في ذكرى النـكـبــة..

الـنـكــبات تــتوالى عـلى فـلــسطـــين

بقلم: د. جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل

تأتي علينا ذكري النكبة 77 الأليمة، والمريرة حينما اغتصبت العصابات الصهيونية فلسطين! وكان ذلك بدعم مباشر من بريطانيا، وضاعت فلسطين التاريخية في عام 1948م، وذلك بفعل المجازر الدموية الإرهابية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية الوحشية؛ فتم تهجير قرابة مليون فلسطيني من مدنهم، وقراهم الفلسطينية وتفرقوا في أصقاع الأرض وأخذوا مفاتيح بيوتهم معهم على أمل العودة القريبة لدورهم، خلال عدة أسابيع أو شهور وطالت العودة 77 عامًا.


 وحتى الآن لم يعودوا!؛ وكأن الأيام تحُور نفسها؛ ونحن اليوم نعيش في ظل متغيرات عالمية، ودولية وإقليمية، ومحلية، وفي ظروف غير طبيعية ؛ من بعد العاشر من أكتوبر من العام 2023م، يتواصل العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني منذ ما يزيد عن عام، ونصف ترتكب مجازر دموية، وعدوانٌ همجي ويتعرض شعبنا الفلسطيني في غزّة، والضفة للإبادة الجماعية، ولمحاولات تهجيرهِ، وتجويعه بصورة هستيرية إرهابية فاقت كل التوقعات الإنسانية؛ ولقد تجاوزت أفعال العصابات الصهيونية في غزّة المنكوبة المنهوبة المقصوفة المدمرة وحشية كل الحيوانات الوحشية في البرية؛ وفاقت العصابات الصهيونية الخنازير في النجاسة الحسية، والبدنية؛ وتعدّت بأفعالها البشعة كل الشياطين في الفساد والوحشية، والهمجية من سوء ما فعلوا، وكانوا يفعلون من إبادة جماعية إرهابية طالت الكل الفلسطيني خاصة النساء والأطفال بشكل ممنهج، وبكل عنصرية، ونازية، وبربرية صهيونية إجرامية حاقدة!!؛
ولم تكتف عصابات كيان العدو الصهيوني المجرمة العنصرية السادية بما فعلت من حرب إبادة جماعية، فقتلت أكثر من 60 ألف شهيد فلسطيني في غزّة وجرحت أكثر من 140 ألف جريح، ومصاب، ومعاق بسبب العدوان الصهيوني على الشعب في غزّة، وقام العدو المجرم بتدمير لكل مناحي الحياة الإنسانية والبنية التحتية، والفوقية، وأعدم، وقصف وقتل وجرح ألاف الأطفال، والنساء من الأبرياء؛ وتعدت قُبح ما صنعوا فعل قوم لوطٍ في الدونية، حينما قام عصابة جنود جيش الخنازير الصهيوني، وبكل وحشية ووقاحة، وخنازيرية  باغتصاب بعض الأسرى الفلسطينيين الأبطال في سجون عصابة الاحتلال؛ ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بتصوير، وتوثيق ذلك الفعل الشنيع بكل همجية حيوانية، كما دفن المحتلون الأوغاد بعض رجال الإسعاف الفلسطينيين في مدينة رفح وهم أحياء!؛ ويعملون الآن على  تدمير، وقصف، وتجويع، ومحاولة تهجير ما بقى من الشعب الفلسطيني سعيًا منهم لطمس، وإنهاء، وشطب القضية الفلسطينية العربية الإسلامية؛ وتمرير النكبة الثانية، وتهجير المهجرين اللاجئين من الضفة، واللاجئين في غزّة لخارج فلسطين؛ وأنا لهم ذلك؛ لأن فلسطين باقية ما بقي الليل والنهار.
