طباعة هذه الصفحة

تحديد سبل تطوير العلاقات الاقتصادية أكثر بين الجزائر ومدريد

إبرام 8 اتفاقيات شراكة، مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للأوطان في الصدارة

آسيا مني

اسبانيا ثالث زبون للجزائر والخامس الممول لها

محاور عدة كانت محور نقاش وتحليل واستقطاب مابين الحكومة الجزائرية ونظيرتها الاسبانية، شملت مكافحة الإرهاب، الجريمة العابرة للأوطان، الهجرة غير الشرعية والأوضاع الأمنية وما يشوبها من بؤر التوتر بكل من ليبيا، مالي والصحراء الغربية، ومختلف بالشرق الأوسط ومنطقة الساحل، معرجين عن التعاون الإقليمي لاسيما في الفضاء المتوسطي،.. فيما تم إثراء الشق الاقتصادي، فالجزائر يقول أويحيى الزبون الخامس لاسبانيا والمورد الثالث للاستثمار بها، في حين إعتبرها ماريانو راخوي براي شريكا إستراتيجيا بالغ الأهمية.
شكلت زيارة وزير الحكومة الاسباني ماريانو راخوي للجزائر، فرصة لتحديد سبل تطوير العلاقات الاقتصادية أكثر بين الجزائر ومدريد، فقد عرفت العلاقات الاقتصادية مابين البلدين، خلال السنوات الأخيرة وتيرة مقبولة عبر عدد من الشركات الناشطة  في مختلف القطاعات وتعزيز المبادلات التجارية لكنها تبقى  بحاجة الى نفس جديد حيث تسجل حاليا 65 مشروعا استثماريا للمتعاملين الاسبان بقيمة إجمالية تقدر بـ170 مليار دينار وفيما يتعلق  بالمبادلات التجارية البينية تعد اسبانيا ثالث زبون للجزائر بقيمة 4.1 مليار دولار من قيمة الصادرات والخامس ممول بقيمة 3.5 مليار دولار.

أويحيى: 50 ألف مواطن جزائري يقيم في اسبانيا وهم في حالة جيدة
الطرف الاسباني أبدى ارتياحه للقرار الظرفي بتقليص الواردات الجزائرية  

أويحيى وفي ندوة صحفية عقدت مناصفة مع رئيس الحكومة الاسباني، على هامش توقيع 8 اتفاقيات شراكة مابين الجزائر واسبانيا تضاف إلى 50 اتفاقية كانت قد أبرمت بين الجزائر واسبانيا في السنوات الأخيرة، وصف العلاقة مابين البلدين بالتاريخية المتميزة التي لا تشوبها أي نزاعات، مبديا استعداد الجزائر لتعزيزها أكثر من خلال التعاون الثنائي المشترك في جميع المجالات.
وقبل أن يفسح المجال لأسئلة الصحافيين أشاد الوزير أحمد أويحيى في مداخلة مقتضبة بقوة العلاقات الجزائرية الاسبانية، مبرزا إرادة البلدين في المضي قدما نحو ترقية تعاونهما ومبادلاتهما المختلفة وتعزيزها أكثر لجعلها ترقى لمستوى إمكاناتهما المتكاملة ومستوى الدور المركزي المنتظر من كليهما في المغرب العربي وأوروبا وفي محيط البحر الأبيض المتوسط.  
وفي رده عن سؤال حول حالة أفراد الجالية الجزائرية المتواجدة بإسبانيا قال أويحيى أنهم يقيمون في ظروف جيدة حيث وصل عددهم 50 ألف مواطن جزائري، معرجا في سياق حديثه عن بعض الجزائريين المتواجدين في إسبانيا في إطار الهجرة غير الشرعية وهي تدخل يؤكد أويحيى قائلا: «في إطار غير قانوني حيث تعمل الحكومتان على اتخاذ التدابير الضرورية والكفيلة لإعادة إرجاع الأشخاص الذين ثبتت جنسيتهم الجزائرية إلى أرض الوطن والأمور هنا تسير الأمور بشكل جيد.
واغتنم أويحيى في إطار الحديث عن الجالية الجزائرية المتواجدة في اسبانيا الفرصة للوقوف وقفة ترحم على مواطن جزائري كانت قد وفته المنية بأحدى السجون الاسبانية القضية أمام العدالة الاسبانية.
وعن طبيعة العلاقة مابين البلدين في ظل قرار الحكومة الجزائرية القاضي بتقليص الواردات، أعرب أويحيى عن تفهم الطرف الاسباني لقرار الحكومة الظرفي المتعلق بتقليص الواردات الجزائرية وقد تقبلوا الأمر يؤكد الوزير الأول،  باعتبار انه إجراء ظرفي جراء انخفاض أسعار البترول في السوق الدولية وفي هذا الإطار أوضح اويحيى أن العلاقات الثنائية بين البلدين لا تنحصر فقط في الجانب الاقتصادي فنحن يقو ل :«تربطنا علاقة جيران»، كما أن اتفاق الشراكة الجزائرية الاسبانية ينص في أحد بنوده على أنه لكلا الطرفين الحق في اتخاذ إجراءات استثنائية في حالات قاهرة.
أما في كلمة له خلال إشرافه على اختتام الاجتماع الجزائري الاسباني الـ7 رفيع المستوى، مناصفة مع نظيره الاسباني ماريانو راخوي براي، عبر أويحيى، عن ارتياحه لجودة العلاقات المتميزة التي تربط البلدين القائمة على معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون التي أبرمت سنة 2002 بين الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وملك اسبانيا، مبرزا أن الامتياز الذي يطبع العلاقة الثنائية يتجسد في مستوى الحوار السياسي الثري، مذكرا أن الجزائر واسبانيا عرفتا خلال السنوات الماضية إبرام أكثر من 50 اتفاقية شراكة.
أما في المجال الاقتصادي أكد أويحيى أن العلاقات في هذا الإطار تستدعي اهتماما مشتركا  الأمر الذي جعلنا يقول اويحيى «نحرص سويا علاوة على تبادلاتنا الحكومية حول هذا الملف على تنظيم منتدى أعمال بالجزائر يضم  عديد المتعاملين من بلدينا».

رئيس الحكومة الاسباني ماريانو راخوي براي
نطمح لرفع الشراكة بين البلدين

من جهته رئيس الحكومة الاسباني ماريانو راخوي براي، إبرز طموح البلدين في تحقيق التنمية المستدامة حيث تعملان على إرساء الأمن  والاستقرار، معربا في سياق حديثه عن ارتياحه للمستوى الذي بلغته العلاقات الثنائية بين الجزائر وإسبانيا في شتى الميادين، مؤكدا أن الجزائر  واسبانيا تطمحان إلى تحقيق التنمية المستدامة.
كما اعتبر ماريانو راخوي براي، أن التعاون الثنائي مابين البلدين يشهد تطورا منسجما  ويرتقب تعزيزه من خلال النقاشات التي تم الشروع فيها لدى زيارته والتي ستمكن بلا شك من مشاطرة حول مختلف التحاليل المواضيع السياسية والأمنية والدبلوماسية التي تستقطب اهتمام حكومتينا بشكل خاص.