المفكر الإسلامي د. محمد عمارة:

المسلمون فقراء في التجديد أغنياء في التقليد

أكد الدكتور د. محمد عمارة أن المقاصد الشرعية وهي حفظ الدين والنفس والعرض والنسل والمال، اتفق عليها جميع  العلماء المسلمين وقالوا أن كل دين ووحي أتى من أجل تحقيق هذه المقاصد.. موضحا أن هذا ينقل المسألة إلى قضية حضارة منفتحة ونسق حضاري إسلامي مفتوح للعالمين وأننا كأمة إسلامية نقبل بالآخر والتعددية.. وقال أن الترتيب الإسلامي للمقاصد الشرعية يؤكد أن المسلمين لديهم ما يستطيعون به أن يرتبوا أوضاعهم في الداخل والخارج من خلال احتواء خطابهم الديني على هذا الترتيب للمقاصد الشرعية وأن يكون لهم موقف محدد من قضية التعددية وقبول الآخر وأن تتوافر له الضوابط الشرعية الحاكمة التي لا تجعلنا ننحرف يمينا أو شمالا.
وأشار الدكتور محمد عمارة إلى أن قضية تجديد الخطاب الديني طرحت بإلحاح. وقال رغم أن خطابنا الديني يتجدد دائما وأبدا إلا أن هناك عيوبا في هذا الخطاب الديني تتمثل في مكانة العقل من الشرع وهذه قضية غائبة عن الكثير من الخطاب الديني، فالمفترض أن يكون هناك توازن بين العقل والشرع بجانب ضمور الاجتهاد من قبل بعض علماء الإسلام فهناك نوع من الحساسية نحو الاجتهاد وأعمال العقل وهذا يتضح من خلال غياب رموز مدرسة الأحياء والتجديد الأفغانى ومحمد عبده وشلتوت والمراغى وغيرهم عن مناهج مدارسنا وكلياتنا الدينية رغم أنهم أثمن ما لدينا، وأكد عمارة أن خطابنا الديني دخله الغشاشون والصحف الصفراء التي أصبحت مليئة بمن يتحدثون عن الدين ''وهم لا يحسنون الوضوء'' هم يسبون صحابتنا الكرام وديننا وهؤلاء هم وجه الغزو الفكري الأمريكي الذي يريد اغتيال الإسلام، مشيرا إلى أن كل من يبشر بالعلمانية في بلادنا فهو يريد تدمير الإسلام.. ويريدنا أن نقبل بالحداثة الغربية ووجود خطاب ديني ''مسيحي'' داخل الإسلام ومن أجل ذلك كانت الهجمة الأمريكية على العالم الإسلامي لتغيير مناهجه الدينية.
وأضاف أننا كمسلمين فقراء في التجديد وأغنياء في التقليد ولابد أن نغير هذا الموقف ولابد أن نجدد.. مؤكدا أننا نريد تجديد خطابنا الديني ليصبح خطابا إسلاميا وليس البلاء الأمريكي الذين يريدون فرضه علينا، لأن الحداثة الغربية تقيم قطيعة بين التجديد والموروث الإسلامي.. وأوضح عمارة إننا نريد تجديدا إسلاميا لخطابنا الديني حتى نواكب المتغيرات وأننا نريد تجديدا وليس حداثة غربية ومسخا لصورة الإسلام.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025
العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025