إنّ ما نقوم به من جهد من أجل قضية الأسرى، هو محاولة جادة لإبقاء هذه القضية حيّة في الأذهان وللتشديد على تناولها في كل آن ولحمايتها من فيروس “المعتاد”، خاصة عند جاليتنا في الشتات وعند المواطن العربي.
إنّ جهدنا من أجل شهدائنا هو بغاية العرفان لدمائهم الطاهرة التي أعلت الحق على الحياة، وأَرْخَصَت كل نفيس أمام الوطن، كما أن هذا العرفان يستدعي منا الوفاء الذي يعني في أهم نواحيه أن نحافظ على جذوة الحق مشتعلة في النفوس هذه التي أنارت سبيل الشهداء والمقاومين، وأن نستدعي الأنفس الحرة لمواصلة المسار الحق.
وإن هذا العمل الذي نقوم به إنما نبتغى به أجرا عند الله وحده ولذلك نبذل في سبيله ما نستطيع وأكثر، من جهد وإخلاص، من أجل إخواننا الأسرى الذين شاركناهم عذاباتهم ونعرفها؛ لأنّنا كنّا منهم ومعهم ومن أجل سادتنا الشهداء الذين سبقونا بعطائهم الواسع.
ولذلك أكتب هذه الكلمات لأوصل صوتي لمن لم يدرك بعد أصل مشاركتنا الجهد من أجل الوطن قبل كل شيء (أو ربما قد سهى عن ذلك).
ولقد حزّ في نفسي كثيرا أن أجد العتب من نفوس من شاركونا هذا النهج؛ لأن عددا من ملاحقنا لم يصلهم أو لم تنشر مساهمتهم..عتب لم أر له أي مدعاة، ونحن في هذا الخندق. ولذلك أودّ التذكير - مرة أخرى - أن ما نقوم به من جهد في الكتابة والنشر والتوزيع، هو خالص للوطن، وإنّنا إذ كنّا عوّدنا أحبتنا ممن شاركونا بنبضهم الصادق الذي تَرْجَمَتْهُ كتاباتهم بأن نرسل إليهم بعض الأعمال، فذلك ليس من قبيل الواجب، بل من قبيل الهبة درجة الإحسان لقاء جهدهم (وجهدهم إحسان أيضا) الذي نثمنه ونحبّه ونسعد به، فما جزاء الإحسان إلا الإحسان.
لذلك، نتمنى من إخوتنا الذين يكتبون من أجل الوطن، أن يكبروا هذه الصغائر وأن يلتمسوا العذر لإخوانهم إذا ما خذلتهم الظروف، ومنعتهم من إيصال المخطوط لكل من كتب به، فالأصل أن يصل أولا لمن يجب أن يقرأه. وهذا هدفنا من النشر والتوزيع.
خالص تقديري واحترامي لأصحاب الكتابات الحرة والمناضلة ولكل من شاركنا يوما بنص.