طباعة هذه الصفحة

ملتقى التنوع اللهجي في الجنوب الجزائري

تسخير التنوع لإثراء وتطوير اللغة العربية في الجزائر

ورقلة: إيمان كافي

تسخير التكنولوجيا والتقنيات الحديثة وتطوير أبحاثها

طرحت الدراسة العلمية والتقنية للهجات في الجزائر وفي الجنوب الجزائري بشكل خاص خلال فعاليات الملتقى الوطني للتنوع اللهجي في الجنوب الجزائري الذي احتضنته، الأحد، المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية المجاهد التيجاني محمد بورقلة، والذي عرف مشاركة كوكبة من الأساتذة والباحثين الجامعيين وسط حضور عديد الباحثين والمهتمين والطلبة.
أثارت محاور الملتقى الذي نظم من طرف وحدة البحث اللساني وقضايا اللغة العربية في الجزائر العديد من المواضيع منها تأثير تنوع التركيبة السكانية في الجنوب الجزائري على التنوع اللهجي والظواهر اللهجية وكذا الأبحاث والدراسات الوطنية والدولية حول اللهجات في الجنوب الجزائري، وهو ما وضحته المداخلة التي تقدّم بها الدكتور عبد الكريم عوفي من جامعة باتنة والمعنونة بأهمية الدراسات العلمية للهجات، كما رصدت عدة مداخلات أهم التبدلات الصوتية والصرفية والتركيبية والدلالية التي طرأت على لهجات المنطقة مثل مداخلة الدكتور عمر بوبقار من المدرسة العليا للأساتذة بسطيف والتي تناولت المظاهر الصوتية للهجات في الجنوب الجزائري، بالإضافة إلى دراسة أهم الظواهر اللهجية المعاصرة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي كما كان الحال بالنسبة لمداخلة الدكتور إبراهيم طبشي من جامعة ورقلة والتي ركزت على رصد لهجات الجنوب من خلال صفحات الأنترنت.
واعتبر الرئيس الشرفي للملتقى الأستاذ الدكتور الشريف مريبعي مدير مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية أن موضوع التنوع اللهجي يعد علما قائما بذاته هو علم اللهجات وهو علم الغرض منه البحث عن نقاط التشابه والالتقاء والعناصر التي توحد وتجمع اللهجات في الجزائر، كما أشار إلى أهمية تسخير التكنولوجيا والتقنيات الحديثة لخدمة اللغة العربية وتطوير أبحاثها في الجزائر.

 رافد مهم لإثراء وتطوير اللغة العربية

من جهته، البروفيسور العيد جلولي عميد كلية الآداب واللغات بجامعة قاصدي مرباح بورقلة وخلال كلمة ألقاها بالمناسبة، أكد على أهمية هذا النوع من الدراسات خاصة في المجتمعات التي تعرف تنوعا كبيرا في الثقافات واللهجات كالمجتمع الجزائري والتي من شأن دراستها دراسة علمية أن تكرس أهميتها كرافد مهم لإثراء وتطوير اللغة العربية في الجزائر.
وتناول المتدخلون خلال فعاليات الملتقى زوايا هامة ذات تأثير على مثل هذا النوع من الدراسات على غرار الدراسة التي قدمتها الدكتورة غانية دروة حمداني من المركز الوطني للبحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية والتي كانت الأهمية التي تكتسيها المدونات الصوتية أو النصّية في البحوث اللسانية أو في التكنولوجيا التي تعتمد على اللغة واستخداماتها المتنوعة وقلتها خاصة في اللغة العربية دافعا أساسيا لتطرقها للبحث في هذا المجال وهدفت من خلالها بالأساس إلى بناء مدونة صوتية للهجات في الجزائر بالاعتماد على عينات شملت مناطق من الشرق والشمال والغرب والجنوب لرصد تعدّد اللهجات والعدد الكبير للمتكلمين وخاصة استقطاب ميزات المتكلمين الجزائريين حتى يستفيد منها الباحثون الجزائريون في مجال اللسانيات والباحثون الذين يعملون على اللغة العربية، الدراسة ورغم أنها أجريت منذ سنوات كما أشارت الدكتورة حمداني إلا أنها أثارت اهتمام الكثير من الحاضرين الذين ناقشوا الكثير من جزئياتها.
من جهة أخرى، أضفت مداخلة الدكتور يحيى صالح بن يحيى من جامعة غرداية طابعا نوعيا مميزا على دراسات اللهجات، حيث ركز من خلالها على أهمية الإدارة الراشدة للتنوع اللغوي في الجزائر لفائدة التنمية الشاملة، مؤكدا على الدور الهام للجامعة في دعم الدولة لإدارة هذا التنوع لفائدة التنمية في المجالين التشريعي العملي والتعليمي البحثي هذا الأخير الذي أوضح من خلاله العناية الهامة والضرورية التي يستحقها فيما يخصّ بعث البرامج الوطنية للبحث في الموضوع والعمل على تطويره والتشجيع على نشر ثقافة السلم وقبول الاختلاف في التعليم والبحث وكذلك دعم التعليم المتفتح على الآخر المختلف في إطار الحفاظ على الوحدة الوطنية.