طباعة هذه الصفحة

دعا إلى تحصين المرجعية الدّينية بالجزائر، عيسى يؤكّد من باتنة:

«لا مكان لحركات التّشيّع ودعاة الأحمدية والتّنصير بالجزائر»

باتنة: لموشي حمزة

أكّد، أمس، وزير الشّؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، على ضرورة الرجوع إلى المرجعية الدينية الوطنية، واعتماد خطاب ديني وسطي جاد وواضح يتماشى مع التحديات التي تعيشها بلادنا بهدف محاربة مد الطوائف الدينية والتيارات الدخيلة التي تستهدف كل أنسجة المجتمع الجزائري، مشيرا أن الجزائر نجحت في تحصين المجتمع ضد كل هذه الأفكار، وهي اليوم، محصّنة من الإرهاب بعد نجاحها في اجتثاث التشدد العنيف، يضيف الوزير.
اعتبر الوزير، خلال افتتاحه لملتقى وطني حول «دور المؤسّسة الدّينية في تعزيز الأمن الفكري والانسجام الاجتماعي» بجامعة باتنة 01 الحاج لخضر، خلال زيارة عمل وتفقّد لقطاعه بباتنة أنّ كلمة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، خلال يوم العلم، رسالة واضحة وقوية وصريحة لاستنهاض همّة الأئمة والدعاة لتقديم الصورة الصحيحة عن الإسلام الوسطي، وبراءته من العنف والتقتيل والتشريد والصورة الفوضوية التي يراد إلصاقها به.
وكشف عيسى عن تسطير دائرته الوزارية لبرنامج تكويني لفائدة أئمة الجمهورية لمواكبة التحديات الجديدة، خاصة التكنولوجية منها لربطهم بالعالم الافتراضي لاستغلال التكنولوجيات الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي لمحاربة التطرف والطائفية ونشر مبادئ الإسلام الحقّة، وذلك بهدف الدفاع على توجّهات الجزائر ونقل صورة واقعية عن الإسلام من أجل ترقية الوسطية والدفاع عنها والتصدي لكل من يرغب في تشويه صورة الإسلام باتهامه بأنه دين الفوضى ودين القتل والعنف وبث الكراهية، على حد تعبيره.
وشدّد الوزير على مسؤولي القطاع وأئمة المساجد على ضرورة تبنّي خطاب تربوي وتوعوي معتدل يرسخ حبّ الوطن لدى الجزائريين، وتذكيرهم بنعمة الاستقرار خاصة وأن الجزائر عاشت خلال سنوات التسعينات مرحلة صعبة، تغلّبت عليها بفضل التفاف جميع أبنائها، مستطردا بالقول: تواجه الجزائر اليوم تحديات كبرى في مجال الأمن الديني والفكري، محذّرا من حملات نشر التشيع والأحمدية وغيرها من الطوائف التي لم يعد لها مكان أيضا بعد تأكيد الدولة على مرجعتيها الدينية المبنية على الوسطية والاعتدال، يضيف عيسى.
وذكر المسؤول الأول عن القطاع خلال تدشينه لمدرسة قرآنية عمار بن ياسر بحي 1200 مسكن بمدينة باتنة، بالعمل الكبير الذي تقوم به دائرته الوزارية في نشر الإسلام الصحيح المعتدل، والوقوف سدا منيعا أمام التطرف وأمام الذين يحاولون الإساءة إلى الإسلام والمسلمين.
حرية المعتقد مكفولة في إطار ما يسمح به القانون الجزائري

وأشار الوزير أنّ الجزائريين يفتخرون بالانتماء إلى أهل السنة والجماعة، باعتبارهم يتّبعون سنة الرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ ويحافظون على وحدة الأمة الإسلامية بعيدا عن الطائفية والإقصاء منذ 14 قرنا، ولا يمكن أن يتحوّلوا إلى التشيع مثلما يريد البعض، مشيرا إلى أنّ الجزائر لا تحتاج أن نستورد مدارس تعلمها كيفية اتباع منهج أهل السنة.
وأوضح عيسى في هذا الشأن إلى أنّ حرية التدين والمعتقد مكفولة قانونا بالجزائر، غير أن جمع الاموال وتحويل مرافق ومنازل الجزائريين إلى أماكن لنشر التشيع والأحمدية والتنصير أمر مرفوض تحاربه الجزائر باحترام القانون والتطبيق الصارم له في هد المجال. وألحّ الوزير لدى تطرّقه للمرجعية الدينية الوطنية أنّ المذهب المالكي هو مرجع ديني وطني وحد الجزائريين دوما، وحصّنهم ضد كل محاولات «الفوضى الخلاّقة»، مؤكّدا وجود محاولات «يائسة» لما أسماه «بعض المخابر الأجنبية» التي تهدف إلى تقويض المذهب المالكي في الجزائري أو تشويهه، بهدف «إغراق» الجزائريّين في الفتنة وتشتيت وحدة البلاد.
وخلال ندوة صحفية، أكّد الوزير عيسى سعي مصالحه بالتنسيق مع وزارة الاتصال وسلطة الضبط الخاصة بالسمعي البصري إلى إنشاء ميثاق أخلاقيات مهنة إعلامي يتعلق بالشؤون الدينية بالجزائر للرفع من مستوى الاداء وتحصين الأمة، وتقوية الخطاب الديني الإعلامي لمواجهة كل التحديات التي تهدّد الأمن الفكري والديني للجزائر.
وكان الوزير خلال زيارته لباتنة، قد دشّن مسجدين وكرّم العديد من الفائزين في مختلف المسابقات الدولية والوطنية في حفظ القرآن الكريم وترتيله التي شارك فيها جزائريون على غرار المسابقة الدولية الهاشمية للإناث بالأردن ومسابقة دبي الدولة للقرآن الكريم بدولة الإمارات العربية المتحدة، والتي فاز فيها بالمراتب الأولى طلبة من ولاية باتنة.