طباعة هذه الصفحة

خلال  يوم دراسي بالمتحف المركزي للجيش

مجاهدون وباحثون: تحديات الجزائر اليوم لا تقل خطورة عن فترة الإستعمار»

جلال بوطي

العقيد شوشان : تضحيات الشعب تبقى من أعظم رموز الوطن

دعا مجاهدون وباحثون، أمس، الشباب الجزائري إلى الوعي بالتحديات التي تواجه البلاد ، مؤكدين أن التحديات التي تقف أمام الجزائر لا تقل خطورة عن مخططات فرنسا خلال الحقبة الاستعمارية.
أكد  المشاركون في يوم دراسي حول يوم الاستقلال، نظمه أمس متحف الجيش الراحل الشاذلي بن جديد بالعاصمة أن رسالة الشهداء تقتضي الحفاظ على البلاد واستقرارها ، وأمنها الذي بات مهددا بفعل مخططات خارجية تسعى إلى ضرب استقرارها.
قال مدير متحف الجيش العقيد مراد شوشان أن، أهمية إحياء ذكرى الإستقلال تكمن في ترسيخ رسالة الشهداء لدى الأجيال الصاعدة، وهي أمانة لابد على الجميع الحفاظ عليها، وأشار العقيد شوشان في كلمته  إلى أن مؤسسة الجيش تولي عناية كبيرة لإحياء المناسبة بإشراك جميع فئات المجتمع لترسيخ تاريخنا الناصع بالإنجازات، مبرزا أهمية الاحتفال بعيد الاستقلال و الوقوف على التضحيات الكبيرة للشهداء و مجاهدي ثورة التحرير.

المجـاهد عيــسى الباي:»شباب اليوم … صانوا أمـــانــة الشهداء»

من جهته دعا المجاهد محمود عيسى الباي الشباب، إلى رفع التحدي بتحصيل العلم ومحاربة الجهل الذي يعد السبب الأول لتخلف الدول، محذرا من التحديات التي تواجه الجزائر في أمنها واستقرارها التي لا تختلف في جوهرها عن مخططات المستعمر الفرنسي.
وذكر المجاهد جزءا من حياة النضال والمعاناة أثناء الإستعمار الفرنسي، قائلا» معاناة الشعب لم تكن يتصورها عقل،  مضيفا «اليوم الجزائر تزخر بمؤسسات قوية لابد من الحفاظ  عليها»، داعيا في نفس الوقت إلى دراسة بطولات وسير الأوائل ليكونوا  قدوة، مؤكدا أن  الجزائر خالدة لا تزول مهما أراد الأعداء.
أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة البليدة مديني بشير، قدم مداخلة تطرق خلالها إلى  مفهوم الاستقلال لدى الوفد المفاوض إبان الثورة التحريرية، وأوضح أن الحرب التي كان يقوم بها المجاهدون هي حرب عصابات لم تتمكن فرنسا من مقاومتها، وذكر الباحث مفهوم الدولة لدى الحكومة  الجزائرية المؤقتة التي اختلفت عن كل ثورات العالم في الحرية، حيث تجلى هذا  في أنشطة عدة أحزاب على غرار  رابطة أحباب الحرية والبيان التي تجلت  فيها مقدمات إنشاء الدولة بمفهومها اليوم الحالي، ثم ظهور حركة أنصار الحريات الديمقراطية  التي وضعت مؤسسات بشكل جلي.
بالمقابل، أوضح الأستاذ مديني بشير ظهور مؤسسات سياسية في الانتخابات وظهور المؤسسات العسكرية، حيث أن هذا التنظيم كان نواة للثورة التحريرية، مشيرا إلى أن الإحتلال لم يكن يعترف بالتفاوض مطلقا في البداية، وأشار إلى الظروف الداخلية والخارجية للجزائر التي سبقت الإستقلال وربط بعضا من المظاهر بوقتها الحالي من تحديات ، داعيا الشباب إلى التحلي بروح اليقظة والحفاظ على رسالة الشهداء.
المشاركون أكدوا أن استقلال الجزائر كان  باهض الثمن لاسيما  الانتهاكات التي قامت بها فرنسا لثني الشعب عن استقلاله ، فمئات  وعشرات الآلاف من المشردين واللاجئين على الحدود الشرقية والغربية.

المجاهد مدان : «الإستقلال يعني الافتخار بالوطن»

في هذا الصدد تطرق المجاهد  مدان معمر، إلى التضحيات الجسام  قائلا «تقودنا للافتخار و الانتماء للجزائر»، مضيفا أن  الاستقلال ليس للعيش فقط ولكن الحياة بشرف وهو ما نسجله  اليوم في ظل دولة مستقرة مزدهرة، في ختام اليوم الدراسي كرم المتحف المركزي للجيش مجاهدين، وعائلات الشهداء عرفانا لما قدموه لهذا الوطن، في حين تم  تنظيم عدة أنشطة ثقافية موجهة للصغار والكبار تذكيرا بيوم الإستقلال، وتستمر نشاطات المتحف إلى غاية الأسبوع القادم إحتفالا بعيد الإستقلال.