طباعة هذه الصفحة

مرضى القولون في رمضان

يحتاج معظم مرضى التهابات القولون إلى اتباع النمط الصحي خاصة في شهر رمضان، بحيث يتم التركيز على تعويض الفاقد من السوائل والعناصر الغذائية المختلفة، كما يعتمد العلاج الغذائي في مثل هذه الحالات على حالة المريض النفسية كعامل مساعد على تحسن الحالة مع العلاج بالدواء إن لزم الأمر، في شهر الصيام يتوفر الهدوء النفسي والانغماس في العبادة ما يقلل من ظهور أعراض القولون العصبي.

إن فترة الصيام ما بين السحور والفطور تعتبر بمثابة راحة للجهاز الهضمي وفرصة لإعادة تنظيم عمله والحفاظ عليه من الأضرار المصاحبة لنوعيات الأكل المختلفة التي يتم تناولها في أيام عدم الصيام.
وجبات مرضى التهاب القولون يجب أن تكون كمياتها معتدلة تقدم على وجبات صغيرة وفترات منتظمة في اليوم خلال شهر رمضان ليساعد على انتظام عملية الهضم ويقلل من تقلصات الأمعاء.
الاعتدال في كميات الوجبات الرئيسية كالإفطار والسحور والابتعاد كذلك عن الأطعمة الدسمة والسكريات مع التخفيف من البهارات والأغذية الحارة، وعدم الإفراط في تناول الطعام من الأمور المهمة، لأنها من الممكن أن تثير أعراض القولون العصبي وتسبب ارتفاع الحموضة.
كما يفضل إعطاء المريض كمية كافية من السوائل وإضافات من الفيتامينات والأملاح المعدنية لتجنب الجفاف خاصة للمرضى الذين يعانون من حالات الإسهال المتكرّرة، إذ أن الحميات الغذائية لمرضى التهابات القولون تختلف حسب الحالة فعلاج الإمساك مختلف عن علاج الإسهال، وفي حالة القولون العصبي المصاحب للإمساك ينصح بالإقلال من تناول المنبهات والمشروبات الغازية لأنها تزيد من هيجان القولون لدى بعض الحالات، ويجب ألا يقل شرب المياه عن احتياج الشخص اليومي حسب وزن الشخص وحدة الأعراض المصاحبة للمرض كالإمساك والإسهال، كما ينصح بزيادة كمية المياه خاصة في فترة الصيف وينصح بممارسة الرياضة للحدّ من الشعور بالتوتر والاكتئاب ولتخفيف الوزن للمرضى الذين يعانون من زيادة الوزن أو لحالات السمنة المفرطة.
من المهم جدا التدرج في كميات الطعام عند الإفطار يفضل البدء بتناول الماء مع التمر والعصائر الطبيعية الخالية من الألوان الاصطناعية التي تقوم بتعويض نقص السكر في الدم، وترسل بدورها إشاراتها العصبية للقولون، ما يتيح الفرصة للاستعداد للهضم، وبعد الصلاة تناول الحساء الدافئ لتعويض السوائل التي حرم منها الجسم طوال فترة الصيام.
يفضل تناول الخضروات بأنواعها سواء كانت مسلوقة أو طازجة، والتقليل من المعجنات لأنها تنتج كميات كبيرة من الغازات في الأمعاء أثناء عمليات الهضم وتناول النشويات الأخرى بكميات معتدلة، والبروتينات من اللحم والدجاج والسمك بطرق طهي صحية، وكذلك الفاكهة الطازجة مع المحافظة على كمية السعرات الحرارية المحدّدة للمريض وتناول وجبة أو وجبتين خفيفتين بين الإفطار والسحور.
تأخير السحور قدر المستطاع للسماح للمعدة بالهضم، كما يجب أن تتوفر في وجبة السحور النشويات لأنها تعمل على تحسين نسب السكر في الدم، إضافة للألياف الطبيعية الموجودة في الخضروات والفواكه، وتجنب الأطعمة المالحة التي تسبب العطش أثناء فترة الصيام، وإضافة اللبن الرائب أو الياغورت لأن له تأثير كبير في الحدّ من الأعراض ويساعد على طرد الغازات من البطن بسهولة.
كما ننصح بالمتابعة المستمرة مع الطبيب المختص وخبراء التغذية لتفادي المخاطر والالتزام بفترة العلاج المقترحة، حسب الحالة.