طباعة هذه الصفحة

الملتقى الدولي الثالث بجامعة قاصدي مرباح بورقلة

أخلاقيات الأعمال والمسؤولية الاجتماعية لدى المؤسسات الاقتصادية

ورقلة: إيمان كافي

سلط الملتقى الدولي حول الأداء المتميز للمنظمات والحكومات، الذي انطلقت فعالياته الأثنين بكلية العلوم الاقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير بجامعة قاصدي مرباح، بورقلة، في طبعته الثالثة، الضوء على أخلاقيات الأعمال والمسؤولية الاجتماعية وذلك بمشاركة عدد كبير من الباحثين والأساتذة من مختلف جامعات الوطن و4 دول عربية وأجنبية.
انطلقت إشكالية الملتقى من الأهمية الكبيرة للجانب الأخلاقي كأحد الأبعاد الرئيسية الحديثة للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات الاقتصادية ودورها في تعزيز تبني المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات الاقتصادية، وذلك بالاعتماد على محاور عدة، تتوضح في أخلاقيات الأعمال وفجوة الأداء، آليات إرساء أخلاقيات الأعمال في المؤسسات الاقتصادية، دوافع تبني المسؤولية الأخلاقية لدى المؤسسات، المشاكل الأخلاقية في المؤسسات الاقتصادية والاتجاهات الحديثة للمسؤولية الأخلاقية في المؤسسات الاقتصادية.
هدف هذا اللقاء الذي اختتمت فعالياته أمس الثلاثاء إلى إثراء النقاش العملي حول أخلاقيات الأعمال والمسؤولية الاجتماعية في المؤسسات الاقتصادية الجزائرية من خلال التعرف على بعض التجارب الدولية في الموضوع وإبراز دور الهيئات القانونية والحكومية في تشريع العلاقة بين المؤسسة والأطراف ذات المصالح المشتركة من موردين، زبائن وعمال، ومحيط بيئي، وأيضا استعراض آليات تعزيز أخلاقيات الأعمال والمسؤولية الاجتماعية في المؤسسات الاقتصادية الجزائرية بإشراك كافة الفاعلين والمهنيين.
تطرقت المداخلات التي تقدم بها الباحثون إلى مجالات متنوعة وذات صلة مباشرة وغير مباشرة بالمسؤولية الأخلاقية في المؤسسات الاقتصادية على غرار الأخلاقيات التسويقية، أخلاقيات الملكية الفكرية والمعارف والمهارات، أخلاقيات الأعمال والمسؤولية الاجتماعية في القطاع الفلاحي ولدى المؤسسات البترولية وكذا أخلاقيات الأعمال الإلكترونية.
من هذا المنطلق هدفت مداخلة الأستاذ جعفر سعدي من جامعة ورقلة إلى التركيز على الدور الذي تلعبه أخلاقيات التجارة الإلكترونية في حماية المستهلك بالنظر للانتشار الكبير للممارسات الإلكترونية وإبرام التعاقدات عبر الخط الأمر الذي يجعل المستهلك أكثر عرضة من أي وقت للغش والخداع والاحتيال الإلكتروني من طرف البائعين الإلكترونيين من جهة وقراصنة الأنترنت من جهة أخرى، وهنا تبرز أهمية الأخلاق التي قد تحد من هذه الممارسات غير المشروعة وتحمي المستهلك وترفع من مستوى الثقة في المعاملات الإلكترونية.
من جهة أخرى، أبرزت الأستاذة سلمى عائشة كيحلي من خلال مداخلتها تأثير أصحاب المصلحة على تبني البعد البيئي والمسؤولية الاجتماعية لدى المؤسسات العاملة في قطاع النفط في الجزائر، الدراسة التطبيقية شملت عينة من المؤسسات البترولية العاملة في منطقة حاسي مسعود وخلصت نتائجها إلى أن المساهمين يعتبرون أكثر أصحاب المصلحة تأثيرا في تبني البعد البيئي للمسؤولية الاجتماعية لدى مؤسسات عينة الدراسة ويرجع سبب ذلك لسياسة الأمن والسلامة والبيئة المتبناة من قبل المؤسسات التي تستجيب لمحتوى سياسة المؤسسة الأم.
الأستاذة نعيمة رجيمي والدكتورة ليلى بن عيسى ركزتا من خلال دراستهما على واقع أخلاقيات العمل في المجال الفلاحي من خلال عمل ميداني على عينة من مربي الماشية في المقاطعة الإدارية أولاد جلال ببسكرة وهدفت هذه الدراسة إلى التطرق إلى واقع الالتزام بأخلاقيات العمل في المجال الفلاحي كمجال له خصوصياته المتعلقة بأبعاد ممارسة النشاط وبالتحديد تربية المواشي.
في مداخلتها المعنونة بقياس الممارسات المحاسبية غير الأخلاقية المؤثرة على جودة نغمة الإفصاح المحاسبي بالتقارير المالية تناولت ولاء عبد العظيم أحمد من جامعة القاهرة بمصر الممارسة المحاسبية غير الأخلاقية التي قد يقوم بها مجلس الإدارة لتغيير الانطباع الذي يصل لمستخدمي التقارير المالية كما قدمت نموذجا مقترحا لقياس جودة نغمة الإفصاح المحاسبي بالتقارير المالية يمكن الاستعانة به لكشف الممارسات المحاسبية غير الأخلاقية.
وأثرى من جانبه الدكتور خالد الحسيني من جامعة بورتسموث بالمملكة المتحدة الموضوع من خلال طرحه لأخلاقيات الملكية الفكرية وأهم السبل الواجب انتهاجها للالتزام بأخلاقيات الأمانة العلمية والمهنية من خلال مداخلته أخلاقيات واستراتيجيات النشر الدولي.