وها هي ذكرى النكبة المريرة الأليمة تحل علينا اليوم، ونحن نعيش أهوال نكبة جديدة رُبما هي أشد فتكًا من يوم النكبة قبل 77 عامًا، فلقد فاقت حجم إبادة الشعب الأعزل في غزّة كل التصورات البشرية، ولا تزال تتواصل الإبادة الجماعية والعدوان الصهيوني النازي الغاشم متواصل على أبناء الشعب الفلسطيني البواسل، وكل ذلك يحدث أمام مسمع، ونظر ورؤية العالم الذي يرى، ويشاهد المجازر وتجويع شعب غزّة، والقتل، والإبادة  للأطفال، والنساء بشكل مباشر، من خلال القصف الصهيوني الإجرامي للأبرياء في فلسطين بكل وحشية فاقت درجة الحيوانية الخنازيرية، وكل الانحطاط، والدونية والهمجية.
ونحن نعيش ذكرى النكبة، بات من الواضح من نتائج تواصل العدوان الوحشي الجاري على قطاع غزّة صحة الحق، والحقيقة والرواية التاريخية الفلسطينية بحقيقة المذابح، والمجازر التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في عام النكبة عام 1948، والتي تسببت بتهجير الشعب في ذلك الوقت، ولكن لم يكن في ذلك الوقت تغطية إعلامية للمجازر الصهيونية، ولم تكن موجودة مثل اليوم المحطات الفضائية، والأقمار الصناعية؛ ولم تكن موجودة مواقع التواصل الاجتماعي لمشاهدة مباشرة لتفاصيل ما كان يجرى من إبادة ومذابح من العصابات الصهيونية الإجرامية، مما تسبب لنكبة الشعب الفلسطيني وتشريده؛ ورغم كل ما سبق ذكره لا يزال الشعب الفلسطيني البطل الصابر يجود بالغالي والنفيس ويقدم أعز ما يملك في سبيل الله، ومن أجل تحرير المسجد الأقصى المبارك، وتحرير كل فلسطين وعلى ذلك قضى نحبه ألوف مؤلفة من قوافل الشهداء ولا تزال قافلة الشهداء تسير، قال تعالى: “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً”. 
وهكذا حال الناس مِنكُم من يُريدُ الدُنيا، ومنكم من يُريدُ الآخرة؛ ولعل تلك الدماء الزكية الطاهرة النازفة من خاصرة الشعب الفلسطيني تجعل الأمة تفيق، وتتوحد، وأن لا تبقى مُتفرقة.
كل من فرط في المقدسات، ولم يدافع عن فلسطين، وطبع مع العدو المجرم، فقد خسر خسرانًا مبينًا، وأما من نصر فلسطين فهو حُرٌ بالجهادِ يَسودُ، ويُسَيّدَ، ويؤيدَ؛ رغم أن الأوضاع في فلسطين تحتذُ، والفقر، والجوع والقصف يشتدُ والمجاعة في غزّة تَمتَدُ، وتتمدد، والعدوان الصهيوني يتسع، ويتمدد على سوريا ولبنان واليمن ولكنه سوف يتبدد؛ كالغيومٌ السوداء تتلبد ثم تنكشف الغمة وتذهب الغيوم، وتزول؛ وعلى الرغم من ظُلم، وبطش المعتدين القتلة اليهُود، الغادرين في كُل الوعود الماكرين الناقضين لِكُلِ الاتفاقيات، والعهُود، ولا يزال يتواصل العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني من غزّة حتى القدس، والضفة كالنار ذاتِ الوقود، والشعب الفلسطيني عليها قُعود؛ وإنهم صبروا مثل صبر أيوب عليه السلام؛ ينهشهم الفقر والجوع، والقصف، ويفتك بهم الخذلان، وضاقت عليهم الأرض بما رحبت؛ ولكن الشعب الفلسطيني المرابط المجاهد رغم القصف والقتل والمجاعة، وقِلة الزاد، والزواد والعدة، والعتاد يرفع أكف الضراعة للسماء يرجو الفرج العاجل من ربِ العالمين جلّ جلاله؛ بعدما عزّ السند، والنصيرُ، والظّهيِرْ، ومات الضمير العالمي الإنساني، وقريبًا جدًا سيحل الفجر بدل الظلام وتتوقف طبول الحرب على فلسطين، وسيأتي يوم الفتح، والنصرِ المُبين  والتمكين، والتحرير على الرغم من المشهد السوداوي، وتلك المجاعة، وعلى الرغم من شلالات الدماء الطاهرة الزكية النقية التقية النازفة من خاصرة أبناء الوطن السليب الجريح المنكوب.
