طباعة هذه الصفحة

البوليساريو ..البحث عن ثورة رقمية الجديدة

نورالدين لعراجي
07 أوث 2018

لم يظهر  رئيس البرلمان  الصحراوي خاطري أدوه ،  تخوفه من الحرب الاعلامية التي يخوضها  المخزن  ضد الشعب الصحراوي لإفشال نضاله من غطرسة الاحتلال  ومساعيه الدبلوماسية ، باستعمال سلاح المعرفة والطفرات الرقمية  “الوسائط الاجتماعية”، مستغلا فضاء الاعلام الرقمي ، حيث جند ارمادة من  الشخصيات الوهمية الالكترونية ،عبر صفحات التواصل ألاجتماعي بأسماء مستعارة ، وهويات متعددة الجنسيات والأوطان .
تشن هذه الصفحات حربا شعواء  ضد البوليساريو وشخصياته النضالية ، توهم الرأي العام والمبحرين في الوسائط  الرقمية  ، على ان القضية الصحراوية  ليست في الواقع سوى  ذريعة  تتحجج بها بعض الاطراف ، وما يروج على انه احتلال ، هو في الحقيقة ممارسة تدخل في اطار تسليط سلطان القانون ، ضد كل من تسول له نفسه ،  تهديد الاستقرار المغربي ،اضافة الى العديد من حملات التشويه التي مست الشخصيات الصحراوية ، على انها مأجورة من اطراف اجنبية ، وخير دليل  على ذلك ،  تلك الحملة التي شنها المخزن ، منذ القرار الاخير الذي اصدرته المحكمة الاوروبية بشأن منع الصيد في المياه الاقليمية الصحراوية ، وكيف تحركت هده الارمادة الالكترونية  للتشويش على القرار السيد.
 لم يجد المخزن امامه سوى الوسائط الالكترونية التي تبحر في فضاءات .. لا محدودة ، لا تحتاج الى جمركة  كي تعبر ، ولا الى تأشيرة تسمح لها بالولوج الى ذات الاوطان المقصود تهويلها  ، حيث تنفذ الى مؤسسات صناعة  القرار من احزاب سياسية  والمجتمع المدني  ومراكز البحث ،  لتوهم الجميع ، ان هذه القرارات غير  عادلة ، عكس ما تنادي به جبهة البوليساريو على انها ، قضية تصفية استعمار.
إن تأخر الاخوة  الصحراويين في استغلال هذه الوسائط يظهر جليا  من خلال  التجاوب المحتشم ، وهو الامر الذي لم يخفه  متحدث الشعب ، لكنه  في المقابل  اشار الى بعض الفضاءات  التي تعد  على الاصابع  يستغلها الشباب  الصحراويين  من مثقفين ونخبة ،  سواء اولئك المتواجدون في الاراضي المحررة  ، او بالعيون  ، وحتى الذين هم في الضفة الاخرى من  المتوسط وفي كبريات مدن العالم  إلا وتجد هذه الصفحات والمواقع الالكترونية تبدأ في حملتها الدعائية  لتضليل الرأي العام العالمي ، وتظهر هؤلاء على  انهم اصحاب الحق ، وان كل ما يبث هو تزييف للحقائق.
الحرب الاعلامية اليوم اكبر من حرب السلاح،  ذلك ان هذه الاخيرة مرتبطة بأسباب  جيوسياسية ، اقتصادية واجتماعية  وعواقبها وخيمة وقد تؤدي الى دخول المنطقة برمتها  الى بؤرة توتر ،هي  في غنى عنها .
  أما  معركة الاعلام الرقمي بإمكانها ان تكون الفيصل في احداث ثورة في النسق السياسي داخل المخزن ، واستغلال الظروف الاجتماعية  الحالية وتحويلها الى وثبة تجلب من وراءها التأييد الاكثر من الاحزاب اليسارية وبعض حركات المجتمع المدني التي تتعاطف وتتضامن مع القضية الصحراوية  في السر وليس العلن .