تاسعديت صاحبة ورشة كبيرة في الولاية كشفت لنا :«أملك ورشة خياطة خاصة باللباس التقليدي القبائلي وأنا أشغل عدد كبير من اليد العاملة المؤهلة ومنها من يأتون لتعلم طريقة الخياطة لأنهم يحبون هذه المهنة الشريفة، هدفنا الأساسي هو المواصلة في هذا المجال الذي ورثناه عن أجدادنا حتى يبقى مستمر خاصة أن الجبة القبائلية مطلوبة بكثرة من طرف الفتيات والعرائس في السنوات الأخيرة بالنظر لجمالها وقيمتها وسعرها وهي لا تقتصر على منطقة القبائل فقط بل هي متداولة لدى كل الجزائريات في مختلف الولايات وهذا ما شجعنا أكثر من أجل بذل مجهود لتقديم تصاميم أجمل وأرقى، حيث تعاملنا مع كبار الفنانين أيضا وهناك أجانب طلبوا منا بعض الموديلات ونحن قمنا بإنجازها لأن ذلك يعد ترويج لموروث ثقافي هام للجزائر ومكسب اقتصادي في نفس الوقت”.
خياطة كل أنواع الألبسة التقليدية
أضافت تاسعديت :«الخياطة لا تقتصر على نوع واحد أي الجبة القبائلية بل هناك البدرون، الكراكو بطريقة مستحدثة، القفطان لأنه مطلوب بكثرة، الأحذية الخاصة باللباس القبائلي أيضا موجودة وبأشكال مختلفة إلا أن الأشكال والرسومات لها دلالات تاريخية ترمز للحياة التي كان يعيشها سكان المنطقة قديما، السلة التي تضع فيها العروس أغراضها، اللحاف، الأحزمة وهذه الأخيرة لها دلالات ومعاني في طريقة استعمالها حسب الحاجة من اجل حمل الأطفال، جلب الماء وغيرها من الأمور الأخرى، حتى علب الحنة يتم صنعها بطريقة خاصة، البرنوس منه ما يتم خياطته وتوضع عليه رسومات بربرية، ترقية، أمازيغية وهذه الأخيرة تتعلق بالحروف والأدوات المستعملة قديما ولهذا فإننا نسعى للحفاظ على كل الأمور المذكورة حتى لا تضيع لأنها مهمة من الناحية التاريخية وفي تعد مكسب اقتصادي في نفس الوقت”.
الفضة الحرفة الأولى للشباب
صناعة حلي الفضة لا تقل أهمية عن اللباس مثلما هو عليه الحال ببجاية حيث لمسنا إقبال كبير للشباب على هذه المهنة على غرار حسن الذي يملك متجر بالقرب من ملعب أول نوفمبر “صناعة الفضة تعد جزء من حياتي ولا أستطيع الاستغناء عنها لأنني ورثتها عن أبي وأنا مستمر فيها رغم المشاكل الموجودة على غرار نقص المادة الخام وكذا السوق الموازية التي تعد أكبر هاجس في طرقنا، إلا أننا نواصل مهمتنا وسنبقى نعمل في هذا المجال الذي يعد إرث تاريخي وحضاري يجب المحافظة عليه لأنه يرمز لعراقة المنطقة من خلال الأشكال والرسومات الموجودة على مختلف القطع التي تكون بعدة ألوان ومنها ما يكون ممزوج بالمرجان لأن الزبائن يحبون هذا النوع كثيرا، في نفس الوقت هناك الطواقم الخفيفة مطلوبة بكثرة من طرف النساء والفتيات من اجل الاستعمال اليومي”.
تنوع المنتجات التقليدية ساهم في جلب الزوار
الزربية، القفة المصنوعة من الدوم، القبعات الخاصة بالنساء والرجال، الفخار، كلها أمور متوفرة في مختلف المحلات الخاصة بالصناعة التقليدية التي دخلنا إليها في جولتنا واللافت للانتباه إقبال الشباب على صناعتها وهذا ما يعني أن هذا الموروث في مأمن من الضياع بعدمنا أهمل في السابق عاد بقوة وفرض تواجده من جديد في كل الأسواق، ولا تقتصر على أبناء تيزي وزو فقط بل هناك من جاؤوا من العاصمة، الجلفة، غرداية من اجل العمل في هذا المجال الهام وما زاد من عزمهم توفير كل التسهيلات لهم من طرف أصحاب الحرف الذين لقنوهم أبجديات المهنة ولم يحتكروها حتى يكون هناك خلف لهم ويد مؤهلة لمواصلة حمل المشعل.
الأعراس تقام على الطريقة التقليدية
الأعراس بالولاية لها طابع خاص حيث تقام في الهواء الطلق، وبالمنازل وفقا للتقاليد الموروثة عن الأجداد سواء من ناحية الألبسة التقليدية المرفوقة بحلي الفضة، البارود، الأحصنة، والصعود إلى الأماكن الأثرية للعروسين، إضافة إلى الأكلات التقليدية على غرار الكسكس الذي يعد طبق رئيسي ولا يمكن الاستغناء عنه والحلويات التقليدية، الدربوكة، الأغاني القبائلية التراثية و الحديثة، سجلنا وجود ألبسة تقليدية لمناطق أخرى من ولايات الوطن وهذا ما يعكس الاهتمام الكبير لسكان القبائل بهذا الجانب الحضاري المتنوع الذي تزخر به الجزائر والضارب في عمق التاريخ.
زحمة كبيرة تعرفها قلب المدينة يوميا
للإشارة فإن قلب المدينة يعرف زحمة مرورية كبيرة في كل أيام الأسبوع يتسبب بها المواطنون سواء القاطنين بالولاية او القادمين من أماكن أخرى وذلك راجع إلى المحلات التجارية الكبرى، المراكز التجارية، الأسواق سواء المتعلقة ببيع الألبسة، الحلي بكل أنواعه، الأواني الفخارية وكل الأمور التقليدية إضافة إلى وجود منتجات ذات جودة عالية وبأسعار منخفضة هذا ما جعلها قبلة للزبائن على مدار السنة، خاصة بعدما تم استحداث خط سكة الحديد الرابط بين تيزي وزو والعاصمة مرورا بعدة مناطق على غرار الثنية، بومرداس برج منايل وصولا إلى المدينة القديمة لتيزي وزو والتي بنية بطريقة رائعة جدا وفقا لتقاليد المنطقة من خلال وضع رموز و أشكال تعير عن حضارة الأمازيغ توجد بها قاعة كبيرة من اجل الانتظار جهزت بنظام التبريد في فصل الصيف بما أن الحرارة ترتفع في هذه الفترة ما سهل عملية التنقل أمام الجميع وأنقص من الاكتظاظ الذي كانت تشهده المحطة البرية الكبرى بوهينون.