طباعة هذه الصفحة

الرقمنة محور المنتدى الثاني للشراكة الجزائرية - الفرنسية

حتمية الإندماج الرقمي لمواكبة التحولات الاقتصادية

فضيلة بودريش

الرقمنة تحتل مكانة خاصة في مجال الأعمال

يمكن وصف مشاريع الشراكة الجزائرية - الفرنسية في المجال الرقمي بالواعدة، بالنظر إلى الإمكانات الكبيرة التي تتوافر عليها الجزائر، إلى جانب الخبرة التي يملكها الطرف الفرنسي، حيث تم تسليط الضوء خلال المنتدى الثاني للشراكة الجزائرية - الفرنسية في المجال الرقمي، على سبل التعاون الممكنة على ضوء تشريح السوق الجزائرية وما يمكن أن تقدمه المؤسسة الفرنسية لتعزيز شبكة تكنولوجيات الإعلام والاتصال وتحويل الرقمنة للمؤسسات مع تأمين المعطيات.
افتتح هذا المنتدى من طرف «دومينيك بوتار» المستشار التجاري ومدير الأعمال الفرنسي لدى السفارة الفرنسية بالجزائر، حيث اعتبر أن مجال الرقمنة سيعرف ثورة جديدة، ويتطلب ذلك الانفتاح والاتصال كون الرقمنة تشهد التغيير المستمر، وتعد عاملا جوهريا للتطور الاقتصادي في العالم، وكونها تقدم حلولا للمؤسسات والإدارات، وأكد أن العديد من المدن الفرنسية الرقمية توجد بها مؤسسات ناشئة في هذا المجال وتحدث عن الابتكار والمبادرات المتعددة، واصفا الرقمنة التي تحتل مكانة خاصة بالنموذج الحقيقي لمجال الأعمال.
ويتوقع حسب المستشار الفرنسي أن يقفز حجم المهن الجديدة في آفاق عام 2030 إلى نسبة 80 بالمائة، علما أن هذه المهن غير موجودة في الوقت الحالي، لذا توجد حاجة كبيرة إلى كفاءات جديدة، ووقف على وجود إجراءات جبائية جديدة تشجع الاستثمار، وفي إطار تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في القطاع الرقمي أوضح «بوتار» أن الجزائر كذلك تحظى بالأولوية.
وخلص إلى القول أن هذا المنتدى يسمح بتقريب وجهات النظر وإرساء مشاريع على أرض الواقع.
أما علي كحلان رئيس» AOTA» الناشطة في مجال الأنترنيت منذ عام 2002، تطرق إلى تحسن ترتيب الجزائر بنحو 43 مرتبة، وعلى ضوء إنجاز الهياكل والسكن والتزود بالماء والغاز، حققت تقدما طفيفا في مجال الترقية الاجتماعية حيث انتقلت من 0.14 إلى 0.50 وتحتل المرتبة 83 في العالم، واعترف بأن الجزائر في حاجة إلى تأهيل اليد العاملة من أجل بلوغ سقف عال من الجودة، والتركيز على التكوين المهني، علما أن نسبة عبور الانترنيت بلغ 73 بالمائة، حيث تمثل نسبة 34 بالمائة حجم استعمال المواطنين للانترنيت الثابت، و23 بالمائة يستعملون الانترنيت عن طريق شبكة الهاتف المتحرك.
من جهته فازيل بوعياش ممثل جيزي، قال أن عدد المشتركين في شبكة المتعامل النقال «جيزي» قفز إلى 16 مليون مشترك، ويطمح هذا المتعامل أن يكون الرائد في الجزائر من حيث الرقمنة وصاحب الصدارة بخدمات ال «4 جي»، حيث يعكف على إرساء الهياكل المستقبلية الرقمية، عن طريق تهيئة الأرضية والاستثمار بقوة في مجال الرقمية، وفي تسيير الخدمات وحتى يصبح المتعامل الأول في الجزائر في عام 2022، وتنوي جازي استثمار 2 مليار دولار في العالم ويشمل ذلك الجزائر كذلك.
وأبدى ممثل جازي استعداد هذا المتعامل لمساعدة كل جزائري لديه مشاريع في هذا المجال.
في حين سليم جواد علال رئيس «AITA» أكد أن رقم أعمال الجمعية بلغ 31مليار دينار وتضم 800 عامل، وذكر أنه من أهدافهم تأطير كل ما يتعلق بقطاع الاتصالات وتقديم الشهادات للمؤسسات، واصفا في سياق متصل أن التحول الرقمي يعد رهان كبير بالنسبة للمؤسسة، وقال أن 2000 مؤسسة كبيرة في العالم اندمجت في مجال، متوقعا أن يختفي ما لا يقل عن 45بالمائة من المهن، إلى جانب استحداث مهن جديدة.
وأبدى أمين تريغي مدير ومستشار «SOFRECOM» التونسية، استعدادا لمرافقة المؤسسات والمتعاملين الجزائريين، وأشار أن تواجدهم منذ عشر سنوات في الجزائر وتونس ولديهم 1600 مستشار عبر العالم، وبالنظر إلى خبرتهم في إفريقيا، يتطلعون لبناء شراكات في مجال الرقمنة، ويرى أنه في ظل الرقمنة كل شيء يتغير بسرعة البرق.
واستعرض الرئيس المدير العام لمؤسسة «CAP DC» أوليفيي لابي، قدرات الشركة الفرنسية والتي لديها ما لا يقل عن 900 مشروع في مجال الأنترنيت، ومتواجدة في إفريقيا ومن بين دول القارة السمراء جنوب افريقيا، واقترح خدمات توفرها المؤسسة، تتمثل في وفرة المعطيات بخزانات كبيرة من دون انقطاع، وتحدث عن حظوظ الشراكة الموجودة بين الجزائر وفرنسا في مجال الرقمنة التي صارت ضرورة.