طباعة هذه الصفحة

ميلاد «الشعب».. المدرسة

س.بوعموشة
10 ديسمبر 2017

تحل علينا اليوم الذكرى الـ57 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 بالعاصمة، تلك المحطة التاريخية الحاسمة في نضال الشعب الجزائري بكل فئاته، الذي خرج عن بكرة أبيه لمقاومة الإحتلال الفرنسي منذ 1830 ولم يتوان يوما في الدفاع عن أرضه وممتلكاته التي صودرت من طرف الإدارة الاستعمارية البغيضة التي طبقت كل الخطط والإستراتيجيات اللئيمة، لتدمير الهوية الجزائرية وإحلال المسيحية بدل الإسلام استكمالا لمشروعها الصليبي الذي باركته الكنيسة، لكنها فشلت كون إرادة الشعب الجزائري ووحدته كانت أقوى من كل مخططاتها وألاعيبها الدنيئة.
فالمظاهرات التي اندلعت بشوارع العاصمة بخروج كل الفئات خاصة النساء والأطفال، ومواجهة الدبابة الفرنسية أظهرت أن الشعب الجزائري رافض للوجود الفرنسي ولا يمكنه أبدا الانسلاخ عن هويته والاندماج في ثقافته الغربية، وبذلك وأدت فكرة الحكومة الاستعمارية المزعومة التي أطلقها الجنرال شارل ديغول بأن الجزائر أرض فرنسية وجزء لا يتجزأ منها، بحيث دفع الأمم المتحدة لإصدار قرار حقّ الشعوب في تقرير مصيرها وبالتالي كانت المظاهرات دعما للقضية الجزائرية في المحافل الدولية.
وتشاء الصدف والأقدار أن تتزامن ذكرى مظاهرات الـ11 ديسمبر 1960 مع تأسيس جريدة «الشعب»، أم الجرائد وعميدة الصحف الوطنية لتزيد الذكرى رمزية وقيمة، وتبقى راسخة في ذاكرة الأجيال كونها لسان الحركة الوطنية والشعب الجزائري، بحيث استطاعت أن تستقطب العشرات من أصحاب الأقلام النيرة من مختلف الأطياف، وساهمت في ظهور جرائد خاصة ولدت من رحم صحيفة «الشعب».
ولا يمكننا أن نمر مرور الكرام على هذا الحدث دون أن نقف إحتراما وتقديرا للكفاءات الوطنية التي رفعت التحدي، وأشرفت على إصدار أول عدد لها رغم الصعوبات التي واجهتهم في البداية منهم الفقيد  صالح لوانشي الذي كلف من طرف محمد خيضر رئيس المكتب السياسي والمالية والإعلام لجبهة التحرير الوطني بتأسيس النسخة العربية للجريدة، بعدها عيّـن الراحل  محمد الميلي الذي كان أول مدير للجريدة لتحضير الانطلاقة.
 علما أن المرحوم محمد خيضر هو الذي اختار اسم الجريدة لأنها لسان الشعب وقد كانت فكرة قديمة تعود لسنة 1937 حين فكر خيضر ومفدي زكرياء في تأسيس جريدة اسمها «الشعب» لكنها توقفت بعد العدد الأول. وأول الصحافيين الذين عملوا بالجريدة هم العربي زبيري، الراحل محمد عروج، يوسف فتح الله، عبد القادر بن قاسي، رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، أحمد علي غزالي وخروبي محمد وزينب الميلي.