا معتبرا من الأنصار تنقّل إلى المغرب؟
❊❊ اللاّعبون لمّا يشاهدون وقفة أنصارهم في المطار، وعندما يدخلون أرضية الميدان ويشاهدون عددا معتبرا من الأنصار الذين تنقلوا خارج الجزائر لتدعيمهم ومساعدتهم ودفعهم للعودة إلى الجزائر بالتأهل، ذلك سيكون دفعا معنويا كبيرا لهم من دون أدنى شك وسيعطي قوة إضافية أكبر للاعبين، وأتمنى أن يعود الأنصار رأسهم مرفوعا بتحقيق التأهل لثاني مرة إلى نهائي رابطة الأبطال.
❊ بعد نصف نهائي رابطة الأبطال، سيعود الإتحاد إلى أجواء المنافسة المحلية، الإتحاد لديه أربع مواجهات متأخّرة، ألا ترى بأن ذلك سيؤثّر على الفريق؟
❊❊ أربع مباريات متأخرة عن الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم صحيح أن عدد اللقاءات كبير، لكن إتحاد العاصمة يملك فريقين في التشكيلة والنادي يملك تعدادا غنيا وثريا..فالإتحاد لديه لاعبين ويمكنه اللعب على عديد الجبهات ومن هذا الباب أعتقد بأن فريقي السابق يمكنه تسير الأمر جيدا بتدوير اللاعبين، الأمر المهم في مثل هذه الحالات يكون من الناحية المعنوية خاصة، لأنه في حالة تأهل الفريق وهو ما أتمناه، المعنويات تكون مرتفعة ويتلاشى الضغط على اللاعبين وطريقة تسير المباريات المتأخرة تكون سهلة عليهم، لكن في حالة العكس قد يؤثر ذلك عليهم خصوصا أنهم سيكونون متأثّرين من الناحية المعنوية، بالإضافة إلى ابتعادهم الطويل عن المنافسة.