جـاد إبراهيـم معـلا

مخيلـة ترسم الوطن من خلف القضبـان ولا تعـترف بالمنفى

بقلم: ثورة عرفات

 من حيّ أم الشرايط بمدينة البيرة، وُلد جاد إبراهيم موسى معلا في 19 يناير 1977، كبر على وجع الوطن، وحين اشتعلت الانتفاضة الثانية، لم يكن على الهامش. اعتقلته قوات الاحتلال في 6 نيسان 2001، فحُكم عليه بالسجن المؤبد و17 عامًا إضافية.
قضى في الأسر 24 عامًا متواصلة، بين جدرانٍ أراد لها الاحتلال أن تطفئ الروح، لكنها زادته ثباتًا.
كانت سنواته الأولى في الأسر قاسية، كما يقول: “بدايتها صعبة جدًا، لكن مع الوقت صارت أهون، تعلّمت أن أخلق معنى للحياة رغم السجن”. جاد لم يُهزم، حصل على درجة البكالوريوس، وأكمل الماجستير في الدراسات الصهيونية من خلف القضبان، متحديًا كل قيد.
ولأنّ الحلم لا يُسجن، رسم جاد الوطن في مخيلته في الزنزانة، كانت الذاكرة نافذته إلى فلسطين.
تخيل الشوارع كما تمنى أن يراها، والبيوت كما حفظها في ذاكرته، والسماء خالية من طائرات الاحتلال.
رأى وطنًا حرًّا جميلاً..لكنه لم يتخيل المنفى، ولم يعترف به.
«المنفى لا يُرسَم..لم أره في مخيلتي، لأنني كنت أؤمن أن ما بعد الحرية هو العودة، لا الإبعاد”.
«الإضرابات المفتوحة عن الطعام كانت أصعب المحطات: “هي معارك لا تُوصف، جسديًا ونفسيًا، لكنها كانت ضرورة لحماية كرامتنا.
«وفي 25 يناير 2025، أُفرج عنه في صفقة “طوفان الأحرار”، ليُبعد إلى مصر بدلًا من أن يعود إلى بيته في البيرة.
«المنفى مؤلم..البعد عن تراب الوطن جرح لا يندمل، لكنه لا يُنسيك من تكون”.
رغم الأسر والمنفى، ظل جاد يرسم الأمل في ذهنه، ويرى فلسطين في كل تفصيلة، ويرى في كل غيمة خريطة العودة.
رسالته لرفاقه خلف القضبان: “الفرج قريب بإذن الله..لا شيء يبقى، إلا من تمسك بالحق”.
ولشعبه: “سنظل أوفياء لكم، من خلف القضبان أو في المنافي..حتى يعود الوطن حرًّا، ونعود لنصلي في أقصاه الحبيب”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19839

العدد 19839

الأحد 03 أوث 2025
العدد 19838

العدد 19838

الجمعة 01 أوث 2025
العدد 19837

العدد 19837

الخميس 31 جويلية 2025
العدد 19836

العدد 19836

الأربعاء 30 جويلية 2025