طباعة هذه الصفحة

الخبير في الطاقات المتجددة عبد المجيد برقوق لـ «الشعب»:

اقتراح دعم الأسر بـ60 مليون سنتيم لإنتاج الطاقة الشمسية

حياة كبياش

استعمال الطاقات المتجددة، يتطلب إقامة استثمارات في هذا المجال من قبل الخواص، لأن سونلغاز لوحدها لا تستطيع بلوغ إنتاج وافر من هذه الطاقة بما يكفي للاستهلاك، كما لا يمكنها تحمل الكلفة الباهظة التي تحتاجها مثل هذه المشاريع حسب ما كشف عنه لـ»الشعب» عبد المجيد برقوق الخبير في الطاقات المتجددة.
يرى الخبير برقوق الأستاذ المتخصص في الطاقات المتجددة، أن الجانب المالي مهم جدا في مشاريع إنتاج الطاقات البديلة، ولذلك يقترح أن تخصص الدولة مساعدة للأسر لاقتناء الألواح الشمسية، التي تقدر كلفتها 60 مليون سنتيم، مما يسمح لكل بيت أن ينتج الطاقة التي يستهلكها، كما فعلت بالنسبة للسكن حيث قدر الدعم بـ70 مليون سنتيم، مشيرا إلى أن الدول في العالم تقدم دعما في هذا المجال، لأن عائداته بالنسبة للطاقة التي تنتج هام جدا من الناحية الاستهلاكية والمالية وحتى الاقتصادية للبلد.
اقتطاع جزء من موارد صندوق الطاقات المتجددة لإنتاج هذه الطاقات
واقترح برقوق أن يتم اقتطاع هذا الدعم من موارد الصندوق الخاص بالطاقات المتجددة، لأن كلفة الإنتاج بالنسبة للأسر باهظة جدا، ولا يمكن أن تسترجع كلفة استثمارها، إلا بعد 25 سنة بحسب تقديره، في حين أن عمر الألواح الشمسية لا يتجاوز 20 سنة.
بالإضافة إلى الطاقة الشمسية التي تسترعي الاهتمام للاستثمار فيها من قبل سونلغاز وحتى بعض الخواص، هناك الطاقة المتولدة عن الرياح، وهي مورد آخر هام كطاقة بديلة، وقد أكد الخبير برقوق أن المناطق المرتفعة على بعد 800 متر عن سطح الأرض يمكنها إنتاج هذا النوع من الطاقة، مشيرا إلى انه يوجد الآن خريطة مفصلة عن المناطق التي تتوفر على هذان النوعان من الطاقات المتجددة.
مجمعات صناعية تريد الاستثمار في إنتاج الطاقات المتجددة
وذكر المتحدث بعض المؤسسات التي باشرت مشاريع في مجال إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح أو إنتاج الاثنتين معا، منها المؤسسة العمومية «ايني» لصناعة آلات الكهرومنزلية والمجمع الخاص «كوندور»، حيث تسعى الأخيرة إلى استعمال الرمل لإنتاج الخلايا التي تكون الألواح الشمسية، واعتبر ذلك أمرا مشجعا، غير أن تقليص كلفة استهلاك الطاقات البديلة النظيفة، يتطلب إنتاج أكثر، لأن الانتقال إلى إستهلاك الطاقات المذكورة مرتبط بذلك ارتباطا وثيقا.
وأكد برقوق في هذا السياق على ضرورة الاهتمام بجانب التكوين بالنسبة للمؤسسات التي تبدي اهتماما للاستثمار في إنتاج الطاقات المتجددة، ومن جهة أخرى أفاد بأنه تم فتح تخصصات «ماستير» على مستوى الجامعات والمعاهد، غير انه لا يوجد مشاريع تستوعب هذه الطاقات المتكونة.
كما يمكن استغلال النفايات الغذائية والبقايا التي تطرحها الحيوانات في إنتاج الطاقة الحيوية أو ما يسمى مصطلحا «البيوغاز» لصناعة غاز الميتان الذي، يسمكن استعماله كغاز المدينة أو استخدامه كوقود للسيارات، ويساهم ذلك في تقليص حجم هذا النوع من النفايات، وبالتالي المحافظة على البيئة، لافتا انه توجد في الجزائر كميات هائلة من هذه النفايات.
محطة أدرار مشروع نموذجي ناجح
وأشار في سياق متصل إلى مشاريع الطاقات المتجددة التي تجسدت في ولاية أدرار، من أجل تدعيم الشبكة الكهربائية وهذا باستغلال الطاقة الشمسية التي تتوفر بشكل كبير بالمنطقة، حيث توجد 6 محطات لتوفير الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية هذه الأخيرة، تنتج أكثر من 48 ميغاواط موزعة على 40 هكتارا، مفيدا أن مراكز البحث في الطاقات المتجددة تقوم بتحليل نتائج هذه المشاريع النموذجية من ناحية الفعالية الطاقوية وانعكاسها على الجانب الاقتصادي، من حيث التخلص من التبعية للطاقات التقليدية.
وهناك مشاريع في طور الإنتاج ذكر برقوق البعض منها، كمشروع إنتاج الطاقة الشمسية بولاية سعيدة بسعة 30 ميغاواط، بالإضافة إلى مشاريع أخرى لإنتاج الطاقة المتولدة عن الرياح في آفاق 2030، والتي من شانها أن تساهم في الحد من التبعية للطاقات المستعملة حاليا ذات التأثير السلبي والخطير في بعض الأحيان على البيئة.