طباعة هذه الصفحة

ببلديتي القصبة والجزائر الوسطى

توافد على مكاتب التّصويت إلى آخر دقائق قبل الغلق

جمال أوكيلي

«نؤيّد رئيس بلدية قريب منّا، يتكفّل بانشغالاتنا ويستمع إلينا، ويستشيرنا في المشاريع المزمع إنجازها». هكذا لخّص المواطنون الذين توافدوا على صناديق الاقتراع على مستوى بلديتي القصبة والجزائر الوسطى، إيمانا منهم في رؤية المنتخبين الجدد بعد ٢٣ نوفمبر يسعون من أجل أن يكونوا عند مستوى الثّقة الممنوحة لهم في إدارة مجلسهم المحلي لعهدة أخرى جديدة تقدّر بـ ٥ سنوات كاملة.
ويعتبر جل من تحدّثنا إليهم أنّهم أحسنوا الاختيار هذه المرة، نظرا للوعي الذي يتحلّون به تجاه هذه العملية الانتخابية، والتّجربة التي اكتسبوها جرّاء أدائهم هذا الواجب منذ فترة طويلة، بمعنى أنّهم يجيدون منح الفرصة لمنتخبين بإمكانهم أن يحدثوا الوثبة المبحوث عنها طيلة هذه المواعيد.
والدليل على هذا هو الإقبال الملحوظ على العملية الانتخابية منذ افتتاح مكاتب التّصويت على السّاعة الثامنة صباحا، ففي زمن لا يتجاوز الساعتين كان عدد المصوّتين ٦٠، ومع مرور الوقت المنحى يتصاعد وقد أكّد لنا مؤطّرون لهم دراية في هذا الشّأن أنّهم لم يسجّلوا مثل هذه الأرقام خلال المحطّات السّابقة في الوقت المذكور سالفا، ولا يتحقّق ذلك إلا في المساء لكن هذه المرة هناك فارق عمّا كان في السّابق.
وفسّر هؤلاء هذه النّقلة في كون المحليات وخاصة البلديات هي الأكثر صلة بالمواطن، الذي يرى في مجلسه القادم الفضاء الذي يعبّر فيه عمّا يختلج في صدره شريطة أن يجد أذانا صاغية، وهذا ما يتخوّف منه الكثير من الناس، بعدم عودة المنتخب إليهم في حالة فوزه، يطّلع عليهم من برجه العاجي، وهذا ما كان دائما يؤدّي إلى تشنّجات وتعاليق لا بداية ولا نهاية لها.
نفس الأجواء كانت بمتوسطة «النصر» بباب جديد، ومدرسة إبراهيم فاتح، توافد كبير للمواطنين على الصّناديق لتأدية واجبهم الانتخابي وعيونهم على إحداث تغيير جذري في أحيائهم من ناحية النّظافة والتّرحيل إلى مساكن محترمة خاصة بالنسبة لسكان القصبة. وفي هذا السياق دعا السيد «خ - م» وجدنا في محلّه لصناعة النّجارة رئيس البلدية الجديد للقصبة بالإسراع في تطبيق مشروع التّرميم حتى لا ينهار ما تبقى من البنايات القديمة، استنادا إلى ما أقرّته السّلطات العمومية من برنامج في هذا الإطار لأنّ هناك عملا ممنهجا لإسقاط البعض من الدويرات عمدا قصد تعويض أصحابها بأخرى، ناهيك عن الكراء الفوضوي لأناس غرباء، ونقص النّظافة.
لذلك فإنّ المسؤولية كل المسؤولية يتحمّلها المنتخبون القادمون في حماية والحفاظ على ما تبقى من هذا المعلم الحضاري، والتّراث الثّقافي الذي هو عبارة عن كتاب مفتوح على تاريخ هذا البلد العزيز.
من بلدية القصبة توجّهنا مساءً إلى الجزائر الوسطى ولاحظنا أنّ وتيرة عملية التّصويت بلغت أوّجها في مركز حريشاد، وهي العيّنة التي يمكن مسحها على باقي المراكز الأخرى، نظرا لنزول النّاس بقوة إلى مكاتب التّصويت بعدما كان لهم متّسع من الوقت بعد الزوال، وقد سجّلنا هذه الحركية في عين المكان، عند الساعة الثانية كان عدد المصوّتين ٣٥٥ وهذا الرّقم يعد قياسيا قبل غلق المكاتب بحوالي ٥ ساعات على الأقل.
وخلال هذه الأثناء شوهد العديد من متصدّري القوائم ببلدية الجزائر الوسطى يتحرّكون في كل الاتجاهات رفقة المترشّحين الآخرين، غير أنّ الحراسة المشدّدة منعتهم من الوصول إلى مبتغاهم، وهو السّعي لقطع الطّريق على القائمة الحرّة «لؤلؤة الجزائر» لحكيم بطاش لأنّ عدد مقاعد البلدية يقدّر بـ ٢٣.