طباعة هذه الصفحة

القمـة التاريخيـة بين تـرامب وكيم

تفـاؤل دولـي بإنهــاء أخطــر أزمـة نوويـــة

حمزة/م-الوكالات

التخلـــي عـــن الســـلاح المحظـــور مقابــــل امتيــــازات أمنيــــة واقتصاديــــة 

 بعد شد وجذب وتبادل للتصريحات الحادة، يجلس أخيرا، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، إلى طاولة واحدة،  وجها لوجه، اليوم  لبحث نزاع السلاح النووي لبيونغ يانغ مقابل ضمانات أمنية واقتصادية تمنحها واشنطن.

ترامب الذي انتقل من النقيض إلى النقيض، فبعد تلويح بالزر النووي الكبير وتهديد كوريا الشمالية، أعد فريقا جديدا وخاصا للتعامل مع الملف الذي وضعه على رأس أولوياته حيث عين رئيس جهاز الاستخبارات مايك بومبيو وزيرا للخارجية خلفا لريكس تليرسون، وجون بولتون مستشارا للأمن القومي في أفريل الماضي.
قال ترامب قبل ساعات من لقائه كيم وجها لوجه، إن «القمة قد تنجح بشكل رائع»، بينما اجتمع مسؤولون من البلدين عدة مرات لتقليل الخلافات بشأن كيفية إنهاء الأزمة النووية في شبه الجزيرة الكورية.
أدلى ترامب بتعليق إيجابي خلال غداء عمل مع رئيس وزراء سنغافورة لي هسيين لونج، حيث قال «ينتظرنا اجتماع مثير جدا للاهتمام غدا واعتقد أنه سينجح بشكل رائع».
من جانبه، تخلى الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، عن لغة الحرب الشاملة، وعبر عن استعداده للتخلي عن السلاح النووي، وشرع في تدمير واحد من أهم المواقع.
لقاء على انفراد
مع استمرار وجود اختلافات بشأن ما سيترتب على نزع السلاح النووي، أجرى مسؤولو البلدين محادثات استمرت ساعتين لتحقيق تقدم في جدول أعمال القمة قبل انعقادها اليوم.
قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بيان إن الاجتماعات «موضوعية وتفصيلية»، دون أن يصدر تصريح بشأن نتائجها. لكن، وقبل اللقاء العلني بين الرجلين، أجرى ترامب وكيم لقاء خاصا على انفراد.
 أكدت الإدارة الأمريكية أن الرئيس دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون سيعقدان لقاء منفصلا قبيل انطلاق قمتهما. قال الناطق الصحفي لمجلس الأمن القومي الأمريكي روبيرت بليدينو للصحفيين في سنغافورة، أمس، «نتوقع أن يعقد لقاء وجها لوجه في البداية». وتابع قائلا: إن ترامب وكيم سيجريان اجتماعا ثنائيا قد يستمر ساعتين. ووصفه بأنه اجتماع يهدف «ليتعرف كل منهما على الآخر» إلى جانب أمور أخرى.
فحوى القمة
تتمحور نقاشات القمة حول طموحات بيونغ يانغ النووية التي تخضع لعقوبات دولية صارمة فرضها مجلس الأمن الدولي على مرّ السنوات الماضية. وكتب بومبيو في تغريدة «لا نزال مصممين على التوصل الى نزع كامل لأسلحة شبه الجزيرة الكورية النووية، يكون قابلا للتحقق ولا رجوع عنه».
قال بومبيو أن واشنطن «ملتزمة بنزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية بشكل كامل ونهائي ويمكن التحقق منه».
في أول تعليق لها على القمة قالت وكالة الأنباء المركزية الكورية في وقت سابق إن الطرفين سيتبادلان «وجهات نظر واسعة النطاق ومتعمقة» لإعادة العلاقات. ووصفت القمة بأنها تأتي في إطار «عهد مختلف».
أضافت الوكالة أن المباحثات ستركز على «مسألة تأسيس آلية دائمة وقوية للحفاظ على السلام في شبه الجزيرة الكورية ومسألة تحقيق نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة وأوجه قلق مشتركة أخرى».
المعنى الذي تشير إليه وكالة الأنباء المركزية الكورية عادة بحديثها عن نزع السلاح النووي هو أن بيونغ يانغ تريد أن تزيل الولايات المتحدة «المظلة النووية»التي تحمي كوريا الجنوبية واليابان.
الضمانات الأمريكية
بشأن المقابل الذي ستمنحه واشنطن لبيونغ يانغ في حالة تخليها عن السلاح النووي بالكامل، أعلنت الإداراة الأمريكية، عن تقديم مساعدات مغرية لإنعاش الاقتصاد الكوري الشمالي وعدم العمل على إزعاج نظام الحكم. عبر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو عن استعداد بلاده لتقديم ضمانات أمنية غير مسبوقة لكوريا الشمالية في حال تخليها عن الأسلحة النووية.
قال في مؤتمر صحفي في سنغافورة، أمس، «ندرك أن زعيم كوريا الشمالية قلق بشأن أمن بلاده، ونحن مستعدون لتوفير ضمانات أمنية إذا تخلت بيونغ يانغ عن أسلحتها النووية».
لكنه أشار من جهة أخرى إلى أن الضغط على كوريا الشمالية سيستمر في حال فشلت الجهود الدبلوماسية الجارية.
لا يزال عدد كبير من الخبراء في شؤون كوريا الشمالية يشككون في أن كيم سيقدم على التخلي الكامل عن الأسلحة النووية ويعتقدون أن ما أقدم عليه كيم في الآونة الأخيرة إنما يستهدف تخفيف العقوبات الأمريكية المفروضة على بلده الفقير الذي تأثر بشدة.
قال مسؤول بالإدارة الأمريكية، مشترطا عدم الكشف عن هويته، إن الجانب الأمريكي يمضي إلى المحادثات بإحساس بالتفاؤل مع جرعة مساوية من الشكوك نظرا لتاريخ كوريا الشمالية الطويل في تطوير الأسلحة النووية.

