طباعة هذه الصفحة

في جنازة مهيبة حضرها الآلاف بالتكبير و الزغاريد

برج بوعريريج تودع أول شهدائها  الثلاثة فحيمة عبد الحق في جنازة مهيبة

برج بوعريريج : حبيبة بن يوسف

بالزغاريد و التكبير ، ودعت قرية الشفا ببلدية خليل شرق برج بوعريريج ابنها البار الشهيد عبد الحق فحيمة الرقيب الأول في الجيش الذي كان من بين ضحايا حادث سقوط الطائرة العسكرية ببوفاريك ، أين أشرف محمد بوقصة قائد المدرسة المتخصصة في الحوامات بعين أرنات بسطيف رفقة العقيد نور الدين  بن مقيدش قائد القطاع العملياتي ببرج بوعريريج على نقل جثمان الشهيد من القاعدة الجوية بعين أرنات بسطيف إلى منزله العائلي ، وسط الآلاف من المشيعين الذين كانوا في انتظاره أمام المنزل.
و بعد إدخاله إلى بهو المنزل بالزغاريد و التكبير ألقيت النظرة الأخيرة على الصندوق الموشح بالعلم الوطني ثم حمل على أكتاف رجال الجيش و الدرك و الشرطة و الحماية المدنية نحو مثواه الأخير بمقبرة قرية الشفا ، في جنازة عسكرية تليق بمقام الشهداء و الأبطال ، وودعه الآلاف بالدموع و التكبير و الفخر بشاب قدم روحه فداء للوطن.
و تسلم والده و أشقاؤه و أحدهم صف ضابط في سلاح الدرك الوطني الراية الوطنية التي كانت فوق صندوق الجثمان بعد أن وري الثرى ، و عبر الوالد و الأهل عن فخرهم بابنهم فخر الجزائر بأبطالها مقدمين بدورهم التعازي الحارة لكل عائلات الضحايا الذين غادروا الدنيا في حادث الطائرة.
و من جهته والي ولاية برج بوعريريج صالح العفاني أشاد و عبر عن الفخر و الاعتزاز بهذا الشهيد البطل و اشاد بالتضامن الشعبي الكبير و الحضور الشعبي لجنازة الفقيد و الذي فاق كل التوقعات ، و الذي قال الوالي أنه يعبر عن روح التضامن و الحب بين أفراد الشعب و الإلتفاف الصادق حول الجيش الوطني الشعبي الذي يعد ذخر الأمة و مفخرتها.
 وفي انتظار جثامين الشهيدين زياني فاتح من بلدية بليمور و خرباشي نبيل من بلدية المهير يغادر عبد الحق فحيمة  الشهيد الرقيب  الأول و هو  إبن قرية الشفا ببلدية خليل هذا العالم و هو صاحب 26 سنة إلتحق بصفوف الجيش  في 2011 ، كان متواجدا في بيته  العائلي في إجازة مدتها 15 يوما  ليلفظ أنفاسه  بعد 15 دقيقة فقط من مهاتفة والدته و والده ليخبرهما أنه ركب الطائرة و لا داعي للقلق بشأنه ، فكانت آخر كلماته  قبل أن ينزل الخبر المشؤوم عليهما لينهي حلمهما بتزويج عبد الحق و هما اللذان كانا يبحثان له عن زوجة لخطبتها.
فرحل عبد الحق تاركا وراءه أما و أبا و أشقاء يبكونه دما و عزاءهم الوحيد فيه هو رحيله شهيدا و مواساتهم هو  التضامن الكبير للجزائريين معهم في أكبر فاجعة طيران حلت بالوطن .