طباعة هذه الصفحة

على قلب رجل واحد..

أمين بلعمري
04 أوث 2018

المتتبع لتدخلات ممثلي الأحزاب السياسية الجزائرية والمنظمات الجماهيرية وكذا فعاليات المجتمع المدني في افتتاح أشغال الجامعة الصيفية لإطارات الدولة الصحراوية وجبهة  البوليساريو اليوم ببومرداس، ينتهي إلى خلاصة جوهرية واحدة وهي أن الجميع مع قضية الشعب الصحراوي ونضاله العادل وعلى قلب رجل واحد.

إن ذلك يفنّد بل ينسف مغالطة أن الجزائر هي من افتعلت النزاع وأن لها مآرب أخرى في ذلك وأن القضية حاضرة في الجزائر على المستوى الرسمي فقط وأنها لا تعدو أن تكون سجلا تجاريا يوظف لتحقيق طموح الوصول إلى مياه الأطلسي وغيرها من الروايات الساذجة والمثيرة للسخرية؟ بينما أكد الجزائريون اليوم أن دعم القضية الصحراوية بالنسبة لهم فرض عين بغض النظر عن التوجهات السياسية والاعتبارات الحزبية حيث يبدو أن معاناة الشعب الصحراوي توقظ لديهم جراحا قديمة لم تندمل بعد جرّاء تجربة استعمارية مريرة استمرت لأكثر من قرن؟ فمن يسمع ويتفهم آهات وأنين الشعب الصحراوي أكثر منهم؟ ومن يتفهم كفاحه المشروع من أجل الحرية والاستقلال كما يتفهمونه هم؟ لهذا لم يكن إجماع أولئك المتدخلين في دعم كفاح الشعب الصحراوي وقضيته العادلة مثيرا للاستغراب كما لم يكن خطابهم الذي تشابه إلى حد التطابق غريبا كذلك لأنه ينبع من مشكاة نوفمبرية واحدة علّمتهم كيف ينتصرون للمظلوم يأخذون بيد الظالم لكفه عن ظلمه وغيّه.

أكثر ما يثير الإعجاب في القضية الصحراوية هي تجلّد وصبر هذا الشعب وقيادته وتمسكه بالكفاح السلمي وعندما تشاهد شابات وشباب، إطارات الدولة الصحراوية وهم يصدحون بأعلى صوتهم بالحرية والاستقلال وعندما تلمس تمسكهم بعاداتهم وتقاليدهم ولباسهم الصحراوي الرائع تدرك أن شعبا مثل هذا ليس له حليف إلا النصر، وهذا ما أكد عليه الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي عندما أشاد برقي وتحضّر الشعب الصحراوي وروح المسؤولية لدى جبهة البوليساريو التي أفشلت مناورات استدراجها إلى المواجهة من جديد معتبرا أن من ثمار ذلك ظهرت على الصعيدين الأممي والقاري، الأول يتمثل في  قرار مجلس الأمن 14/24 الذي طالب طرفي النزاع بالعودة إلى المفاوضات دون شرط أو قيد والثاني هو القرار الذي اتخذ مؤخرا في قمة الاتحاد الإفريقي بموريتانيا المتعلق بإنشاء آلية إفريقية رئاسية مهمتها العمل بالتنسيق مع الأمم المتحدة لإيجاد حل للقضية الصحراوية.