طباعة هذه الصفحة

في رسالة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، رئيس الجمهورية:

يحق للمرأة الجزائرية الافتخار بما حققته من إنجازات هامة

صونيا طبة

دعوة إلى مضاعفة الجهود لبناء مستقبل زاهر للجزائر

أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أن المرأة الجزائرية حققت عدة مكتسبات واستطاعت بكل جدارة واستحقاق أن تثبت وجودها وجدارتها في جميع الميادين موضحا أن اليوم العالمي للمرأة محطة هامة يجدر أن نتوقف عندها لاستعراض مسيرتهن النضالية.
وأضاف رئيس الجمهورية في رسالة، قرأها نيابة عنه وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح، في احتفائية حضرها الطاقم الحكومي، يتقدمهم الوزير الأول أحمد أويحيى وشخصيات بارزة، أنه اليوم يحق للمرأة الجزائرية أن تستحضر بفخر واعتزاز ما قامت به من انجازات عظيمة وأن تحصي المكاسب التي حققتها نظرا مكانتها الهامة في المجتمع، وأنها عنوان أصالة وحضارة ورمز اجتهاد من أجل الأسرة والمجتمع
ودعا رئيس الجمهورية جميع النساء اللواتي يشكلن حصنا من الحصون الضامنة لاستقرار البلاد إلى الاستمرار في بذل مجهودات أكبر من أجل أن يكن عنصرا أساسيا في تحمل المسؤولية لبناء مستقبل زاهر للجزائر، مشيرا إلى أن المرأة الجزائرية يعلق عليها آمال كبيرة وتقع على عاتقها مسؤولية المساهمة في تحقيق التنمية والاستقرار.
وألح بوتفليقة على ضرورة حفاظ المرأة في الوقت الحاضر على دورها التاريخي وصيانة أصالتها وصقل الأجيال الصاعدة وعدم نسيان فضل شهيدات الوطن اللواتي ضحين بأنفسهن وصمدن في وجه الاحتلال انطلاقا من قناعتهن أن حريتهن لا تنفصل عن حرية الشعب، مناشدا النساء الجزائريات للقيام بواجباتهن في خدمة الأسرة والوطن ودعم مقومات المجتمع الذي سيستمر الجميع في بنائه بعزم وثبات.
وفي ذات السياق قال إن ثورة نوفمبر المجيدة أثمرت مكتسبات أخرى وساهمت في تحرير المرأة سياسيا وإعطائها حقوقها وتجسيد المساواة بين الرجل والمرأة منذ ظهور الدولة المستقلة، مضيفا أن ترقية حقوقها سياسيا واقتصاديا لايزال مستمرا، والدليل على ذلك تقلد الجزائرية لأسمى المناصب والرتب في الدولة، والدور الكبير الذي تقوم به في المجال الاقتصادي، كونها تتساوى مع الرجل في إنشاء المؤسسات الاقتصادية، بما في ذلك المرأة الريفية.
وأكد رئيس الجمهورية أن المرأة لم تقصر في ممارسة حقوقها وتأدية واجباتها بل كانت دائما في طليعة قوى الإصلاح في مختلف المراحل التي مرت بها البلاد وإلى غاية اليوم تؤدي دورها على أكمل وجه في ضمان استقرار البلاد ورقيها وحصانتها وكسب الرهانات القادمة والارتقاء في بلد متحضر وأصيل يسعى فيه شعبه إلى تحقيق التنمية والتطور وإلى المزيد من الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية.
وانتهز بوتفليقة هذه المناسبة ليدعو جميع النساء إلى السهر على تكوين وتهذيب الأجيال الصاعدة نظرا للدور الجوهري للأسرة وللأم بصفة خاصة في تحصين قيمنا الحضارية وحس مدني قوي في الأجيال الصاعدة، وهو ما يسمح في التحضير لأرضية خصبة لدور المدرسة بغرض التصدي لمختلف المخاطر التي تهدد أبناء الجزائر في ظل انتشار العنف في مجتمعنا ولآفات المخدرات.
وتبرز مهمة السهر على تكوين وتهذيب وتربية الأجيال الصاعدة كواجب آخر موكل للمرأة الجزائرية يضيف رئيس الجمهورية الذي ذكر بحرص الشعب الجزائري على تغليب الوئام والمصالحة الوطنية على الفتنة والدمار كما قرر في نفس الوقت العمل الدؤوب من أجل مصالحة الجزائريات والجزائريين مع الذات ومع الوطن.
وذكر بالدور الفعال الذي قامت به الدولة في ترقية المشاركة الاقتصادية للمرأة الريفية من خلال عدد من أجهزة تشجع مبادراتهن وفي سياق هذا التطور النوعي كله أقدمنا منذ عشرية على ترسيخ وترقية مكانة المرأة في الفضاء السياسي مشيرا إلى التدابير الدستورية والتشريعية التي سمحت بجعل الجزائر اليوم رائدة في مجال وجود المرأة في برلمان بما يقارب 130 برلمانية.
في ذات السياق، قال إنه لنا أن نعتز بالتوسيع المستمر لعدد النساء في المجالس المحلية المنتخبة والنهج الذي أردنا مواصلة التقدم فيه بما تم إقراره في التعديل الدستوري الأخير من مسؤولية الدولة بالعمل من أجل الوصل إلى المناصفة بين المرأة والرجل في عالم الشغل وكذا على ترقية وصول المرأة إلى مناصب المسؤولية في المؤسسات والإدارات العمومية وكذا في الفضاء الاقتصادي.
وتابع الرئيس أن الجزائر بحاجة إلى ترقية ثقافة العمل زرع ثقافة الجهد لدى الأجيال أكثر من أي وقت مضى لكي نبني جزائر العزة والكرامة متحررة من التبعية المفرطة للمحروقات مضيفا أن التاريخ سيسجل هذا التقدم الملموس والملحوظ وما أثبتته المرأة الجزائرية ليس في مرحلة الكفاح التحرري فحسب بل على مدى ستة عقود من البناء والتشييد تحت شمس الاستقلالي وكذا من قدرة على الصمود والتضحية.
وفي الأخير وجه نداء إلى المرأة الجزائرية للعمل على كسب الرهانات القادمة في دعم مقومات المجتمع الذي من الواجب الاستمرار في بنائه بعزم وثبات مجتمع الأصالة والتسامح والتآزر والاعتدال والحداثة مجتمع مرتكز على دولة القانون والحس المدني مجتمع حريص على بناء اقتصاد يزداد قوة ليضمن رفاهية مستمرة للشعب الجزائري.