طباعة هذه الصفحة

اختتام الندوة الدولية حول حق الشعوب في المقاومة

إصرار على النضال السلمي و دعم لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة

فتيحة كلواز

بعيدا عن أي مغالطات أو مزايدات اختتمت أمس بفندق الرياض الطبعة السادسة للندوة الدولية «حق الشعوب في المقاومة: حالة الشعب الصحراوي» بتوصيات طالبت من خلالها الجمهورية العربية الصحراوية بالاعتراف بحقها في العيش تحت راية الحرية، مع تذكير المجتمع الدولي بضرورة تطبيق اتفاقيات «جنيف». 
ومن بين التوصيات التي خرجت بها الندوة التأكيد على شرعية حركة المقاومة التحريرية التي يخوضها الشعب الصحراوي بطريقة سلمية ضد المحتل، التنديد بالانتهاكات المتكررة لحقوق الإنسان ضد الشعب الصحراوي من طرف السلطات المغربية و توجيه نداء إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والإفريقي بغية التسريع بإطلاق سراح المسجونين الصحراويين في المعتقلات والسجون، مع فتح تحقيق شخصي حول الصحراويين المفقودين.
وكذا الوقف الفوري لنهب الثروات الطبيعية الصحراوية من طرف المغرب وتوجيه نداء في هذا الصدد إلى البرلمان الأوروبي لتنفيذ حكم المحكمة الأوروبية الصادر في ديسمبر 2016 وجانفي 2018، وندد المشاركون في الندوة بازدواجية اللغة التي يستعملها الاتحاد الأوروبي و تناقضه اتجاه القضية الصحراوية، مطالبة الأمم المتحدة وكل الهيئات و المعاهد الرسمية بمساعدة فعالة ومتعددة للاجئين  الصحراوين.
وكذا تشجيع هورس كوهلر المبعوث الخاص للامين العام للأمم المتحدة أكثر من أي وقت مضى في مهمته للمساعدة على الوصول إلى حل نهائي للقضية الصحراوية بالسماح للشعب الصحراوي باختيار حر بمصيره من خلال استفتاء تقرير المصير شفاف يكون تحت إشراف الأمم المتحدة.
هذا وخاطب المشاركون السلطات الفرنسية والاسبانية من أجل التوقف عن دعمهما الغير عادل للمغرب، بغية تشريف مبادئ الجمهورية التي تنادي بها الدولتين بتبني مواقف سياسية واضحة تتلاءم والمبادئ الدولية.
ونوه المشاركون بالحضور الإعلامي الكبير في الندوة من أجل كسر الحصار الإعلامي المنظم للمغرب ما يساهم في إيصال الصوت الشعب الصحراوي ونضاله المتواصل من أجل الحرية ورفع يد المحتل عن أرضه.

غالي: عهد يتجدد مع قضية عادلة

«هي فرصة جمعت حركة التضامن الدولي مع الشعب الصحراوي في هذا الظرف المتميز الذي تمر به القضية كللت بالنجاح، هكذا وصف رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي في تصريح للصحافة عقب اختتام الطبعة السادسة للندوة الدولية «حق الشعوب في المقاومة: حالة الشعب الصحراوي» التي دامت يومي 30 و 31 مارس.
و أكد في ذات السياق انه عهد يتجدد مع القضية العادلة للشعب الصحراوي والتضامن مع مقاومة شعب يناضل بكل ما يملك ليتمكن من تقرير مصره ونيل استقلاله، من ارض طاهرة هي الجزائر أعرب لها في تصريحه على شكره للجنة الوطنية الجزائرية  للتضامن مع الشعب الصحراوي ومن خلالها للشعب الجزائري وللجزائر عامة بقيادة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على كل ما تقدمه من مساندة للقضية التي طالما اعتبرتها عادلة.
وقال غالي أن موقف الجزائر «ينم على ما عهدناه دائما في الشعب الجزائري منذ كنا عرضة للغزو الاستعماري -ومع كل الأسف -من جيراننا, الذي كان يفترض أن يكونوا دعما وسندا لنا ونحن نقاوم الاستعمار الأجنبي وعندما أوصلنا الاستعمار إلى الهزيمة وبدأنا في جني ثمار تضحيات الشعب تعرضنا للغزو من جديد»,و لكن وسط تلك الظلمة وجد الشعب الصحراوي حضن الجزائر التي كانت السند لنضاله العادل.
...ويكرم رئيس الجمهورية
في وقفة عرفان لما تبذله الجزائر من اجل الشعب الصحراوي ، كرّم أمس رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية الأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي رئيس الجمهورية الجزائرية عبد العزيز بوتفليقة كرمز للنضال والمقاومة العادلة، من خلال منحه درع و شهادة تقدير تسلمتهما بالنيابة المجاهدة ليلى الطيب.
وفي بيان الختامي للندوة الدولية «حق الشعوب في المقاومة: حالة الشعب الصحراوي» وجه المشاركون إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أسمى عبارات الشكر والامتنان والعرفان للجزائر المضيافة ولشخصه على كرم الضيافة وحسن الاستقبال وعلى رعاية أشغال الندوة بتوفير جميع الوسائل المادية والبشرية التي مكنت من إنجاحها.
معربين عن فخرهم بتواجدهم في رحاب أرض طيبة إرتوت بدماء الشهداء كاعتراف بالجميل للشعب الجزائري ولرئيسها عبد العزيز بوتفليقة على وقوفها الدائم مع الشعوب المناضلة من أجل حريتها وكرامتها وعلى دعمها لحركات التحرر عبر العالم.
واستذكر المشاركون في البيان الختامي للندوة الدولية «حق الشعوب في المقاومة: حالة الشعب الصحراوي» الدور الريادي الذي قام به الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عند ترأسه الجمعية العامة للأمم المتحدة في 1974 والتي طرد فيها وفد التمييز العنصري لجنوب إفريقيا.
كما حيا المشاركون وقوف الجزائر الثابت والصارم والمستمر إلى جانب الشعب الصحراوي المناضل من أجل حريته واستقلاله، وكذا الدور الفعال الذي لعبه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة طيلة مشواره النضالي الطويل والذي لا يزال يلعبه في مجال تحرير الشعوب واستقلالها.   
من جهة أخرى تم تكريم نيلسون مانديلا الذي يعد أيقونة النضال ضد التمييز العنصري حيث تسلم حفيده التكريم.