طباعة هذه الصفحة

يعود تشييده إلى سنة 1928

الانتهاء من ترميم المبنى القديم لمحكمة بجاية

بجاية: بن النوي توهامي

انتهت، أمس الأول، أشغال ترميم المبنى القديم لمحكمة بجاية، الذي يقع بأعالي المدينة القديمة على الواجهة البحرية، ويتميز بهندسة معمارية فريدة تعود إلى بداية القرن الماضي أثناء الحقبة الاستعمارية، وهذا بعد الأضرار التي لحقت به وأدت إلى انهيار جزء من الجدار الشرقي.
في هذا الصدد أكد الأستاذ عربوش إدير، أنّ المواقع الأثريّة والسياحيّة بولاية بجاية وغيرها من الولايات، تُعتبر جزءا من الإرث الحضاري للشعب، والاهتمام بها وتأهيلها يحميها من التهديدات والتدمير التي تسبب زوالها، وعليه فإن ترميم المبنى القديم لمحكمة بجاية، يندرج ضمن جهود مضنية للجهات الوصية والرامية للمحافظة على التراث من الضياع من خلال حمايته. مضيفا، أن هذا المبنى يعود تاريخ تشييده إلى سنة 1928، ويتمتع بموقع استراتيجي بالنسبة للمدينة، حيث يقع في أعالي المدينة ويطل على الواجهة البحرية، ويتميز بهندسة معمارية فريدة تعود إلى بداية القرن الماضي إبان الحقبة الاستعمارية، وقد تقرّر تحويل هذا المبنى الأثري إلى ملحق ثقافي لمدرسة الفنون الجميلة، وانجاز مركز ثقافي حقيقي في المدينة بالتنسيق مع المسرح الجهوي لبجاية غير أن القرار لم يتجسد.
وفي سنة 2007 تمّ قرار يقضي بإعادة ترميم وتأهيل المبنى، وتم تسليمه سنة 2010 لمديرية الثقافة، التي قامت بتعزيز وتوطيد جدرانه القديمة بالإسمنت المسلح بعمق يزيد عن 6 أمتار، بعدما لوحظت فيها تصدعات، إلاّ أنه في شهر مارس من عام 2011 وبعد عدة أيام من تساقط للأمطار دون توقف، تعرض الجانب الشرقي للمبنى إلى تصدعات وانهيار تام للجدار الجانبي، ونظرا لتلف المواد التي بني منها والتي تعود إلى عام 1928، ومباشرة بعد الحادثة قامت مديرية الثقافة بتقديم دعم مالي لإعادة ترميمه وتهيئته ليكون مدرسة للفنون الجميلة.
كما ذكّر ذات المتحدث، أن ولاية بجاية تضم بنايات عريقة تدخل ضمن الموروث التاريخي الثقافي المحمي، ومنها باب البنود كان المدخل الرئيسي لمدينة الناصرية، وباب البحر الذي بني في عهد السلطان الناصر بن علناس حوالي 1070 ميلادي، في نفس الوقت الذي بنيت فيه الأبواب الأخرى للمدينة، فضلا عن حصون بجاية استخدمها الاسبان عندما احتلوا بجاية سنة 1510ميلادي، حيث ربطوها بمجموعة من الانفاق تحت الأرض، وتبدو كأنها على شكل مثلث تمكن من مراقبة بجاية من كل النواحي، وهي برج موسى، القصبة، وسيدي عبد القادر، بالإضافة إلى برج موسى الذي حوّل إلى متحف لمدينة بجاية، ويعتبر من بين الأبراج العتيقة والمعالم الأثرية التي تحمل دلائل عن عظمة تاريخ المدينة.