طباعة هذه الصفحة

تخليد للمآثر التاريخية

ولاية بجاية تحيي ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر

بجاية: بن النوي توهامي

أحيت ولاية بجاية، أمس، الذكرى 57 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 التي كانت منعرجا حاسما في انتزاع الاستقلال، والتأكيد على مبادئ الثورة التحريرية المجيدة، التي التف حولها الشعب الجزائري من أجل تقرير مصيره.
المناسبة كانت فرصة السلطات المحلية للترحم على أرواح الشهداء، بالإضافة إلى تنظيم العديد من الفعاليات التاريخية، والندوات العلمية من تنشيط أساتذة وباحثين مختصون، استرجعوا حيثيات هذه الذكرى العزيزة على كل جزائري، واصفين الحدث بالشحنة الإضافية لمسار الثورة التحريرية والتي جاءت بعد مضي ست سنوات، من حرب خاضها الشعب طيلة عقود من الظلم والاستغلال والقهر والإبادة، بشتى أنواع التنكيل والتعذيب، إلا أن تسلحه بالإرادة القوية أعطى طابعا وطنيا مميّزا وخاصّا في 11 ديسمبر، وعمّت مختلف المدن بما في ذلك الجزائر العاصمة إلى غاية تحقيق الاستقلال.
وفي هذا الصدد أكدت الأستاذة حدوش يمينة لـ “الشعب”، أن الذكرى 55 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، تعتبر منعطفا حاسما وهاما للثورة المجيدة أكد من خلالها الشعب تمسّكه وتشبثه باستعادة السيادة على أرضه، وهذه المحطة من المحطات التاريخية التي انتفض الشعب الجزائري ضد المستعمر الفرنسي الظالم، كما كانت حاجزا منيعا أمام موقف المعمّرين الفرنسيين الذين كانوا يحلمون بفكرة الجزائر - فرنسية، وضد سياسة الجنرال دوغول الهادفة إلى إبقاء الجزائر جزءا لا يتجزّأ من فرنسا. لكن ذلك لم يتحقق له، لأن الشعب متماسك ومتحد ورفع شعارات الاستقلال، والتف من أجل هدف واحد هو المطالبة بالاستقلال وامتدّت المظاهرات أكثر من أسبوع، والكل يهتف الجزائر مسلمة مستقلّة للردّ على المستعمر، وهو ما أثبت للجنرال ديغول وللمعمّرين الفرنسيين أن الجزائر لا ولن تكون فرنسية.
في نفس السياق، وتجسيدا لبرنامج الاحتفالات المسطر من طرف المديرية العامة للأمن الوطني، سطرت مصالح أمن ولاية بجاية برنامجا احتفاليا بهذه الذكرى، حيث تم تنظيم زيارات ميدانية لفائدة موظفي الشرطة والطلبة المتربصين إلى المتحف الجهوي للمجاهد ببجاية، وكذا مختلف فروعه بأمن الدوائر، بالإضافة إلى إلقاء محاضرات لفائدة موظفي الشرطة من تنشيط إطارات من أمن الولاية، تم من خلالها التطرق بإسهاب إلى أسباب ونتائج هذه المظاهرات وقوة تلاحم الشعب الجزائري، الذي خرج في مظاهرات عبر شوارع المدن الجزائرية مؤكدين رفضهم القاطع لمخططات الجنرال ديغول وتحطيمهم نهائيا خرافة الجزائر فرنسية.