طباعة هذه الصفحة

أستاذة علم الإجتماع بن كراش فوزية لـ «الشعب»:

السّلم ثقافة وجب إدراجها في المنظومة التّربوية

سيدي بلعباس: غ ــ شعدو

أكّدت أستاذة علم الإجتماع بن كراش فوزية أنّ مصادقة الأمم المتحدة على مبادرة الجزائر القاضية بجعل يوم 16 ماي يوما عالميا للعيش بسلام دليل قاطع على الإعتراف الدولي الجامع لدور الجزائر ومصداقيتها الكبرى في كونها نموذجا يحتذى به في زرع الأمن والسلم والإستقرار.
أرجعت الأستاذة بن كراش مصادقة الأمم المتحدة على مبادرة الجزائر لإقرار يوم 16 ماي يوما دوليا للعيش معا بسلام، إلى الجهود الكبيرة التي قامت بها الجزائر في إحلال الأمن والسلم الداخليين، بعد أن عاشت تجربة صعبة ونجحت في الخروج من دوامة الصراعات والدمار الذي لحق بدول الجوار بفضل حكمها الراشد ومنهجيتها المرتكزة على مبادئ الحوار، المصالحة وإقرار السلم والأمن، حيث أن كل المكاسب التي تنعم بها الآن لم تأتي من العدم بل بفضل الجهود الجبارة التي بذلت في مختلف الميادين، مع المحافظة على المبادئ والمواقف الخارجية في دعم القضايا والشعوب المستضعفة .
وأضافت المتحدثة أن ترسيخ ثقافة التسامح بين الشعوب تعد ضرورة ملحة في وقتنا الحالي لتحقيق التعايش السلمي، وهو من مبادئ ديننا الحنيف الذي يدعو إلى الرحمة والتعايش السلمي بين الإنسان وأخيه بغض النظر عن هويته، أو عرقه أو دينه،ومن هذا المبدأ تظهر قيمة التعايش السلمي بين أفراد الإنسان، وبين كل طبقات المجتمع الواحد، ولا شك في أنه إذا راجت وسادت ثقافة الرحمة والسلم بين الأفراد والمجتمعات والأمم، فستشهد الأمم مراحل عظيمة من التكامل النفسي والإيماني، وتطفو قيم التعايش السلمي في عالمنا.
 وبالحديث عن هذه الظاهرة الإنسانية الملحة - تضيف الأستاذة بن كراش - فهي تتجلى ومظاهرها عموما في عاداتنا وتراثنا وهويتنا التي تؤكد وعلى مدار الأزمنة تمسك المجتمع بمختلف مظاهر التآزر والتضامن والمحبة والتعاون، حيث تعد الوعدات الشعبية مثلا مناسبات ورمز للتآخي والتصالح وإطعام الفقراء والمساكين كما يتم فيها الذكر وقراءة القرآن وتقديم المواعظ الدينية، بحيث تشتمل على الكثير من الأشياء الإيجابية مما جعلها تحصيلا حاصلا تتمسك به العائلات عبر العديد من ولايات الوطن، كما تعد مناسبة لخلق جو من الألفة والمحبة بين الناس وللإصلاح بين المتخاصمين وفرصة لإحلال مبادئ التعايش بين مختلف أطياف المجتمع وترسيخ مبدأ تقبل الآخر.
وختمت الأستاذة بن كراش حديثها بالتأكيد أن للسلام صدى إيجابيا يمكن أن يعمم من خلال نشره وترسيخه كثقافة وجب إدراجها في المنظومة التعليمية، والعمل بها في مختلف المجالات باعتبار أن السلام أساس كل التطورات من إقتصادية، إجتماعية و ثقافية، فبناء مجتمع سليم يكون بالإستثثمار في العنصر البشري و تربية الأجيال على الحوار، وتقبل الرأي الآخر وتشبيع الناشئة بثقافة السلام، كما نوّهت إلى دور الوسائل الإعلامية في الترويج لثقافة السلام، ونشرها في المجتمع باعتبارها أداة فعالة في التأثير في عملية صنع الرأي العام وتنويره.