طباعة هذه الصفحة

حذر من انتشار التطرف العنيف بالساحل

مساهل يبرز أهمية الحوار الإقليمي في محاربة الإرهاب

جلال بوطي

الجزائر مستعدة لتقاسم تجربتها في الوقاية من الجريمة العابرة للأوطان

ابرز وزير الخارجية عبد القادر مساهل، أمس، جهود الجزائر المتواصلة لإحلال السلم في منطقة الساحل والصحراء، من خلال التنسيق الدائم مع الفاعلين في المنطقة، مشيدا بالحوار الإقليمي للوقاية من التطرف العنيف إسهامات الجزائر الحثيثة لنشر ثقافة السلام.
تطرق مساهل لمساعي الجزائر في تقديم يد المساعدة لكل الدول في مواجهة التطرف العنيف سيما دول الساحل والصحراء التي قال انها تعرف انتشارا لظاهرة العنف التي تحتاج إلى تضافر جهود الفاعلين في المنطقة للحد منها، انطلاقا من تحقيق التنمية المستدامة ومحاربة الفقر.
أكد رئيس الدبلوماسية الجزائرية خلال افتتاح بمقر وزارة الشؤون الخارجية، أمس، اللقاء الثالث للحوار الإقليمي من اجل الوقاية من التطرف العنيف بالساحل والصحراء أن الجزائر مستعدة لمشاركة تجربتها في محاربة التطرف العنيف والإرهاب، قائلا «أنها تجربة نجحت في تحقيق أكلها ومستعدون لمشاركتها».
وحمل لقاء الحوار الإقليمي الذي حضره ممثلون سامون عن الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي شعار»الاستثمار في الساحل والصحراء للوقاية من التطرف العنيف، حيث أشار مساهل إلى أن اللقاء الذي دعت إليه الجزائر يندرج في إطار التحسيس ومشاركة الخبرة الجزائرية على مختلف المستويات وفي مختلف المحافل.
أوضح مساهل أن أهداف الجزائر من احتضان مبادرات السلام يؤكد دورها في مساعدة الدول، حيث أن الغرض من مبادرة الحوار الإقليمي هوتعبئة الجهود الجماعية للدول، وتعزيز القدرة في مكافحة هذا التهديد الذي لا يعرف الحدود سيما في منطقة الساحل التي لها مع الجزائر علاقات تاريخية وإنسانية وثقافية واقتصادية وأمنية قوية.
وحذر وزير الخارجية من انتشار ظاهرتي التشدد والتطرف العنيف واعتبرهما آفتين تواجهان عددا كبيرا من الدول في الآونة الأخيرة، سيما في جهات مختلفة في القارة الإفريقية بسبب انتشار الأفكار المتطرفة عبر تكنولوجيا المعلومات وفي مقدمتها الانترنت التي أضحت ناقلا للفكر المتطرف.
في هذا الصدد ذكر مساهل أن الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، والتحفيز المالي للشباب المستضعف بسبب الفقر وغياب الأفاق الاجتماعية والاقتصادية يسهم كذلك في انتشار ظاهرة الإرهاب، داعيا إلى تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي لمواجهة التطرف العنيف الذي تنطلق جذوره من غياب الأمن، هذا الأخير الذي يحتاج إلى وضع إستراتيجية شاملة تنطلق أساسا حسبه من وجود مناخ سياسي وثقافي ويدين يشجع على الحوار والتفاهم وليس فقط محاربة الإرهاب من خلال الآليات الأمنية.
وتطرق مساهل إلى تجربة الجزائر التي خاضتها مع سياسة السلم والمصالحة الوطنية التي أطلقها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ولعبت دورا حاسما في عودة السلم والأمن والاستقرار للبلاد، موضحا أن مكافحة التطرف العنيف هوتحدي يواجه الجميع، والتكفل به بشكل ملائم يتطلب تجند الدولة والمؤسسات العمومية والمجتمع المدني وخاصة المواطن كما.
مساهل جدد التزام الجزائر بسياسة السلم التي تعتبر مقاربة تعتمد على الوقاية التي يوفرها الجيش الوطني الشعبي ومصالح الأمن داخل البلاد وفي الحدود ومن خلال تنفيذ سياسات شاملة متمحورة حول على ترقية الديمقراطية، وتعزيز دولة القانون وترقية الحكم الراشد ومراجعة الحسابات حول احترام حقوق الإنسان والحريات الفردية والعمومية، مؤكدا أن تعاون الجزائر مع الدول المجاورة ينصب على التكوين والمساعدة التقنية وتبادل الخبرات.
إشادة بدور الجزائر في مساعدة دول الجوار
من جهته ثمن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لغرب إفريقيا محمد ابن شامباس دور الجزائر المحوري في المنطقة لمرافقة الدول المجاورة على محاربة التطرف وإيجاد سبل جماعية ناجحة لتحقيق التنمية المستدامة تأتي تعتبر العامل الأساسي في مواجهة الإرهاب الذي تنامي في منطقة الساحل الإفريقي والصحراوي وذكر المتحدث أن محاربة التطرف العنيف والإرهاب تتطلب وضع آليات ناجحة تشمل سكان المناطق المحليين،
 بدورها سفيرة سويسرا بالجزائر موريال بيريست قالت أن وجود إرادة سياسية لرؤساء الدول لمواجهة الإرهاب يسهم فعلا في تحقيق نتائج ايجابية، وأشادت الدبلومساية بجهود الجزائر في منظمة الأمم المتحدة لتخصيص يوم عالمي للعيش معا في سلام الأمر الذي يؤكد سعي الجزائر لمحاربة الإرهاب ونشر ثقافة السلم.
يختم اليوم المشاركون في لقاء الحوار الإقليمي الثالث أشغالهم بالتوصل إلى توصيات شاملة لمحاربة التطرف العنيف والإرهاب، حيث يشارك في الحوار ممثلون من دول القارة الإفريقية وخبراء دوليون.