طباعة هذه الصفحة

نعيمة محرز إطار سامي في اتصالات الجزائر لـ”الشعب”:

«الأولى عالميا لا يرضي طموحاتي والجزائر حلمي الأكبر”

بورتريه:فتيحة كلواز

 ”الجزائر بوابة الأنترنت لإفريقيا هدفي الأول”
 المرأة عندما تريد أن تكون الأفضل

هي واحدة من الجزائريات اللواتي آمنَّ بإمكانية استرجاع الجزائر لمكانتها الإقليمية كما كانت في القرن التاسع أين سيطرت المحروسة على حوض البحر المتوسط وتربعت على سيادته، هي أحلام كبيرة حملها قلب نعيمة محرز إطار سام في اتصالات الجزائر منذ خطواتها الأولى في طريق النجاح، فكانت فخر المرأة الجزائرية التي خُلقت لتكون وسام شرف لمجتمعها، تطلعكم”الشعب” في هذا البورتريه تفاصيل “نعيمة” الحلم الذي أصبح حقيقة.


منذ صغرها أتقنت “نعيمة” لعبة الأرقام وسحرتها القواعد الرياضية التي كانت تسبب للكثير منا مغصا وصداعا شديدا فكانت دائما من المتفوقين في الدراسة وعلاماتها الممتازة مصدر فخر لوالدها الذي شجعها دائما لتبقى الأفضل والأحسن، واصلت على هذه الوتيرة إلى غاية حصولها على شهادة البكالوريا شعبة رياضيات وهنا كان عليها اختيار التخصص الجامعي الذي تريده وتؤمن بأنه السبيل الوحيد لتحقيق أحلامها ورغم أن عائلاتها حاولت بكل ما تملك من قوة توجيهها نحو مجال الطب إلا أنها تمسكت بتخصص الإعلام الآلي بجامعة هواري بومدين بباب الزوار وهناك وجدت “نعيمة” نفسها في عالمها الخاص الذي تريده وتبحث عنه، عالم الأرقام الذي أعطى الدول المتقدمة قوتها وبالفعل استطاعت التخرج في 1997 بنجاح، ولأنها امرأة لا ترضى بالقليل استحقت أن تواصل نهلها من العلم بدراسات عليا تخصص تكنولوجيا الإعلام والاتصال ونالت شهادة في إدارة المشاريع.

أول امرأة “ويب- ماستر”

ولأنها كانت من البارزات في نجاحها انتقلت بعد تخرجها إلى العمل بوزارة البريد أين حرصت على تطوير التطبيقات الرقمية داخلها وكانت من الأوائل الذين عملوا في وضع أرضية معلوماتية في الوزارة للانتقال من الورقي ما أهلها لأن تكون رئيسة المكتب اللوجيستيكي بالوزارة، لتبدأ مرحلة جديدة في حياتها المهنية مع اتصالات الجزائر التي كانت ممن وضعوا أساساتها الأولى كمؤسسة عمومية جزائرية تأسست عام 2003 تنشط في مجال الهاتف الثابت والنقال موبيليس وخدمات الإنترنت جواب والاتصالات الفضائية نشأت بموجب قانون فبراير 2000 المرتبط بإعادة هيكلة قطاع البريد والمواصلات لفصل قطاع البريد عن قطاع الاتصالات، وقد دخلت رسمياً في سوق العمل في 1 يناير 2003، ما جعلها أول امرأة “ويب– ماستر” تهتم بتكامل الخدمات على المواقع التي تشرف على وضع بياناتها وإعطاء حلول رقمية للشركات التي أرادت أن تحذو حذو وزارة الشباب والرياضة النجاح الباهر لـ«نعيمة” وزملائها في وضع أرضية رقمية للألعاب الإفريقية التي احتضنتها الجزائر في2007، فانهالت العروض عليها من مختلف الوزارات، والشركات الكبيرة لتصبح مع مرور السنوات إطارا ساميا في اتصالات الجزائر ذات كفاءة عالية في مجالها.

2018...الحلم يتحقق

نعيمة محرز التي تتبعنا مسيرتها كرست المثال الناجح من خلال افتكاكها في الأيام الأخيرة المرتبة الأولى عالميا في فئتها في جوائز مشاريع القمة العالمية لمجتمع المعلومات 2018 في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال وسيتم تكريمها في مدينة جونيف السويسرية خلال الحفل المزمع تنظيمه يومي 19 و23 من الشهر الجاري، ويهتم المشروع بالتعاون الدولي والإقليمي لما له من اثر على المجتمع وعلاقاته بأهداف التنمية المستدامة، وقالت عنه “نعيمة” إن الجزائر طمحت إلى بناء طريق الوحدة الإفريقية ومن خلال المشروع طريق الوحدة المعلوماتية في القارة تكون الجزائر فيه المركز وبوابة لكل إفريقيا خاصة أننا مقبلون على إطلاق الجيل الخامس وهو العالم المستقبلي الذي تتمنى أن يتحقق على أرض الواقع أو كما قالت تستعيد الجزائر مكانتها التي كانت تحتلها في القرن التاسع أين سادت حوض البحر الأبيض المتوسط وهي متأكدة تماما من تحقيق هذا الحلم لأن الجزائر بإمكانها استرجاع مكانتها تلك وتصبح بوابة الأنترنت لإفريقيا بفضل الكوادر التي تملكها.
نعيمة محرز المرأة الأولى عالميا في فئتها تؤمن بأن الإرادة القوية تستطيع تحقيق المستحيل، والفشل لا يعني أبدا السقوط بل هو فرصة لاسترجاع الأنفاس والانطلاق من جديد في طريق النجاح والإصرار والرغبة القوية في تحقيق الذات والحلم أما الثقة فهي الوصفة للثبات ومواصلة الطريق نحو المستقبل لان كل واحد معني بوضع ملامحه وأهدافه الأولى، وهكذا هي “نعيمة” التي تعرفنا عليها لم تبخل بعلمها عن مجتمعها وكان نجاحها هو نجاح كل امرأة جزائرية طموحة ونجاح كل واحدة تبحث عن بناء مجتمع عطاؤها للوطن فيه بلا حدود، فرغم أنها أقصيت في نفس المنافسة العام الماضي في الدور نصف النهائي لم يثن ذلك عزيمتها ولم يمنعها من المشاركة هذه السنة لتتحصل على المرتبة الأولى في فئتها، هو الإلحاح والثقة في النجاح وفي الإمكانيات والقدرات التي تملكها.