طباعة هذه الصفحة

تكفل به مهندسو الوكالة الفضائية الجزائرية

 تم، الأحد ١٠ ديسمبر ٢٠١٧ على الساعة ١٧سا٤٠د، بتوقيت الجزائر، الموافق للأثنين ١١ ديسمبر على الساعة ٠٠سا٤٠د بتوقيت العاصمة الصينية بيجين، تم بنجاح إطلاق القمر الاصطناعي الجزائري للإتصالات ألكوم سات-١ (ALCOMSAT-1) على متن الصاروخ الفضائي «لونغمارش ـ ٣ب»، (LongMarch-3B) من منصة الإطلاق شيشانغ (Xichang)، الواقعة بمقاطعة سيشوان (Sichuan) على بعد ٢٢٠٠ كلم جنوب غرب بيجين.
وبعد ٢٦ دقيقة من الإقلاع العمودي، ووفقا للبيانات المستمدة من مركز شيان (Xian) لتتبع ومراقبة الأقمار الاصطناعية، فإن عمليات انفصال القمر الاصطناعي ألكوم سات-١ عن الصاروخ ودخوله إلى موقعه المداري الثابت بالنسبة للأرض قد تمت بنجاح، وقد بلغ قياس الارتفاع فوق المدار الثابت ٤١٩٩١ كلم (نقطة الأوج) و٢٠٠ كلم (نقطة الحضيض) وزاوية ميل قدرها 26.4° درجة.
هذا، وخلال الستة (٠٦) أيام القادمة سيخضع القمر الاصطناعي ألكوم سات-١ لخمس (٠٥) مناورات ضرورية حتى يتمكن من الوصول إلى مداره الثابت بالنسبة للأرض وموقعه المداري 24.8° درجة.
تلي هذه المرحلة، فتر تتراوح بين ٠٣ و٠٦ أشهر لتنفيذ مراحل وضع القمر الاصطناعي في الموقع وإجراء الاختبارات في المدار قبل الاستغلال الميداني.
عمليات الاستغلال والتحكم في القمر الاصطناعي، سيتكفل بها مهندسو الوكالة الفضائية الجزائرية إنطلاقا من مركزي بوغزول (المدية) وبوشاوي (الجزائر) لاستغلال أنظمة الاتصالات السلكية واللاسلكية، وذلك إبتداء من انفصال القمر الاصطناعي عن صاروخ الإطلاق إلى غاية وضعه في موقعه المداري الثابت بالنسبة للأرض، حيث سيعملون على تشغيل ورصد ومراقبة مختلف الأنظمة الفرعية للقمر الاصطناعي وملحقاته (الهوائيات والألواح الشمسية والعاكسات… وغيرها).
إن القمر الاصطناعي ألكوم سات-١ هو أول قمر اصطناعي جزائري للاتصالات،، وهو أداة قيمة متعددة المهام، توفر تغطية وطنية وإقليمية (شمال إفريقيا ومنطقة الساحل). سيسمح بتحسين الاتصالات السلكية واللاسلكية واستقبال العديد من برامج البث الإذاعي والتلفزي.
كما سيوفر خدمات الإرسال الصوتي والأنترنت ذات التدفق العالي والتعليم عن بعد والطب عن بعد وخدمة التداول بالفيديو… إلخ.
في هذا الإطار، عملت كل من الوكالة الفضائية الجزائرية والوكالة الفضائية الصينية، على إقامة وتطوير شراكة علمية وتكنولوجية بينهما، تمحورت حول تصميم وإنجاز وإطلاق واستغلال القمر الاصطناعي للاتصالات ألكوم سات-١.
لقد مكنت هذه الشراكة من تكوين وتأهيل كفاءة بشرية ميدانية، قادرة على استغلال وضمان استمرارية التشغيل المبدئي للقمر الاصطناعي للاتصالات ألكوم سات-١. وقد تم وضع برنامج تكوين عريض لصالح المهندسين الجزائريين في مجالات دقيقة ذات الصلة بتصميم وإنجاز القمر الاصطناعي للاتصالات ألكوم سات-١.
كما مكنت من تكوين عدد معتبر من الدكاترة وحملة شهادة الماستر في التخصصات المتعلقة بتكنولوجيات الاتصالات الفضائية.
تشكل هذه الموارد البشرية رفيعة المستوى، العنصر الأساسي لاستدامة البرنامج الفضائي الجزائري، لاسيما من خلال تطوير الأنظمة المستقبلية للأقمار الاصطناعية للاتصالات وحسن استغلالها، كما هو الحال بالنسبة للخبرة المكتسبة في ميدان الأقمار الاصطناعية لمراقبة الأرض.
تجدر الإشارة، إلى أن هذا المشروع، المسجل في إطار برنامج فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، هو ترجمة ملموسة لاتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة التي وقعها فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ونظيره الصيني السيد شي جينبينغ (Xi Jinping) في ٢٥ مايو ٢٠١٤ والذي يعزز الخيار الاستراتيجي للجزائر بترقية النشاط الفضائي الوطني للأغراض السلمية وجعله أداة موثوقة وفعالة للتنمية الاقتصادية المستدامة وتعزيز السيادة الوطنية.