القمة: المكان، الزمان والتكلفة

يحتضن فندق كابيلا بجزيرة سنتوسا السياحية قبالة ميناء سنغافورة وتضم فنادق فخمة وحديقة متابعة لشركة يونيفرسال ستوديوز للأفلام وشواطئ صناعية، اللقاء التاريخي بين الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتقى الطرفان وجها لوجه على الساعة الواحدة فجرا بتوقيت غرينيتش.
يقيم ترامب وكيم في فندقين مختلفين في منطقة شارع أورتشارد الشهير في سنغافورة الذي تكثر فيه المجمعات السكنية والمكاتب ومراكز التسوق الفاخرة. وهناك قيود شديدة على دخول الفندقين.

20 مليون دولار

كشفت صحيفة «ستريتس تايمز» السنغافورية عن تكلفة القمة التي ستعقد بين زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
نقلت الصحيفة عن رئيس وزراء سنغافورة لي هسيين لونج قوله إن «تكلفة عقد القمة بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في سنغافورة ستكون حوالي 20 مليون دولار».
دافع رئيس الوزراء، عن هذه النفقات التي انتقدها المواطنون في بلاده قائلا: « أن تكاليف عقد القمة هي من ضمن الجهود الدولية لسنغافورة وأنها تصب في مصلحة البلد».
أضاف «نحن على استعداد للتكفل بهذه النفقات وحوالي نصف التكلفة ستكون من ضمن التكاليف الأمنية للقمة».
نقلت الصحيفة نقلا عن مصدر من وزارة الاتصالات في سنغافورة أنه تم تنظيم عمل حوالي 2500 ممثل لوسائل الإعلام الأجنبية، بما في ذلك إنشاء مركز إعلامي تقدر تكلفته بنحو 5 ملايين دولار.

