طباعة هذه الصفحة

اختتام الاجتماع الثلاثي حول ليبيا بالجزائر

التنويه بالمصالحات المحلية وتجديد الموقف الداعم للحل السياسي

 رصد أي انتقال لعناصر إرهابية إلى المنطقة من بؤر الصراعات الإقليمية والدولية

اختتممت أمس الاثنين بالجزائر العاصمة أشغال الاجتماع الوزاري الثلاثي حول ليبيا، تحت رئاسة وزير الشؤون الخارجية، عبد  القادر مساهل، بحضور وزيري الشؤون الخارجية المصري، سامح شكري، والتونسي، خميس الجهيناوي. ويندرج هذا الاجتماع الجديد في إطار «التشاور المستمر بين البلدان الثلاثة حول الوضع السائد في هذا البلد الشقيق والمجاور». وبهذه المناسبة «استعرض الوزراء التطورات الأخيرة الحاصلة في ليبيا لا سيما على المستويين السياسي والأمني». كما بحثوا «سبل تعميق جهود بلدانهم من أجل المساهمة في تسريع مسار تسوية الأزمة في إطار مرافقة الليبيين عن طريق الحوار والمصالحة». ويذكر انه تم عقد ثلاثة اجتماعات تشاورية بين وزراء خارجية الجزائر وتونس ومصر، جرت على التوالي بالجزائر في جوان 2017 وبالقاهرة في نوفمبر 2017 وبتونس في ديسمبر 2017.

مساهل: فرض سلطة الدولة والتصدي الفعال للإرهاب وللجريمة المنظمة 

 ثمن وزير الخارجية عبد القار مساهل تمسك الأطراف الليبية بالحل السياسي وبالمصالحة الوطنية كسبيل وحيد لوضع حد للازمة الحالية، داعيا الجميع إلى مواصلة الدعم والوقوف إلى جانب إخواننا الليبيين لتحقيق الاستقرار والانتقال السياسي، ورفض الخيار العسكري والتدخل الأجنبي.
حيث اعتبر ان الاتفاق السياسي المبرم في 17 ديسمبر 2015، يظل منطلقا يقود عملية الانتقال والحل السياسي للأزمة الليبية. مجددا دعم الجزائر لجهود الممثل الخاص للأمين العام السيد غسان سلامه في تنفيذ خطة العمل التي زكاها مجلس الأمن.
سجل مساهل بارتياح عميق حركية المصالحات التي أبرمت بين مختلف مناطق ومدن ليبيا، لا سيما ما توصل إليه الأشقاء في مصراتة والزنتان. مشيرا الى ان الجزائر تعتبر هذه المبادرات حدثا هاما على درب المصالحة الشاملة، وتجدد استعدادها لمقاسمة الشعب الليبي تجربتها  في المصالحة الوطنية والانتقال السياسي والمؤسساتي.
إن تعدد المبادرات لحل الأزمة الليبية، من شانه أن يربك مسار التسوية وأن يعمق الانقسامات الداخلية، ولذا يرى ، يقول  مساهل  من الضروري أن نؤكد جميعا على تمسكنا وتأييدنا المستمر للحل السياسي القائم على الحوار الوطني والمصالحة بين كافة الأطراف الليبية.
اوضح مساهل   إن استمرار الأزمة يعيق الجهود المتوقعة التي يبذلها المجلس الرئاسي

