طباعة هذه الصفحة

راقبوا أبناءكم...

بقلم نبيلة بوقرين

شهدنا في السّنوات الأخيرة تطوّرا كبيرا في الأجهزة الإلكترونية خاصة الهواتف الذكية التي تسمح بتعبئة كل التقنيات الحديثة في مجال الإتصال، وولوج المواقع المختلفة بحثا عن المعلومات التي تساعد الأطفال في الإطلاع على كل ما يهمهم في المجال الدراسي، وإعداد البحوث بالنظر إلى سرعة إيجاد المعلومات.

كما يوجد عدد كبير من الأطفال من محبي الألعاب الإلكترونية بمختلف أشكالها وأنواعها سواء التي تُحمَّل عن طريق الدفع أو المجانية، وهذا ما قد يخلق خطورة كبيرة عليهم لأنهم صغار في السن وقد يؤذون أنفسهم عند استعمال تلك الألعاب التي قد تؤثر على نفسيتهم، سلوكاتهم وتصرفاتهم بجعلهم مدمنين عليها.
وهذا ما قد يجعلهم يعيشون في عزلة سواء عن الأهل أو المجتمع والمحيط المدرسي بسبب الإدمان على مثل هذه الألعاب الإلكترونية، والأكثر من ذلك قد تؤدي بهم إلى الهلاك مثلما حدث مؤخرا مع لعبة «تحدي الحوت الأزرق»، التي أثارت ضجّة كبيرة بعد النّتائج الوخيمة التي خلّفتها، والتي راح ضحيتها عدد كبير من الأطفال من بينهم 6 جزائريين بعدما تُفقدهم أعصابهم وتجعلهم مهوسين باتباع وتنفيذ كل الخطوات التي تطلب منهم إلى غاية الانتحار.
إلاّ أنّ الملفت للإنتباه هو الغياب التام للرقابة من ناحية الأولياء، الذين وفروا لأبنائهم كل الإمكانيات والتقنيات الحديثة مع التدفق الكبير للأنترنيت، متناسين دورهم المتمثل في ضرورة السهر على أطفالهم وسلامتهم من مخاطر استعمال التكنولوجيا، وعدم السماح لهم بولوج بعض المواقع أو تحميل مثل هذه الألعاب الخطيرة التي قد تودي بحياتهم إلى التهلكة.
ومن خلال هذا الفضاء المخصّص لصغارنا أو الجيل الصاعد وحماة الأمة مستقبلا، أردنا أن نتطرق إلى هذا الجانب من أجل توعية الأولياء قبل الأطفال بضرورة مراقبة أبنائهم ومتابعتهم في كل الأمور التي يقومون بها يوميا، ومن دون إرباكهم أو تحسيسهم بالضغط فقط من أجل حمايتهم من الانجراف وراء هذه الأمور الخطيرة لأنهم المسؤولون المباشرون عنهم وهم الأقرب منهم.