طباعة هذه الصفحة

التاريخ قد يعيد نفسه لكن لا تعاد كتابته..

أمين بلعمري
07 أوث 2018

لم تعد القضية الصحراوية تتحمل المزيد من التأخير والمماطلة كما لم يعد مقبولا ولا منطقيا اكتفاء المجتمع الدولي بدور المتفرج على شعب نصفه تحت الاحتلال ونصفه الثاني في مخيمات اللجوء منذ 40 عاما؟ مأساة ضحيتها اسمه الشعب الصحراوي وقضيته العادلة التي من مفارقاتها أنها أنصفتها القرارات الدولية واللوائح الأممية وظلمتها مصالح ضيقة لدول لم تتخل - كما يبدو- عن فلسفتها الاستعمارية بل تعمل جاهدة للحفاظ على الوضع الراهن لتستمر في نهب ثروات الشعب الصحراوي الذي حولوه إلى شعب لاجئ يقتات على فتات (المساعدات) بينما تنام أراضيه ومياهه المحتلة على خيرات وثروات لا تعد ولا تحصى؟ من شأنها أن تجعل من الصحراويين سلاطين على أرضهم، لكن فلسفة الاحتلال والاستغلال لا تريد للشعب الصحراوي أن يكون كذلك فالاستعمار الذي اجبر على حزم أمتعته مكرها والخروج من بلدان استنزف خيراتها لمئات السنين لا يمكنه التخلي عن غريزة الاستغلال والنهب وهي جريمة لا يريد أن يرتكبها بنفسه حتى لا تتلطخ يداه لهذا  أوكلها إلى المخزن ليقوم بدور المناولة لصالح تلك القوى النيوكونيالية المستفيدة من الوضع القائم في الصحراء الغربية ولا تريد لأي حل من شأنه أن يضر بمصالحها أن يرى النور؟

لقد راهن المغرب ومن يدعمه على ملل الشعب الصحراوي وعلى رؤيته يرفع راية التسليم والاستسلام غير أن شيئا من ذلك لم يحصل، بل على العكس فجذوة المقاومة تزداد لديه يوما بعد يوم ولهذا الشعب فلسفته المتمثلة في مقاومة سلمية لم يتخل ولن يتخلى عنها كما لم يتخل عن سلاحه لأنه يعرف التمييز جيدا بين السلام والاستسلام فلسفة ممهورة بروح مسؤولية عالية لدى هذا الشعب الذي يعرف عواقب الحرب وويلاتها ولا يريدها، وقد عرف كيف يتعامل مع الاستفزازات التي يسعى من خلالها المخزن إلى إعادة كتابة التاريخ وخوض غمار حرب أخرى علّه يمنح فرصة إعادة النظر في مخرجات الآلية الإفريقية الأممية التي انبثقت عنها خارطة طريق حل القضية ولكن المخزن نسي أن التاريخ يعيد نفسه ولكن لا تعاد كتابته؟.

الشعب الصحراوي لا يواجه الاحتلال المغربي فقط ولكنه يخوض معركة ضد منظومة استعمارية متكاملة لديها محاور وامتدادات دولية مهمتها رعاية الاحتلال وهذا التفسير الوحيد لتعطيل حل قضية حسم أمرها قانونيا، أمميا وإفريقيا ؟!