ونحن نعيش في ذكرى النكبة بِمثل هذا اليوم “الخامس عشر” من مثل هذا الشهر ماي من عام 1948م كان الإعلان عن ضياع، واغتصاب فلسطين، وقيام كيان الغاصبين المجرمين!؛ وسَلم جيش المحتلين البريطانيين فلسطين إلى عصابة الصهاينة المجرمين ليعلنوا قيام كيانهم اللقيط الزنديق على أرض فلسطين؛ لتكتمل فصول المسرحية الإجرامية قامت العصابة العالمية الامبريالية الماسونية بالاعتراف بتقسيم فلسطين من خلال “منبر الأمم المتحدة” ليعترفوا بهذا الكيان اللقيط غير الشرعي، ليكون كلب حراسة للمصالح الغربية في المنطقة العربية!؛ وكالخنجر المسموم المغروس في قلب الوطن العربي!؛ وبذلك حلت النكبة على شعب فلسطين، والتي تكللت فصولها الإجرامية عبر تهجير عشرات الآلاف منهم من مساكنهم، وإخراجهم من بيوتهم بغير حق بفعل المجازر الصهيونية إلى مخيمات اللجوء، والشتات، وإحلال المجرمين المستوطنين اليهود من كل شتات الأرض جاؤوا بهم حُفاة، وعراة إلى أرض فلسطين، ولكن فصول المؤامرة حقيقة لم تبدأ من شهر أيار (مايو) عام 1948، وإنما بعدما سلمت “بريطانيا العظمى” أرض فلسطين الوقفية للعصابات الصهيونية عبر وعد بلفور الذي أعطى من لا يملك لمن لا يستحق..
وبعد مضي 77 عامًا من ضياع، ونكبة فلسطين حتى يومنا هذا تعرض الشعب الفلسطيني للكثير من الويلات، والمجازر والحروب، وارتكبت بحقه مئات آلاف الانتهاكات العنصرية والاعتداءات الإرهابية، والتي صُنفت في معظمها على أنها جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية؛ وللتوضيح نقول بأن نكبة فلسطين قد بدأتها فرنسا منذ حملة “نابليون بونابرت”  وأكملت فصولها بريطانيا وأوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
وختامًا، إن أرض فلسطين المباركة هي أرض وقف إسلامي، لا يجوز شرعًا التفريط بجزء منها؛ وهي قضية عقدية، وليست قضية حضارية ولا حدود فقط بل هي من صميم العقيدة الإسلامية، وفلسطين أرض المحشر والمنشر، والإسراء والمعراج قلب الأمة العربية والإسلامية؛ وإن كل تلك الجرائم العنصرية الإرهابية الصهيونية الجبانة والتجويع وحرب الإبادة الجماعية على غزّة والضفة والقدس الشريف تتطلب من الأمة جمعاء، وقفة عز من كل أبناء الأمة العربية، والإسلامية ومن كل الأحرار، والثوار في العالم من أجل تحريرها من عصابة شذاذ الأفاق جرذان، وخنازير، وقرود الأرض الغاصبين الصهاينة المعتدين؛ وإن هذا الكيان الصهيوني اللقيط الزنديق قد اقتربت نهايتهِ، وسقوطه المُدوي وإن فجر النصر قادم لا محالة، وإن النصر مع الصبر، وما النصر إلا صبرُ ساعة، وزوال عصابة الاحتلال قادم لا محالة، ونحن نؤمن إيمانًا جازمًا لا ريب فيه بما قاله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيُ يوحى إليه الذي بشرنا في الحديث الصحيح بأنهُ في آخر الزمان ينطق الشجر، والحجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال واقتلهُ.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19773

العدد 19773

الخميس 15 ماي 2025
العدد 19772

العدد 19772

الأربعاء 14 ماي 2025
العدد 19771

العدد 19771

الثلاثاء 13 ماي 2025
العدد 19770

العدد 19770

الإثنين 12 ماي 2025