طباعة هذه الصفحة

قبل أيام معدودات

الدخول المدرسي مرحلة يجب تحضيرها

تبدأ الدراسة خلال الأيام القليلة القادمة وتتأهب الأسر لاستقبال عام دراسي جديد، وعادة ما يصاب بعض الأطفال بالانزعاج مع انتهاء العطلة الصيفية، الأمر الذي يعني النوم والاستيقاظ مبكراً ومشاهدة التلفزيون بحساب، وغيرها من الأوامر التي يمليها الآباء على الأبناء.
لكن سرعان ما تنتهي المعاناة ويتأقلم الأطفال على الروتين الجديد بعد أيام معدودة من دخول المدرسة، ولكن تبقى المخاوف لدى الأطفال الملتحقين بالمدرسة لأول مرة خاصة مع الضغط الواقع عليهم من الآباء، لذا فإن من الخطأ لجوء الأم إلى عقاب الطفل لإجباره على الذهاب إلى المدرسة، وبدلا من العقاب يكون علاج المشكلة بذهاب الوالدين أو أحدهما معه إلى المدرسة من أول يوم ولمدة شهر، ويجلسان معه، ثم يتواريان عن نظره بعض الوقت، ويظهران بعد قليل حتى لا يشعر الطفل بعدم الأمان.
يسبب الدخول المدرسي بالنسبة إلى بعض الأطفال الذين يلتحقون بالمدرسة لأول مرة إحساس بالرهبة والخوف الشديد لدرجة لا يمكن تصورها، والسبب بحسب الأطباء النفسانيين أن الأطفال في هذا السن يعيشون في بيئة ومحيط معين فهم محاطون بالوالدين والأخوة و الأقارب. ثم ينتقلون إلى بيئة أخرى ومحيط آخر غريب عليهم وخوفهم من خوض غمار هذا العالم الجديد هو الذي يدفعهم إلى الصراخ و البكاء.
يرى الأطباء النفسانيين أنه من أجل تجنيب أطفالنا الصراخ والبكاء الذي يصدر منهم عند كل دخول مدرسي لا بد من تهيئتهم نفسيا لذلك، وهنا يكمن دور الوالدين.
التهيئة النفسية للطفل تكون في البداية في المحيط الأسري فلا بد للأولياء من تحبيب المدرسة والعلم لأبنائهم وذلك بالحديث مطولا عن مزايا المدرسة و تشويق الطفل للالتقاء بالمعلم و تحسيسه بالأمان من جهته و كذلك تحبيب الأطفال في التعرف على أصدقاء جدد. هذا من جهة، ومن جهة أخرى يمكن للأولياء اقتناء الأدوات و الكتب المدرسية لأبنائهم و إفهامهم بأن العالم الجديد الذي سيخوضه لن يختلف كثيرا عما يتعلمونه في المنزل مع والديهم و إخوتهم، كما هناك جانبا آخر مهما هو دور المعلم و المدرسة فلا بد أن يوفر الجو الحميمي داخل القسم و يحسّس الأطفال بالأمان وألا يتوعدهم و يخوّفهم في أول لقاء معهم.