فيما بلغت أسعار «الفريك» 1000 دج

التوابــل عرضـة للغـش رغـم الوفـرة والتنــوع

فضيلة بودريش

تعد التوابل و»الفريك» من المواد الأساسية التي تتهافت عليها الأسر الجزائرية من اأجل تحضير أطباق رمضان، ويتعلق الأمر بكل من طبق»الشوربة» و الحريرة  و جاري الفريك، وفي ظل الوفرة والتنوع في العرض، كثيرا ما يتدخل بعض أشباه التجار للغش في هذه المواد التي تمنح الأطباق الرمضانية نكهة خاصة ومذاقا لذيذا.
 وتتفاوت أسعار «الفريك» حسب النوعية الجيدة، والتي يصل سقف سعرها إلى  1000 دينار للكلغرام الواحد، بينما الأقل جودة يتراوح ما بين 300 و600 دينار، والأمر سار على التوابل حيث يفضل الكثير من العاصمين اقتناء تلك التي تسوق بالجنوب أو الغرب الجزائري نظرا لجودتها ورائحتها القوية المركزة بل هناك يذهب إلى أبعد من ذلك عندما يعتقد بأنها قديمة او مغشوشة أي تمزج مع مواد أخرى.

خلال شهر رمضان الفضيل تنتعش تجارة التوابل و الفريك بشكل لافت، لذا يكون الإقبال عليها كبيرا، فتبرز في بعض الأسواق نوعيات رديئة، واخرى جيدة،  لكن عادة يكون سعرها مرتفعا وفوق القدرة الشرائية لذوي الدخل المتوسط، وعلى سبيل المثال أن الفريك والمرمز المصنوعان من الشعير والقمح لا يقل  سعرهما عن 1000 دينار للكلغ الواحد، فيا تسوق النوعية المقبولة مابين 500 و600 دينار والأردأ يباع ب 300 دينار، في حين مازالت العديد من الأسر التي تعيش في الأرياف وحتى في المدن تحافظ على عادة اقتناء الشعير حباّ نيئا للحصول على مادة «المرمز» لاستعماله في الشوربة، أو «الفريك»الذي يحضر من القمح.
  بخصوص التوابل يفضل شراؤها حبوبا ويعكف على طحنها في المنزل، هذا ما أكدت عليها السيدة عائشة لكحل سيدة خمسينية لنا  حيث ورثت العادة عن جدتها ووالدتها، وقالت أنه لا يمكنها أن تقتني التوابل مطحونة، نظرا لكون عامل الغش محتملا من جهة ومن جهة أخرى، أن مثل هذه المواد حساسة، فبعد مدة زمنية تفقد نكتها لذا يجب وضعها في علب محكمة الغلق، ونظرا لكون الباعة عادة ما يعرضونها على طاولات مكشوفة، يمكن أن يتسرب إليها الغبار وتنتهي صلاحيتها بسرعة بعد تراجع مذاقها الحاد.
وأبدت نادية سعيدون استيائها من النوعية التي تسوق بالعاصمة على وجه الخصوص، كونها لا ترتقي لتلك التي يمكن أن تشتريها من الغرب أو الجنوب الجزائري، وأرجعت ذلك إلى نوعية المواد التي يتم طحنها لا تكون جيدة، خاصة ما تعلق بــ»رأس الحانوت» والفلفل الأسود والكمون.
 وتحدثت سعيدون عن الغش الذي يطال مادة الفريك، ويتهيأ لها أن القمح يطحن ويلون ويسوق على أنه مادة «الفريك»، كونه عندما يطبخ يكون بدون مذاق، بالإضافة إلى الغش الموجود في الفلفل الأحمر «العكري»، الذي يستبدل بمادة مجهولة وتلون وتباع على أساس أنه «عكري»، لذا تضطر بطلب هذه المواد من مدينة الوادي التي تشتهر بأنها تسوق مواد جيدة جودتها عالية.
من جانبه لم يخف حسن مناع تاجر توابل، أن مادة الفريك لا يتحكم فيها ولا يحضرها تاجر التجزئة وفي الكثير من الأحيان يكون المنتج لها أو بائع الجملة، من يتصرف فيها، ومن جهة أخرى بعض التجار عندما يكون بيعها ثقيلا ولا تباع، قد تبقى في المحل ولا يقتنون أخرى إلا بعد أن ينتهي المنتوج، ولا يأخذ بعين الاعتبار أن نكهته تبخرت.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024