طباعة هذه الصفحة

طوابير طويلة لتلقيح الرضع بالسوريكال، ود.علّام توضح:

الحملة تتم بصورة عادية والأمر يتعلق بالذهنيات

سعاد بوعبوش

80 جرعة تمنح يوميا حفاظا على سلامة الرضع وعدم فساد اللقاح

تعرف العيادة المتعددة الخدمات حي 8 ماي 45 بباب الزوار، التابعة للمؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببرج الكيفان – درقانة توافدا كبيرا من الأولياء، بهدف تلقيح أبنائهم المبرمج على مدار الشهور الأولى من عمر الرضع الجدد، ضد مختلف الأمراض خاصة ضد السل، الشلل والتهاب الكبد الفيروسي التي يأخذ جرعاتها المضادة منذ اليوم الأول للولادة.
يرجع التوافد الكبير على العيادة إلى عدم توفر اللقاحات بباقي العيادات الجوارية بالكمية الكافية، ومنهم من تم تحويلهم أو وضعهم على قائمة الانتظار إلى غاية دخول السنة الجديدة، حيث بمجرد الدخول إلى قاعة الانتظار تستوقفك الحشود الكبيرة للأمهات وبين أيديهم الأطفال الرضع منذ الساعات الأولى للصباح الباكر.
أكدت الكثير من الأمهات التي التقتهم “الشعب” أنهن قدمن من أحياء وبلديات مجاورة لضمان تلقيح أبنائهم، فمنهن من قدمن من حي قايدي ومنهن من جئن من بلدية برج الكيفان، المحمدية الحميز والدار البيضاء، مشيرين إلى أن العيادة المتعددة الخدمات لحي 8 ماي 45، هي خيارهم الوحيد باعتبارها الأوفر حظا في الحصول على التلقيحات، غير أن الوضع تعقد وحال دون استفادة أبناء الحي أنفسهم على التلقيحات بحكم الأعداد الهائلة المتوافدة والطوابير الطويلة في الانتظار فمن يأت متأخرا، تضيع فرصة تلقيحه إلى أجل غير مسمى.
إلى هنا الأمر عادي خاصة وأنه أضحى من سمات قطاع الصحة بالجزائر، وليس بجديد، ولو بحثنا لهذا الوضع عن أعذار فيمكن إدراجه في إطار التضامن الصحي بين مختلف المؤسسات الصحية بما فيها الجوارية، خاصة وأن كل الوافدين إليها يشهدون ويقرّون بجودة الخدمات المقدمة والسرعة في التعامل بعيدا عن المحاباة.
في المقابل سجلت “الشعب” بهذه العيادة نقطة سوداء، تتمثل في تنقل الآباء منذ الساعات الأولى للصباح ابتداءا من الساعة الرابعة صباحا إلى العيادة لوضع الدفاتر الصحية للأطفال في علبة من الكرتون أمام الباب، بهدف التمكن من الحصول على الأدوار الأولى، وفي حدود الساعة الثامنة صباحا ومع قدوم الأمهات والرضع يأتي الحارس ويفتح الباب ليدخلهم في انتظار البدأ في عملية التلقيح في حدود الساعة الـ 09:30 صباحا.
الغريب أنه يمكن أن يجد الأولياء وأبناؤهم الرضع أنفسهم في قائمة الانتظار إلى إشعار آخر بعد كل هذه المعاناة، بسبب انتهاء الحصة المخصصة من جرعات التلقيح لذلك اليوم، ليعاودوا تكرار السيناريو لعل وعسى يفوزون بدور من أجل التلقيح.
«الشعب” تقرّبت إلى المسؤولين عن هذه العيادة للاستفسار عن حقيقة الوضع، حيث أكدت مديرة المؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببرج الكيفان – درقانة د.نادية علاّم، أن الإقبال الكبير تتحكم فيه الذهنيات حيث يعتقد الأولياء أن التلقيح أمر مستعجل ويجب أن يفي وقته في حين أن الرضيع لديه كل الوقت اللازم للحصول عليه، إلى جانب تزامن ذلك مع العطلة، ومن منطلق أن التلقيح خدمة مجانية يضمنها القانون وحق مكفول لأي طفل يصل إلى العيادة دون الأخذ بعين الاعتبار لمكان إقامته.
بخصوص عدم توفر الكمية الكافية للقاح، أوضحت د.علاّم أن هذا الأمر لا أساس له من الصحة، بل هي متوفرة في مختلف العيادات الجوارية المتعددة الخدمات، لكن الأمر يتعلق بالحرص على سلامة الرضع، حيث يتم منح 80 حصة في اليوم لهذه العيادات لضمان عدم فساد اللقاحات بسبب انقطاعات الكهرباء، مشيرة إلى أن الأمر يبقى مرتبطا أساسا بالذهنيات فقط، داعية الأولياء الصبر والتريث، مؤكدة أن اللقاحات متوفرة في كل العيادات وفقا للكثافة السكانية والإقبال الزائد هو الذي قد يتسبب في عدم كفاية الحصة الممنوحة يوميا.