طباعة هذه الصفحة

في غياب المبادرات والأنشطة الموازية في سهرات بومرداس

السبات الثّقافي والفني للبلديات السّاحلية يعكّر أجواء المصطافين

بومرداس: ز ــ كمال

يواجه قطاع الثقافة بولاية بومرداس التي تعيش هذه الأيام الصيفية أجواء موسم الاصطياف الذي انطلق قبل أيام من بلديتي بودواو البحري وقورصو تحدي مواكبة هذا الحركية التي تصنعها العائلات والأطفال وأفواج المصطافين، الذين بدأوا يتدفقون على شواطئ الولاية الـ 47 المفتوحة ليس من أجل الاستجمام فقط وإنما هم بحاجة أيضا إلى أنشطة ثقافية وفنية تطبع سهرات الموسم التي تبقى داكنة وبدون طعم.
 من المعروف أن موسم الاصطياف والاستجمام خاصة بولاية بومرداس التي تحولت منذ سنوات إلى قبلة لعشرات المصطافين القادمين من مختلف ولايات الوطن ليس مخصص للسباحة فقط، وممارسة هواية الصيد بالنسبة للبعض الآخر، إنما هو عبارة عن برنامج متكامل من الأنشطة التي يمتزج فيها الفعل الثقافي والترفيهي وتنظيم دورات سياحية للتعريف بالمعالم الأثرية والتاريخية التي تزخر بها الولاية، وهي من المبادرات البسيطة لكنها تزيد من ثراء موسم الاصطياف والتشهير بتميز هذه الوجهة السياحية داخليا وحتى خارجيا.
اليوم وخلال كل موسم لا يمثل النشاط الثقافي الترفيهي والسياحي سوى نسبة ضئيلة من اهتمامات اللجنة الولائية المشتركة المكلفة بإدارة وتسيير موسم الاصطياف، فما عدا بعض الأنشطة المنتظر أن تحتضنها دار الثقافة رشيد ميموني بعاصمة الولاية مثلما دأبت عليه في ليالي الصيف، تعيش البلديات الساحلية التي تتقاسم هي الأخرى جانبا من هذا الموسم وأحيانا بأعداد كبيرة خاصة بلديات زموري، رأس جنات ودلس بأقصى شرق الولاية سباتا عميقا ولا أثر لبرنامج النشاطات الفنية الموازية التي تزيد من الحركية، وتعطي الانطباع لدى الزائر بمدى عراقة هذه المدن وطريقة احتضانها لأيام الاصطياف، وهي الكثير من الملاحظات التي عبّر عنها ضيوف الولاية الذين لاحظوا خللا في موسم الاصطياف، فرغم اعترافهم بجمال المناطق السياحية والطبيعية والشواطئ الخلابة التي تبقى العديد منها عذراء، إلا أن ظاهرة النوم المبكر للمدن الساحلية ونقص الهياكل الترفيهية والفضاءات العائلية الموازية لا تزال تشكّل نقاطا سوداء، وأسئلة لم تجد استفسارا من قبل السلطات المحلية ورؤساء البلديات العاجزين عن فعل شيء بالنظر إلى تكامل الأدوار والمسؤوليات بين عدة هيئات وإدارات مكلفة بتسيير موسم الاصطياف.
الملاحظ أيضا في هذه الجولة الاستطلاعية هو قلة فضاءات الترفيه واللعب المخصص للأطفال في بلديات الولاية، والبعض مما هو موجود غير كاف وبحاجة إلى صيانة ومتابعة بالنظر إلى وضعية وسائل اللعب البسيطة التي لم تعد صالحة للاستعمال. والسؤال ما هو بديل العائلات المصطافة التي تتكبّد عناء التنقل من ولايات داخلية لتجد نفسها مجبرة على قضاء فترة العطلة على الشاطئ؟ فما عدا فضاء الترفيه بغابة قورصو التي شهدت أشغال تهيئة لا نجد مثل هذه المساحات في باقي مناطق الولاية، ولا حتى واجهات بحرية مهيأة وتتوفر على مختلف الخدمات السياحية من مطاعم وصالونات، وغيرها التي قد تغطي جانبا من هذا العجز في هياكل الاستقبال والترفيه.