طباعة هذه الصفحة

يُحيي حفليْن يُنهيان عقودا من الغياب

إيدير.. العودة

أسامة إفراح

نشط كل من الفنان إيدير ومدير «لوندا» سامي بن شيخ ندوة صحفية، أمس الأربعاء، بالمركب الرياضي محمد بوضياف، تطرقا فيها إلى الحفل الذي سيحييه إيدير اليوم وغدا بالقاعة البيضوية. وقال إيدير إنه قرّر الغناء مرة أخرى بعدما لمس إرادة على المستوى الرسمي بترقية الثقافة الأمازيغية، كما أعرب لـ»الشعب» عن استعداده الغناء بالعربية، بشرط أن يتمّ الأمر في الاتجاهين.. أمّا بن شيخ، فأسرّ لنا بتحضيره مفاجأة كبيرة لإيدير في حفل اليوم.
تحت عنوان «الملاقاة»، يعود الفنان الجزائري والعالمي إيدير إلى جمهوره ومحبّيه، بعد غياب قارب 39 سنة. ولم يُخف الفنان سعادته بهذا الحفل/العودة، وتخوّفه «المشروع» من ردّة فعل الجمهور، خاصة بعد هذا الغياب الطويل: «هي معاودة اللقاء من الجانب المهني فقط، لأنني لم أنقطع عن بلدي الجزائر وزرتها مرات عديدة ولكن في إطار خصوصي»، يقول إيدير، مضيفا بأن عودته تتزامن وفترة «بدأ فيها الناس أخيرا يتعرفون على بعضهم البعض، ويكتشفون بعضهم البعض»، في إشارة إلى مصالحة ملموسة مع الثقافة الأمازيغية.
وفي نفس الصدد، رأى إيدير في ترسيم يناير، رأس السنة الأمازيغية، يوم عطلة مدفوعة الأجر، مبادرة جيدة، خاصة وأن هذه المناسبة يحتفل بها جميع الجزائريين أمازيغا وعربا، بل وحتى ما وراء الحدود الجزائرية.
وفي الحفل الذي يدوم ساعين ونصفا، وتنقله مختلف القنوات على المباشر، كشف إيدير أنه سيؤدي بعض أغانيه الكلاسيكية القديمة، مع تحسين موسيقي لبعضها، كما اختار بعض العناوين من «صائدي النور»: «أحب هذا الألبوم وسأغني بعضا منه»، يقول إيدير، مؤكدا أن موسيقييه قد بلغوا التناغم المطلوب مع الموسيقيين المحليين.
وفيما ستغيب الأسماء الأجنبية التي ترددت في السابق، تطرق الفنان وكذا سامي بن شيخ إلى إمكانية أن نرى إيدير ولونيس آيت منغلات في ثنائي يؤديان فيه أغنية لقامة من قامات الفن الأمازيغي تكريما لها، ولكن هذا سيعتمد على حالة آيت منغلات الصحية بعد إصابته بزكام، ومع ذلك، وصف إيدير لونيس بـ»رفيق الدرب» مؤكدا أنهما ابنا جيل واحد وعلاقتهما قديمة جدا، وسبق لهما وأن غنّيا معا في مناسبات مختلفة.
من جهته، أشاد مدير الديوان الوطني لحقوق المؤلف، سامي بن شيخ، بالاستجابة اللافتة لجمهور إيدير، بدليل أن كل تذاكر الحفلين قد بيعت، بمعدل يفوق 4 آلاف تذكرة للحفل الواحد: «صحيح أن القاعة تسع أكثر من ذلك ولكننا فضلنا توفير ظروف أحسن»، يقول بن شيخ.
ومن منطقة آث يني التي ينحدر منها إيدير، اختيرت مجموعة صوتية لافتتاح الحفل، وستؤدي أغانٍ منها تلك التي أداها إيدير تكريما لمولود معمري: «سيكون جميلا لو نعرض صور معمري على الشاشة الخلفية حينما تؤدي الفتيات تلك الأغنية، ما رأيك؟» سأل إيدير بعفويته المعتادة سامي بن شيخ.
سألنا إيدير: «هل سنراك تغني باللغة العربية، خاصة وأنك تمتدح دائما العربية لغة وثقافة»، فأجاب: «أنا مستعد لذلك، ولكن حينما يقوم الآخرون أيضا بالغناء بالأمازيغية.. يجب على الأمر أن يذهب في الاتجاهين، وأنا لا أقول أبدا لا».
وأضاف بأن اللغة الأمازيغية إما هي رسمية أو لا، وحتى وإن كانت هنالك بعض النقائص في تطبيق هذا الترسيم، فهي ليست حجة لكي نتخاذل أو نطلب الاستقلال: «أنا جزائري بشكل كامل وليس لدي مكان آخر أذهب إليه، لذلك أطالب من حقي في أن أكون أمازيغيا، خاصة وأن الجزائر بدون اللغة الأمازيغية ليست الجزائر، تماما كما أن الجزائر بدون اللغة العربية ليست الجزائر».
سألناه عن إمكانية أن يكون حاضرا أكثر في الجزائر مستقبلا، سواءً فنيا وإعلاميا أو حتى سياسيا، فأجاب: «أنا لست سياسيا، والسياسة مهنة»، مضيفا أن الفنان إذا ارتبط بحزب أو خط معين ثم في وقت ما يناقض هذا التوجه أو الخط السياسي مبادئ وأفكار هذا الفنان فهو لم يبق فنانا.. بأغانيه يملك الفنان نوع من القدرة على التأثير والتواصل، وبالحوار يمكن تغيير الأمور نحو الأحسن.