طباعة هذه الصفحة

تمثـل قيمـة اجتماعية شارحــة لـ«كرم النفوس»

الوليمـة.. رسالــة تعاطــف وعنـــوان تماســـك..

إن الوليمة تنبع من عرف وعادات راسخة، وتوصف كذلك بأنها ظاهرة اجتماعية ذات بعد إنسانيّ وديني، يجتمع فيها الناس من أقارب وجيران، تلبية لدعوة شخص معين من أجل مناسبة معيّنة، ويتمّ خلال الوليمة نصب الموائد الزّاخرة بألوان الأطعمة والمشروبات والحلويّات، مصحوبة ببعض المظاهر الاحتفالية كترديد الأهازيج والأغاني والزّغاريد وما إلى غير ذلك، فمظاهر الفرحة تتجلى في كل مكان.
لا يخفى أن للوليمة بعد إنساني قديم جدا، على خلفية أنها ترتبط بثقافة المجتمع العربي وتعددت الأسماء التي تطلق على الدعوة للطعام وفقاً للمناسبة «الوليمة، العقيقة، النقيعة، الوضيمة، المأدبة»، كما تعددت الطرائف والنوادر التي تروى في التراث عن الطُفيليين الذين يرتادون الولائم دون دعوة ويكثِرون عادة من التغزل بالطعام، كما ارتبطت الولائم بقيم اجتماعية كالكرم والجاه والتقيّد بالعادات وأداء الواجب.
ويجب أن نذكر أن للوليمة كذلك بعد ديني كسنة نبوية في بعض المناسبات، فوليمة العرس مثلا سنّة محبّبة يُقصد بها الإعلام والإشهار بالزفاف، إضافة إلى كونها صدقة، ووليمة المولود الجديد التي يطلق عليها اسم العقيقة سنة أيضا وصدقة، كذلك وليمة «الوكيرة» والتي تُقام عادة عند شراء بيت جديد أوعند السلامة من حادث أوتجنب مصيبة ما، ووليمة التوديع أوالاستقبال عند الذهاب أوالرجوع من الحج والعمرة.
للولائم ايجابيات متعددة، وتتجلى هذه الايجابيات فيما تحققه الدعوات إلى الطعام على صعيد تحسين الصلات الاجتماعية، وتعزيز المودة والمحبة. أما حين يكون الباعث على إقامة الولائم مجرد المصلحة الخاصة، أوالاستعراض، أوالرضوخ لبعض العادات الاجتماعية السلبية، فإن مثل هذه الولائم تكون ذات آثار اقتصادية واجتماعية سلبية، بما تنطوي عليه من تبذير وتكلّف وسعيٍ خلف المظاهر، بالمزايدة في الولائم وتحميل الفئات الأقل دخلا ما لا يطيقون.