طباعة هذه الصفحة

رسام الكاريكاتير كمال براني لـ«الشعب»:

أدعو مسؤولي الثقافة توفير مساحات خاصة لعرض أعمالنا

حاوره: محمد مغلاوي

 مشاركاتي في نشاطات ومعارض دولية سمحت لي بتطوير مهاراتي

كمال براني، فنان كاريكاتير، من مواليد 1983 ببريكة ولاية باتنة، خريج مدرسة الفنون الجميلة بباتنة سنة 2008، اختصاص اتصال بصري، موظف بالمركز الجزائري للسينما وبالضبط في سينيماتيك باتنة كمنشط ثقافي. تحصل على العديد من الجوائز العربية والدولية، تمّ تكريمه في معارض وتظاهرات ثقافية وطنية وعربية. وُضع اسمه وبعض أعماله في لائحة الموسوعة العربية لرسامي الكاريكاتير التي ستطبع قريبا. يكشف في هذا الحوار مع «الشعب» مدى شغفه وولعه بفن الكاريكاتير، مشيرا إلى أن مشاركاته في نشاطات ومعارض دولية سمحت له الاحتكاك بالفنانين العالميين ومعرفة مستواه الفني، داعيا مسؤولي الثقافة في الجزائر الالتفات لرسامي الكاريكاتير ولو بتوفير مساحات خاصة لعرض أعمالهم، معتبرا أن الرسام الناجح هو كل رسام حمل ريشته وعبّر بها بكل حرية.