وحكومة الوفاق الوطني للتكفل باحتياجات الشعب الليبي على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
ومن منطلق التضامن وواجب الجوار، فان الجزائر في ظل هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به ليبيا، تواظب بالتنسيق مع المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني على سد الاحتياجات الضرورية لسكان المناطق الحدودية.
مؤكدا في السياق ذاته  انه رغم الانتصارات التي حققها أبناء ليبيا على التنظيمات الإرهابية إلا أن تهديدات الإرهاب ومخاطر الجريمة المنظمة وكذا الصراعات القبلية ما زالت قائمة في بعض المناطق لا سيما بجنوب البلاد، مع ما يترتب عن ذلك من انعكاسات على دول الجوار.
اعتبر أن توحيد المؤسسات الوطنية بما في ذلك بناء جيش قوي ومصالح أمنية، كفيل بفرض سلطة الدولة وتصدي فعال للإرهاب وللجريمة المنظمة  بما يصون امن واستقرار ليبيا والمنطقة قاطبة.
وفي ختام كلمته قال مساهل  إن الجزائر التي تقف على مسافة واحدة من كل الأطراف الليبية، لم تنقطع جهودها الجادة وبعيدا عن الأضواء في التواصل مع الأشقاء في ليبيا على اختلاف توجهاتهم وعلى كل المستويات السياسية والاجتماعية والمحلية من اجل تحقيق التوافقات الضرورية للحل السياسي.

 سامح شكري : ضرورة توفير كل الدعم لليبيين للخروج من الازمة  
أكد وزير الشؤون الخارجية المصري سامح شكري  أمس بالجزائر العاصمة على ضرورة توفير كل الدعم لليبيين حتى يتمكنوا من الأخذ بزمام الأمور وضع خريطة طريق للخروج من الأزمة التي يعرفها هذا البلد.
وشدد الوزير المصري في تصريح له عقب وصوله إلى مطار هواري بومدين للمشاركة في الاجتماع الثلاثي بين الجزائر ومصر وتونس حول ليبيا على ضرورة «ايجاد حل لمعاناة الشعب الليبي الذي طالت وذلك بتوفير كل الدعم حتى يأخذ الاشقاء في ليبيا بزمام الأمور من خلال وضع خريطة طريق لمستقبلهم للحفاظ على الاستقرار وتحقيق النمو والازدهار».
وأوضح أن زيارته للجزائر تندرج في إطار مواصلة «التشاور بين الجزائر وتونس ومصر لمساعدة ليبيا على استعادة مؤسسات الدولة والعمل على الخروج من الأزمة من أجل دعم الاستقرار في المنطقة».
من جهة أخرى اعتبر شكري هذه الزيارة فرصة لبحث مع وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها علاقات التعاون ضمن الاتحاد الافريقي.
ويترأس مساهل هذا الاجتماع الثلاثي الذي يضم كل من وزيري الشؤون الخارجية المصري والتونسي خميس الجهيناوي لاستعرض التطورات الأخيرة الحاصلة في ليبيا لا سيما على المستويين السياسي والأمني. كما سيبحثون «سبل تعميق جهود بلدانهم من أجل المساهمة في تسريع مسار تسوية الأزمة في إطار مرافقة الليبيين عن طريق الحوار والمصالحة.

جهيناوي: شدد على أهمية مساعدة ليبيا في التقدم في المسار السلمي  

أكد وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، أمس ألاثنين أنه بالجزائر للمشاركة في المبادرة الثلاثية  الجزائرية - التونسية - المصرية من أجل مساعدة ليبيا في التقدم في المسار السلمي وتخطي الصعوبات التي عرفها هذا المسار في الآونة الأخيرة. وقال الجهيناوي في تصريح أدلى به للصحافة عقب وصوله إلى المطار الدولي هواري بومدين أنه بالجزائر بدعوة من وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل، في إطار المبادرة الثلاثية لـ»مساعدة أشقائنا في ليبيا في التقدم في المسار السلمي وتخطي بعض الصعوبات الذي عرفها هذا المسار في الفترة الأخيرة، رغم المجهودات الذي يقوم بها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة». ومن جهة أخرى، أوضح رئيس الدبلوماسية التونسي أن هذه الزيارة ستكون مناسبة أيضا للتحادث مع مساهل حول كيفية تنمية العلاقات الثنائية «المتميزة» بين الجزائر وتونس في العديد من المجالات. وأضاف أن الطرفين سيعملان على «المزيد من الدفع وتعزيز تلك العلاقات لمصلحة الشعبين».