طباعة هذه الصفحة

في ظلّ المشاكل المالية الكبيرة لعدة أندية .. وندرة اللاعبين المميّزين

سوق التحويلات الشتوية يسير بوتيرة بطيئة

حامد حمور

يحتكر سوق الانتقالات الشتوية أو ما يعرف بـ»الميركاتو» اهتمام كل المتتبعين للرابطة المحترفة الأولى، كون أن معظم الفرق تسعى لجلب اللاعب أو اللاعبين الذين تراهم يقدّمون الإضافة التي يحتاجها الطاقم الفني للوصول إلى الأهداف التقنية المسطرة

وعرفت السنوات الماضية «حركة كبيرة» في هذا الموعد الحاسم، بالنظر لشغف الأندية إلى إجراء تغييرات كبيرة على التشكيلة في تجربة قدمت الكثير من الأشياء السلبية من خلال إحداث عدم التوازن في الفرق وعدم تأقلم اللاعبين المستقدمين في «مرحلة الشتاء» مع أجواء الفريق الجديد.
ويؤكد العارفين بخبايا كرة القدم أن «الميركاتو الشتوي» مختلف تماما عن سوق الانتقالات الصيفي، كون خلال الصيف بإمكان اللاعبين إجراء التحضيرات مع فرقهم الجديدة لفترة طويلة تسمح لهم الانطلاق بشكل جيد في المنافسة.. في حين أن في الشتاء تكون الأمور مغايرة وعلى اللاعب تقديم الإضافة مباشرة بعد إمضائه للعقد.. لذلك لابد على المسيرين جلب اللاعب الجاهز ولديه خصوصيات التأقلم السريع.
رغم قرار الفاف برفع عدد اللاعبين إلى 4 ...؟
ويبدو أنه بالرغم من طلب الأندية الرفع من عدد اللاعبين المستقدمين في هذه الفترة إلى     (4)، إلا أن الوتيرة لم ترتفع في الأيام الأولى من مرحلة سوق التحويلات هذا الموسم، نظرا للظروف التي تحيط بهذه العملية والمتعلقة بالمشاكل المالية والتنظيمية التي تعيشها أغلب أندية الرابطة المحترفة الأولى.
فالعديد من اللاعبين لم يتلقوا مستحقاتهم منذ عدة أشهر، مما دفعهم إلى تحويل ملفاتهم إلى لجنة فضّ النزاعات للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وينتظرون القرار الأخير الذي ستتخذه هذه الأخيرة بشأنهم .. ومن المرجّح أن تستثمر بعض الفرق التي تملك إمكانيات أكبر من هذه الوضعية لجلب اللاعبين الذي بإمكانهم إعطاء الإضافة .. ومن جهة أخرى فقد أثّرت هذه الوضعية على نسق سير الميركاتو الشتوي.
كما أن بعض الأندية ليس لديها الوسائل التي تمكنها من جلب اللاعبين في ظلّ الصعوبات المالية التي تعرفها، وقد تكتفي بالتشكيلة الموجودة وربما قد تكون هذه الحالة مفيدة للطاقم الفني الذي قد لا يحتاج لتدعيمات توثر بشكل أو بأخر على توازن التشكيلة.
في حين يذهب بعض الاختصاصيين إلى القول بأن غياب «العصافير النادرة» في الوقت الحالي يعد من ضمن الأسباب التي جعلت الأندية لا تتهافت على جلب اللاعبين، كون تقريبا كل لاعبي قسم النخبة في الوقت الحالي لهم مستوى متقارب، ولهذا من الأفضل الإبقاء على «تماسك التشكيلة الحالية».
وبالمقابل، فإن أندية أخرى لديها طموحات أكبر للعب الأدوار الأولى في البطولة وكذا المنافسات القارية ارتأت أن تجعل من الميركاتو الشتوي فرصة لإيجاد حلول «واقعية» لبعض المشاكل التقنية.

