طباعة هذه الصفحة

شعر

صحو

حمزة العلوي

مدخل

ِفْتَحْ شَبَابِيكَ عُمْرِ الْيَأْسِ.. أَلْقِ يَدَا
وَارْشُفْ مِنَ الزَّهْرِ صُبْحًا هَدْهَدَ الْبَلَدَا
وَقَفْتَ عِنْدَ سُفُوحِ الْعُمْرِ تَذْكُرُهُ
دَمْعٌ وَمَاءُ وُضُوءٍ فِي الثَّرَى اتَّحَدَا
كَمْ كُنْتَ وَحْدَكَ فِي الأَشْوَاقِ مُخْتَلِفًا
وَالتِّيهُ أَتْعَبَ هَذَا الْقَلْبَ وَالْجَسَدَا
تَمْشِي... تُهَرْوِلُ.. ظَمْآَنَ الْخُطَى قَلِقًا
يَرْتَدُّ جُرْحُكَ فِي الدُّنْيَا كَمِثْلِ صَدَى.
مَحْوٌ

أَمْحُو.. وَيُثْبِتُ غَيْرِي أَنَّنِي الْخَطَأُ = فَلاَ مَلاَمَةَ لِلْعُشَّاقِ إِنْ صَبَأُوا
حَرْفِي تَخَلَّى هُنَا عَنْ أَبْجَدِيَّتِهِ = وَغَارَ فِي لُغَةٍ.. مَا لَفَّهَا الصَّدَأُ
دَمْعِي يَفِيضُ.. وَرَقْصُ الْقَلْبِ أُغْنِيَةٌ = وَالنَّارُ تَسْكُنُ جَنَّاتِي وَلاَ تَطَأُ
فِي الْجُبِّ كُنْتُ وَحِيدًا.. وَالصَّدَى قَلِقٌ = الْمَاءُ فَاضَ.. فَأَعْيَا نَبْضَهُ الظَّمَأُ
أَتْلُو كَمَا النَّاي أَحْزَانِي.. وَفِي وَلَهٍ = أَسْمُو.. فَتَغْلِبُنِي الأَهْوَاءُ وَالْحَمَأُ
أَمْحُو.. أُعِيدُ إِلَى عَزْفِي مَبَاهِجَهُ = كَمَا تَعُودُ إِلَى بَلْقِيسِهَا سَبَأُ
أَمْشِي بِصَحْرَاءِ رُوحِي.. أَقْتَفِي أَثَرًا = يَرْتَدُّ صَوْتُ سَرَابٍ: هَكَذَا َبدَأُوا
سَقَوْا فُؤَادًا بِلاَ كَأْسٍ وَقَدْ شَرِبُوا = عَادُوا سُكَارَى وَفِي ظِلِّ الْهَوَى اتَّكَأُوا
إِنِّي الْفَقِيرُ أَتَيْتُ الْبَابَ أَطْرُقُهُ = فَلاَ تَرُدَّ مُحِبًّا جُرْحَهُ نَكَأُوا
أَدُورُ فِي فَلَكِ الْعُشَّاقِ مُحْتَرِقًا = كَالْمَاءِ يَخْرُجُ مِنْ أَشْوَاقِهِ الْخَبَأُ
فِي طِينِهِ امْتَزَجَتْ رُوحٌ بِخَمْرَتِهِ = حَتَّى بَكَى وَجَعٌ.. قَلْبِي لَهُ كَلأُ.