«الشعب»: كيف ولجت عالم فن الكاريكاتير؟
كمال براني: ولجت عالم الرسم منذ نعومة أضافري، أين كنت مولعا بالرسوم المتحركة وكنت أتابعها كثيرا، لكن لم أكن أعلم أنني أمتلك موهبة الرسم في سنّ السابعة. كان أخي يدرس في مرحلة الثانوي وله صديق رسام يقوم برسم له أبطال الرسوم المتحركة وكان أخي يحضرها لي، حيث كنت أحاول أن أقلده بدون أي شعور، إلى أن اكتشفت أنه باستطاعتي أن أعيد الرسم وأخلق شخصيات كرتونية خيالية، وكان كل من يشاهد رسوماتي ينبهر بها، وهذا الشيء حفزني أكثر، ففي مرحلة الابتدائي كانت معلمتي تشجعني كثيرا وأصدقائي يفضلون الجلوس معي للتمتع برسوماتي، كما لا أنسى فضل عائلتي في تشجيعي خاصة أمي وأختي الكبرى .
أكملت دراستي في مرحلة 3 ثانوي، ثم قررت دخول عالم الفن باحترافية، حيث شاركت في مسابقة دخول بالمدرسة الجهوية للفنون الجميلة بباتنة عام 2004، والحمد لله نجحت. درست مدة 4 سنوات وتخرجت بالشهادة الوطنية للفنون الجميلة اختصاص اتصال بصري، بعد تخرجي عملت كمصمم جرافيك في وكالة إشهار كوني كنت مولعا ببرامج التصميم أين طورت خبرتي في هذا المجال، إلى أن استقر بي الحال كموظف برتبة منشط ثقافي بالمركز الجزائري للسينما سينيماتيك باتنة.
- حدِّثنا عن التظاهرات التي شاركت فيها، والجوائز والتكريمات التي تحصّلت عليها؟
 شاركت في العديد من التضاهرات العربية والدولية. فمثلا العربية أذكر منها في مسابقة سوريا الدولية للكاريكاتير عام 2008، أين تحصلت على شهادة شرفية في المسابقة وكانت هي الدافع الأول لمواصلة فن الكاريكاتير، إلى جانب حصولي على الجائزة الثالثة والميدالية البرونزية في مسابقة رضوان الفرخ الدولية للفنون الآداب عام 2015. ومؤخرا تمّ تكريمي من قبل والي ولاية قفصة بتونس في ملتقى قفصة الدولي للكاريكاتير 2017، والملتقى كان من تنظيم جمعية أحباء الكاريكاتير بقفصة، وعلى رأسها الأستاذ الفنان القدير عبد القادر مسعود، كما شاركت في العديد من المعارض الدولية وطبع رسوماتي في بعض الألبومات الخاصة بفن الكاريكاتير منها: معرض مسابقة الكتاب في الكاريكاتير، ومعرض المدينة بجمهورية إيران عام 2011 ومعرض الهولوكوست 2014 بإيران كذلك. هذا الأخير أثار استياء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتصدر عناوين الصحف والقنوات العالمية. وفي عام 2016 شاركت في معرض ليما الدولي للكاريكاتير بدولة البيرو ....الخ.
من الملتقيات العربية مشاركتي في ملتقى القاهرة الدولي الثاني للكاريكاتير بمصر عام 2015، والذي تمّ طباعة بعض من الأعمال المختارة من المعرض، وتمّ إدراج عمل من أعمالي في الكتاب الخاص بالمعرض، كما تمّ طبع كتاب الملتقى العربي للكاريكاتير الأقصر بمصر 2017، وكان محور الملتقى المرأة، أين تمّ إدراج لوحتي في الكتاب وتلقيت نسخة من الكتاب، أرسلت لي من قبل الفنان المصري فوزي مرسي رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير وسلمها لي شخصيا الفنان مصطفى الشيخ من مصر، هذه الأخيرة تعتبر من الدول العربية التي تعمل من أجل تطوير فن الكاريكاتير، وذلك من خلال الملتقيات والمسابقات التي تدرجها كل عام، كما أنني أتشرف كثيرا بوضع اسمي وبعض أعمالي في لائحة الموسوعة العربية لرسامي الكاريكاتير التي ستطبع قريبا، والذي سهر على تدوينها الصحفي والكاتب المصري عماد جمعة.
-  ماذا استفدت من تلك المشاركات؟
 مشاركتي في تلك المعارض والملتقيات ساعدتني كثيرا وسمحت لي الاحتكاك بالفنانين العالميين في هذا المجال، الذين لهم أفكار وأساليب متعدّدة، فكانت فرصة لمعرفة مستواي الفني، فإدراج لوحة من لوحاتي في معرض ما يحفزني على العمل أكثر من أجل المشاركة في معرض آخر.
- ماهي مشاريعك الحالية والمستقبلية؟
 مشاريعي الحالية هي العمل والتحضير للمشاركة في العديد من المسابقات والمعارض الدولية إن شاء الله.
- وهل صادفتك مشاكل أو عراقيل معينة؟
 شخصيا لم أصادف مشاكل أو عراقيل، بالعكس لهذا الفن قيمة كبيرة في العديد من دول العالم، فبعض الدول تسعى من أجل تشجيع وجذب أكبر عدد من الأعمال والفنانين.
- كيف ترى واقع رسامي الكاريكاتير في الجزائر؟
 لو تحدثنا عن واقع فنان الكاريكاتير الجزائري نجد أنه يعاني في صمت، فالجزائر تفتقر لجمعية أو نقابة لفناني الكاريكاتير، ربما قد يرجع السبب لعدم اهتمام المجتمع الجزائري بفن الكاريكاتير. في رأيي المجتمع هو المحرك الرئيسي والمشجع لرسام الكاريكاتير، بالإضافة إلى الصحف الجزائرية التي تفتقر لمساحة خاصة بالكاريكاتير، عكس الصحف في الدول الأخرى. ففي تونس مثلا توجد أول مدرسة كاريكاتير في الوطن العربي بصفاقس، وهي فكرة رائعة من دولة عربية للنهوض وتطوير هذا الفن. كل هذه الأسباب التي ذكرتها سابقا أدت إلى تهميش فنان الكاريكاتير الجزائري. مع العلم أن الجزائر تمتلك نخبة من الفنانين الكبار في هذا المجال.
ومن خلال صحيفة «الشعب» أطلب من كل مسؤولي الثقافة في الجزائر الالتفات لهذه الفئة المهمشة، ولو بتوفير مساحات خاصة لعرض أعمالهم الكبيرة المدفونة.
-  في رأيك ماهو الرسّام الناجح؟
 في رأيي الرسام الناجح هو كل رسام حمل ريشته وعبر بها بكل حرية، وكل رسام قدم فكرة وتمّ تلقيها من قبل المشاهد، وهو كذلك كل رسام سعى من أجل رفع راية هذا الفن سواء في الجزائر أو خارج الجزائر.