العميد، الوفاق، الاتحاد والشبيبة في الواجهة ...
فمولودية الجزائر كانت من بين أنشط الفرق في هذه الفترة من خلال جلب لاعبين في الخط الهجومي الذي كان من ضمن النقائص الكبيرة في الفريق الذي عان من هذا الجانب .. فقد اختارت المولودية جلب كل من سويبع، تبي وبواليا.. وكل هؤلاء اللاعبين ينشطون في الخط الأمامي .. مما يمنح حلولا عديدة للمدرب كازوني الذي عمل مع رئيس النادي كمال قاسي سعيد للوصول إلى هذه النتائج.
كما أن اتحاد العاصمة قام باستقدامات مدروسة وتفيد كثيرا من الناحية التقنية بإعادة كل من عرجي و بودربال الى صفوف النادي حيث أن هذه العملية « ذكية « كون كلا اللاعبين لا يحتاجان لفترة التأقلم كونهما يعرفان الفريق بشكل جيد ويقدمان الإضافة المنتظرة لهذا الفريق الذي تحسن كثيرا منذ عودة المدرب حمدي.
أما رائد الترتيب شباب قسنطينة، فإنه يعطي حاليا «دروسا» لأغلب الأندية من حيث التوافق الكبير بين الإدارة والطاقم الفني من خلال التشاور الكبير بين المعنيين على كل الأمور، لا سيما في المجال التقني حيث أن التدعيمات تكون دائما بطلب من المدرب عمراني .. فكما حدث في الفترة الصيفية، سارت الأمور على هذا النحو في الميركاتو الحالي وقام «السياسي» بجلب المدافع بلخيثر الذي كان يلعب للنادي الإفريقي التونسي .. وسيكون هذا اللاعب بمثابة الإضافة النوعية على الناحية اليمنى لتشكيلة المدرب عمراني التي تسعى إلى الحفاظ على المستوى الذي جعلها تكسب اللقب الشرفي لمرحلة الذهاب.
بينما عاد فريق شبيبة القبائل إلى الواجهة رغم المشاكل الإدارية العديدة التي عرفها منذ عدة أسابيع، حيث يسعى المسيرون إلى وضع كل الوسائل التي تمكّن «الكناري» من العودة إلى مستوى أحسن مقارنة بما قدمه الفريق في المرحلة الأولى من البطولة .. وهذا بالعمل الكبير الذي يقوم به آيت جودي على مستوى الإدارة والطاقم الفني.
وقامت الشبيبة بجلب زيري حمّار من اتحاد العاصمة وبن يوسف من نادي بارادو حيث أنهما يتمتعان بامكانيات كبيرة .. في حين ينتظر أن تكون «المفاجأة» السارة في إطار سوق التحويلات الشتوية في خطّ الدفاع من خلال المفاوضات التي باشرها المسيرون لإعادة سعيد بلقالم إلى صفوف الكناري، كون اللاعب الدولي السابق لم ينضم لأي ناد منذ الصيف الماضي، وقد تكون تجربة العودة إلى البطولة الوطنية جدّ مفيدة لهذا المدافع.
ويبدو أن وفاق سطيف لم يتأثر بذهاب المدرب ماضوي حيث قام النادي بجلب المدرب عبد الحق بن شيخة الذي لديه تجربة معتبرة للقيام بعمل كبير في هذا النادي العريق، وبالموازاة مع ذلك، فإن «الكحلة وبيضاء» قامت بإبقاء صانع الألعاب عبد المومن جابو بعقد جديد بالرغم من «تهافت» العديد من الأندية لمحاولة الاستفادة من خدماته .. كما أن رئيس النادي حمّار مدّد عقد أكرم جحنيط واستقدم اللاعب عواج من مولودية الجزائر.

عدم التنسيق بين المسيرين والمدرب يؤثر على توازن التشكيلة
وقد يعرف الميركاتو الشتوي انطلاقة جديدة في الأيام القادمة في حالة ايجاد بعض الأندية لحلول لمشاكلها المالية والإدارية  على غرار اتحاد الحراش وشباب بلوزداد.. هذا الأخير الذي عرف في الأيام الأخيرة تغييرات جذرية من خلال اقدام رئيس النادي على الاستغناء على عدد من اللاعبين من بينهم حامية، سامر، عيشي، شبيرة ...لأسباب مختلفة ليس لها علاقة مباشرة مع امكانياتهم الفنية.. ويسعى بوحفص إلى ايجاد البدائل في الأيام القادمة، حسب ما أكده لأنصار النادي العاصمي.
وتبقى هذه التحويلات في ظلّ نقطة أثارها رئيس الرابطة الوطنية المحترفة لكرة القدم قرباج الذي أشار إلى أن 56 لاعبا لم يشاركوا ولو لدقيقة واحدة خلال مرحلة الذهاب، مما يؤكد التسيير العشوائي لبعض الأمور والتي تكون في غالب الأحيان في عدم وجود التنسيق الضروري بين المسيرين والطواقم الفنية.