طباعة هذه الصفحة

سلوكات

من« السوبيرات »إلى المفرقعات

جمال أوكيلي
02 ديسمبر 2017

في كل مناسبة يتغير النشاط التجاري لدى البعض من أصحاب المحلات، دون إحراج.. تُـمسي على ديكور معين وتصبح على آخر لا تفهم هذا التحوّل القياسي في زمن وجيز والذي يستفحل عندنا بشكل مثير للدهشة والاستغراب.. غير أنه يعتبر عاديا عند هؤلاء.
ولا نجد هذا الوضع إلا عند الشباب الذين توارثوا المحلات عن أبائهم والذين استمروا في ممارسة هذه المهنة بإخلاص وإتقان كبيع الأحذية أو المواد الغذائية أو الحليب ومشتقاته، أو الخبز هذا ما كان موجودا خلال السبعينات وبداية الثمانينات.
عندما جاء الأبناء، غيروا الحال رأسا على عقب رافضين رفضا قاطعا مواصلة العمل في هذه النشاطات، وسارعوا إلى تحويل ذلك إلى سوبيرات، الهاتف النقال، البيتزا، الشوارما، الأكل السريع، الإعلام الآلي وغيرها من النشاطات التي أصّروا عليها.
هذه النظرة أصبحت سيدة الموقف، والسائدة بقوة لدى هؤلاء الشباب، وللأسف يفتقدون للنفس الطويل في التعامل مع أي مهنة أو بالأحرى النشاط الجديد.. ففي لحظات يطلقون العنان لقراراتهم المرتجلة من أجل تغيير السجل التجاري دون تفكير أو احتكام إلى العقل، وهكذا عمّت الفوضى في هذا القطاع بمجرد أن ذهب الكبار .. وتركوا الأمر للصغار.
أحد المحلات بالعاصمة حطّم الرقم القياسي في تغيير نشاطه بعد غلق دام لسنوات طويلة.
بدأ كخضّار، ثم سوبيرات وتحوّل إلى مداومة للمحليات وفي الأخير باع المفرقعات ولا ندري غدا كيف سيكون الأمر.. علما أن المكان الموجود فيه يعجّ بالتجارة من كل نوع.
هذه الظاهرة تزداد انتشارا عندنا وهذا في غياب مصالح المراقبة المخول لها قمع مثل هذه السلوكات الغريبة عن تقاليد الجزائريين في مجال التجارة.
ويجب أن تنتبه الجهات المسؤولة، بأنه لا يعقل أن يصطفّ أصحاب نفس النشاط التجاري في رصيف واحد، القانون يمنع ذلك منعا باتا.. كل ما في الأمر أن هناك مساحة فاصلة بين الأول والثاني تقدر بحوالي ١٢٠ متر على الأقل.. هذا غير موجود عندنا كلية والأدهى والأمّر أن هناك من حوّل أحياء كاملة إلى نوع واحد من النشاط التجاري، كبيع القماش، الأواني، الهاتف النقال اللباس وقطع الغيار.. وغيرها.
هذا للأسف يعود إلى الخلط الذي حدث في الخريطة الوطنية أو المحلية المتعلقة بتوزيع النشاط التجاري فرضه هؤلاء التجار، وليس الجهات الأخرى.. مما أدى إلى كل ما نشاهده يوميا.. من لا توازن في نقاط البيع والشراء. وهذا بالطبع أثّر كثيرا على بائعي التجزئة الذين نقلوا هذه الصيغة بداخل المدينة بعدما كانت في الضواحي أي الأسواق الكبرى.