طباعة هذه الصفحة

اعتبرت وسائل الإعلام شريكا مهما في نجاح الانتخابات المحلية

جمعية صحفيي العاصمة تدعو الإعلاميين إلى التحلي بالموضوعية

جلال بوطي

 دعت جمعية صحفيي الجزائر العاصمة، أمس، ممارسي المهنة إلى التحلي بأخلاقيات الصحفي واحترام المبادئ الأساسية للعمل الإعلامي في تغطية الحملة الانتخابية لتشريعيات 23 نوفمبر، مؤكدة على ضرورة الوقوف مسافة واحدة أمام جميع الأحزاب والتشكيلات السياسية المشاركة وتقديم معلومات موضوعية للمواطنين.
أكدت جمعية صحفيي العاصمة على أهمية المساهمة القوية والإيجابية في إنجاح هذا الاستحقاق الانتخابي بما يكرس ثقافة سياسية راقية، ترقى إلى طموح الدولة الجزائرية بعمقها الإفريقي وتأثيرها الجيوسياسي والاستراتيجي، بعيدا عن تشكيك المجتمع الدولي في إخلاص الدولة جهودها لبناء الحكامة الرشيدة كنموذج إقليمي، معتبرة أن الانتخابات المحلية محطة لتكريس مشهد سياسي محترم.
كما دعت جمعية صحفيي العاصمة في بيان لها، أمس، تلقت «الشعب» نسخة منه إلى التزام الحياد في التغطيات الصحفية والمعالجات الإعلامية لمختلف النشاطات السياسية المرتبطة بالحملة الإنتخابية، والسعي للوقوف على مسافة واحدة أمام جميع الأحزاب والتشكيلات السياسية، والتقيد بالنقل الصادق والدقيق لتصريحات وأفكار منشطي الحملات الانتخابية بعيدا عن كل أشكال التهويل أو التهوين.
في خضم احتدام التنافس بين التشكيلات السياسية المشاركة في الانتخابات ذكرت الجمعية بضرورة تجنب الانسياق والوقوع في قراءات وتأويل النوايا وخاصة محاولات النقل الاستعراضي للتنابز بالألقاب أو للخلافات الشخصية بين قادة الأحزاب السياسية، موضحة أن هذه الممارسات لا تفيد المواطن في شيء ولكن تبعده وتنفره من الممارسة السياسية، وبالتالي تؤثر على السير الأمثل لهذا الاستحقاق الديمقراطي الهام، في حين دعت إلى إنصاف جميع الأحزاب والتشكيلات السياسية فيما يخص الفضاءات المتاحة للتعبير، من خلال التوازن في فضاء الاتصال السياسي سيما في منح فرص الظهور وإيصال الأفكار والمقترحات للشعب وذلك بما يعزز من فرص الحكامة المحلية، والمساهمة الجادة والفعالة في بناء وصناعة صورة جيدة عن الدولة والمجتمع في الجزائر للرأي العام الدولي والإقليمي، وذلك بتبيان مشاهد التعددية السياسية خاصة في أبعادها الثقافية والفكرية، وتبيان حجم التنافس الديمقراطي في محاولات استقطاب الناخب وإقناعه بأفكار واتجاهات مختلف التيارات السياسية المتنافسة.
ترى جمعية صحفيي العاصمة أن الاحتكام إلى المهنية الأخلاقية يسد الثغرات أمام كل مساعي التشكيك الداخلية والخارجية في نزاهة هذا الاستحقاق الديمقراطي، وفي جدية مساعي الدولة لبناء نموذج ديمقراطي رائد، مطالبة بتغليب المصلحة العليا للدولة على حساب المصلحة الضيقة لبعض الأشخاص أو الأحزاب، التي تلجأ إلى التهويل والتهريج السياسي لمحاولة استمالة المواطن على حساب الوطن.
وحسب نفس المصدر فإن جهود الدولة لإصلاح قطاع الصحافة والإعلام من خلال استكمال البناء التشريعي والهيكلي لهذا القطاع الحيوي والاستراتيجي تؤكد ضرورة أداء الصحفيين الرسالة على أكمل وجه.
وفي هذا السياق تبقى الجمعية تناشد السلطات الوصية ببذل جهود أكبر في تثمين جهود الصحفيات والصحفيين، وتتعهد بالاشتغال بصدق وإخلاص لمرافقة جهود جميع المخلصين لترقية وتطوير قطاع الصحافة والإعلام في الجزائر كأساس لاستكمال جهود البناء الديمقراطي لبناء دولة عصرية ومجتمع حداثي متماسك ومتسامح.
أضاف البيان أنه تكريسا لجهود الدولة والمخلصين من رجال ونساء مهنة الصحافة، الحاملين لهواجس الدفاع عن شرف هذه المهنة العالية والرمزية الكبيرة في تاريخ الجزائر بما يعزز ويستكمل جهود بناء المسار الديمقراطي الذي تخوضه الجزائر اليوم وبكل طموح وبدون رجعة، نذكر جميع المنتسبين لقطاع الصحافة والإعلام سواء التقليدية أو الإلكترونية بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقنا تجاه مجتمعنا وتجاه دولتنا، وأن رأسمالنا هو الالتزام بآداب وأخلاقيات المهنة وفقا لمنصوص التشريعات والقوانين الوطنية والدولية.
فقيمة الصحافة تنبع من القيمة المضافة لرسالتها الإعلامية والطاقات الإيجابية التي تخلقها وتشحن بها جميع الفاعلين في المجتمع، وهذا يرتبط طبعا بالالتزام بالقواعد الأخلاقية والآداب المهنية لهذه المهنة الشريفة سيما الالتزام بقيم الصدق والحياد والموضوعية والدقة وروح المسؤولية المجتمعية والدفاع عن القيم العليا للمجتمع بما يحفظ ويراعي المصلحة العامة للدولة.