رمضان في بلادهم

في ظل الوباء...البحث عن نكهة الشهر في السويد

 مع انتشار فيروس كورونا في السويد هذا العام ستكون الاحتفالات بحلول شهر رمضان والعديد من الأعياد والاحتفالات الآخرى مختلفة هذا العام. فجميع دور العبادة مغلقة التزامًا بقرار هيئة الصحة السويدية بمنع التجمعات لأكثر من 50 شخصاً. وبدلاً من مقابلة الأقارب والأصدقاء سيحاول الجميع حماية بعضهم البعض من العدوى، وبالأخص كبار السن وهم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض خطيرة إذا ما أصابتهم العدوى.
قد تكون ساعات الصيام الطويلة في أشهر الصيف، والتي تصل إلى نحو ۲۲ ساعة في مدينة كيرونا أقصى شمال السويد، والتي تختلف عن ساعات الصيام وسط وجنوب السويد، هي أول فكرة تخطر على البال عند الحديث عن شهر رمضان في السويد.
وفقًا للمجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث بخصوص الصيام في البلدان الاسكندنافية فإن «على المكلفين أن يمتنعوا عن الأكل والشرب وباقي المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ما دام النهار يتمايز في بلادهم من الليل». أما في الأيام التي لا تكاد تغيب فيها الشمس بما يعرف بظاهرة شمس منتصف الليل كما في شمال السويد، «فإن هذه المناطق تُعامل من حيث أوقات الصلوات والصيام معاملة المناطق القطبية ولكن مع فارق جوهري وهو أن هذه المناطق لها أوقات معتدلة خلال السنة ولذلك فإن القياس عليها والتقدير بها أولى فى الأيام التى لا تغيب فيها الشمس، والمراد بالأوقات المعتدلة: الأوقات التي يتساوى فيها الليل مع النهار في تلك المناطق (كل منطقة بحسبها)». ويرى المجلس أن المشقة التي تؤدي إلى عجز أصحاب المهن عن القيام بعملهم تجيز لهم الفطر والقضاء لاحقًا.ورغم الفتوى، فإن بعض الصائمين يفضل الصيام حسب توقيت بلادهم التي أتو منها، أو توقيت مكة المكرمة.
ويوجد في السويد عدد من المساجد التي توفر لأبناء الديانة الإسلامية بمختلف مذاهبها ممارسة شعائرهم، كان أولها مسجد ناصر، في جوثنبرغ والذي بُنِي عام 1976.
ومن مظاهر تفاعل المجتمع السويدي مع المسلمين في الشهر اهتمام وسائل الإعلام بحلول الشهر، عن طريق نشر وسائل الأعلام مواعيد بدء الصيام، وكذلك الحديث عن عادات وتقاليد المسلمين في رمضان، وأشهر الأكلات التي تنتشر في أوساط الجالية الإسلامية.
يُعتبر شهر رمضان فرصة تجمع العائلة والأصدقاء على مائدة الافطار، كما يعتبر فرصة للبعض الآخر في توسيع دائرة علاقاتهم الاجتماعية. يتم ذلك من خلال تأدية صلاة المغرب والعشاء جماعة فى أحد الجوامع أو الزوايا ، وحتى الإفطار والسحور مع المصلين الآخرين حيث تنظم المساجد موائد رحمن لأجل تنمية المشاعر الدينية في نفوس المسلمين، وخصوصاً الجيلين الثاني والثالث من المهاجرين بما يعزز المشاعر الأخوية بينهم.
تحاول بعض المتاجر السويدية انتهاز فرصة شهر رمضان لتوفير السلع والمنتجات التقليدية في هذا الشهر مثل التمر والمكسرات والحلوى ولكن لا شك أن مراكز التسوق المملوكة لمهاجرين تشهد إقبال متزايد من المشترين الباحثين عن نكهة الشهر الكريم في بلادهم، ويعكس الخصوصية التي يتميز بها الشهر من عادات وتقاليد تجعله مختلفاً عن باقي شهور العام.
كما تشهد المطاعم التي تقدم الأطعمة التقليدية من مختلف البلدان العربية والإسلامية، إقبالاً شديداً على وجبة الإفطار. ويبحث الصائمون في السنوات الأخيرة عن تفضيلات واقتراحات لمطاعم تُقدم وجبات تقليدية من بلدانهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث يتم النقاش حول هذه المطاعم وجودة المذاق المقدم في كل منها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024