سيول تترقب

ولعل أكثر المهتمين بقمة ترامب وكيم، هي كوريا الجنوبية، التي تعيش وضع حرب منذ الخمسينيات مع جارتها الشمالية، وتأمل في نزع فتيل الأزمة وإنهاء العداء القائم منذ عقود بشكل كلي.
أعرب الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن، أمس، عن أمله في أن يتوصل الرئيسان الكوري الشمالي والأمريكي إلى قرار جريء  يتبادلان فيه متطلباتهما التي تتحقق من خلالها أمال الشعوب في العالم والذين  يتطلعون قدوم عصر جديد في شبه الجزيرة الكورية.
قال الرئيس مون جيه في اجتماع مع مستشاريه ومساعديه اليومي «سيعقد لقاء القمة الكوري الشمالي والأمريكي الذي يتطلع إليه العالم أجمع»، معربا عن تطلعه إلى أن يصبح لقاء القمة القادم «حجر الزاوية التاريخي في الانتقال من الحرب إلى السلام».

من هي دول النادي النووي؟

كانت الولايات المتحدة تتطلع إلى احتكار القدرة على إنتاج الأسلحة النووية، ولكن الأسرار التقنية الخاصة بتصنيع هذا السلاح  انتشرت في نهاية المطاف، ليجري الاتحاد السوفييتي أول تجربة عسكرية نووية عام 1945، بعد فترة قصيرة من قرار واشنطن إلقاء قنبلتين نوويتين على اليابان عام 1945 في هيروشيما وناغازاكي، ثم تلاهما البريطانيون عام 1952، والفرنسيون عام 1960، والصينيون عام 1964.
هنا بدأت واشنطن بالدفع نحو ميثاق بين تلك الدول يحظر انتشار السلاح النووي أكثر من ذلك، وهو ما توّج باتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية عام 1968، وهي اتفاقية نجحت في منع انتشار السلاح بشكل كبير، باستثناء دول معيّنة لم توقع عليها ورفضت هذا الاحتكار النووي كما تراه، وهي بالأساس الهند وباكستان وإسرائيل.
هذا و قد نشرت صحيفة «نيويورك تايمز «الأمريكية تقريرا يرصد ترسانة الأسلحة النووية في العالم والدول الأكثر امتلاكا لأسلحة الدمار الشامل.  
قالت الصحيفة الأمريكية، إن 9 دول تمتلك سلاحا نوويا وفقا للتقارير، رغم أن بعضها لا يعترف بامتلاكها مثل إسرائيل، التى تفيد التقارير امتلاكها لـ80 رأسا نوويا.  
تضمن التقرير رصدًا للدول الثماني الأكثر امتلاكًا للأسلحة النووية، وفي مقدمتها روسيا، تليها الولايات المتحدة، فيما حلت فرنسا في صدارة الدول الأوروبية التي تمتلك الأسلحة النووية.   
جاء ترتيب الدول الأكثر امتلاكا للأسلحة النووية، بحسب «نيويورك تايمز» كالتالي:
1-  روسيا
2 -  الولايات المتحدة
3-  فرنسا
4- الصين
5- بريطانيا
6- الهند
7- باكستان
8- إسرائيل
9- كوريا الشمالية

تعريف السلاح النووي ؟

السلاح النووي، هو سلاح تدمير فتاك يستخدم عمليات التفاعل النووي، يعتمد في قوته التدميرية على عملية الانشطار أو الاندماج النووي؛ ونتيجة لهذه العملية تكون قوة انفجار قنبلة نووية صغيرة أكبر بكثير من قوة انفجار أضخم القنابل التقليدية، حيث أن بإمكان قنبلة نووية واحدة تدمير أو إلحاق أضرار فادحة بمدينة بكاملها، لذا تعتبر الأسلحة النووية أسلحة دمار شامل ويخضع تصنيعها واستعمالها إلى ضوابط دولية.
 أمريكا هي أول من استعمل هذا السلاح الفتاك، و»الولد الصغير» هو الاسم الذي أطلق على أول قنبلة ذرية ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية في 6 أوت 1945، وبعدها بثلاثة أيام تم إلقاء القنبلة الثانية «الرجل البدين» على مدينة ناغازاكي.
أوقعت الهجمة النووية على اليابان أكثر من 000. 120 شخص معظمهم من المدنيين في نفس اللحظة، كما أدت إلى مقتل ما يزيد عن ضعفي هذا الرقم في السنوات اللاحقة نتيجة التسمم الإشعاعي أو ما يعرف بمتلازمة الإشعاع الحادة.