طباعة هذه الصفحة

له أزيد عن 8 روايات ومجموعة قصصية هامة

ثابتي دحو... كفيف يرفع التحدي ويتألّق في المحافل الدولية

معسكر: أم الخير. س

لم تمنعه الإعاقة من مواصلة حياته فيكون مثالا يقتدي به أبناؤه والمقربون منه، «ثابتي دحو - 67 سنة» اسم لكاتب ظل يداعب قلمه في صمت طيلة عقود من الزمن خلت، بعد فقدانه بصره في سن لا يتجاوز 33 من العمر، حيث اتخذ الكاتب والروائي ثابتي دحو وليد منطقة معسكر، من مصابه نقطة تحول جذري، حتى انطبقت عليه حكمة «أعمى البصر ولا أعمى البصيرة».
ولم نكن لنسمع لاسمه تعريفا لو ما التقيناه بالمعرض المقام بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، جالسا في أحد أركان المركز البيداغوجي للأطفال فاقدي البصر بمعسكر، قائما على معرض صغير لبيع آخر إصدار له من مجموعة قصصية متكونة من 8 قصص خيالية وبوليسية بعنوان «زائر المطر» المستوحاة من خيال الكاتب والشبيهة إلى حد ما للروايات البوليسية العالمية، وللأسف الشديد لم يلقى معرض كاتبنا الكفيف إقبالا بعد أن مر عليه الوفد الرسمي مرور الكرام، لربما لسبب ما يتلخص في معضلتنا الجماعية « العزوف عن المطالعة والقراءة وتصفح الكتب»، إذا صار همنا الأكبر في مواعيد ومناسبات مماثلة التقاط أكبر عدد ممكن من الصور والتباهي برفقة المسؤولين دون أن يلتفت الأحد منا لمعاناة ذوي الاحتياجات الخاصة، أو يكلف نفسه عناء تشجيع المبدعين منهم.
عموما وحتى لا نسترسل في نقد واقعنا الثقافي، لابد أن نشير إلى الزوايا المشرقة فيه فنعانق النور المنبعث من طموح هذه الفئة ورغبتها الجامحة في التميز ورفع التحدي والتألق، فلدى تقربنا من الروائي ثابتي دحو صاحب «زائر المطر»، كانت أولى أسئلتنا أين أنت؟ وكيف يتمكن فاقد بصر من تأليف كتاب وحتى إن كانت الأجوبة حاضرة تلقائيا في ذهننا، أجاب متحدث «الشعب» «إنها العزيمة والإصرار»، ليدخل في قلب الموضوع متشوقا لتلخيص تجربته في عالم الرواية.
يقول الكاتب ثابتي دحو، أنه باشر في تجربة الكتابة بعد 33 من عمره تاريخ إصابته بمرض أفقده البصر، وأنتجت محاولاته في بحر الأدب العالمي نحو 8 قصص من مجموعة قصصية مستمدة من وحي الخيال، إضافة إلى 6 روايات بقيت طي الأدراج والملفات الرقمية بحاسوب الكاتب دون أن ترى النور، حيث أبدى الكاتب ثابتي دحو رغبته الشديدة في أن تتكفل المؤسسة الوطنية للاتصال النشر والإشهار بطبع إنتاجه الأدبي، خاصة وأن آخر مجموعة قصصية له قد كلفته الكثير، دون أن يخفي متحدث «الشعب» رغبته في ترجمة مؤلفاته بصيغة البرايل حتى يستفيد منها المكفوفين وفاقدي البصر المتعلمين منها فيحذون حذوه، ويبهرون بإبداعاتهم السالمين من الإعاقة البصرية.