طباعة هذه الصفحة

المتاحف ليست للرقص

نورالدين لعراجي
07 سبتمبر 2018

الحفاظ على التراث المادي واللامادي مهمتنا جميعا، ومسؤولية أكبر على عاتق اصحاب قطاع الثقافة، بحكم انهم المسؤول الاول على سلامة الارث الحضاري، والحفاظ عليه وحمايته من المساس والسرقة، بالإضافة إلى العمل على ديمومة قيمتها التاريخية والعمرية بما انها مصنفة ضمن المحميات والأماكن الثمينة من طرف هيئة اليونسكو، سواء اكانت آثارا أو معالم أخرى.
يعتبر متحف الباردو من بين اهم المتاحف في الجزائر، باعتباره يعود إلى أواخر القرن الثامن عشر، ويحتوي عن تحفا اثنوغرافية، مع تواجد ملحقة لدراسة ما قبل التاريخ ايضا في نفس القصر، يعتبر مكسبا ثقافيا ومعرفيا.
ان الحفاظ على رسالة المتحف، مهمة القائمين على قطاع الثقافة،النخب،الجامعة،الاعلام وكل من له ميولات أو اهتمامات ثقافية،من شأن هذه الفعاليات المساهمة في الرقي بالخروج به من هذا الحيز التاريخي العتيق، الى متنفس اكثر حضورا، ليس بإغراقه في ادوار تسيء اليه كمعلم، وتحوله الى بهو للرقص والغناء وإقامة الحفلات والسهرات.
منذ سنتين على ما اعتقد اقيلت مديرة متحف الباردو بسبب انها رخصت لإقامة حفلات من مورثنا وطابعنا الاندلسي، حفل لم تكن به اجهزة صوتية كبرى، ولا ادوات موسيقية قوية، كل ما كان ادوات تقليدية بسيطة جدا، لكن المديرة اقيلت، حتى وان كنا لا نسمح بالمساس لهذه التحف النادرة من المعالم التاريخية، باعتبارها مكسبا للذاكرة، وإبعادها عن رسالتها الحقيقية
اول امس أقامت مؤسسة خاصة حفلا موسيقيا صاخبا، بأجهزة صوتية عالية، واستعملت ارضية المتحف لرقص الحضور من الجنسين، و تساهم هذه الذبذبات في اختراق جدران القصر، وانتشار الأشعة ألضوئية المصاحبة لها، ما قد يؤثر على التحف النادرة، فتتأثر هذه الاخيرة، وتفقد بذلك قيمتها المادية والمعنوية، وإذا خسرنا هذه الكنوز من بإمكانه اعادتها الى سابق عهدها.
كان من الاحسن ان تقام هذه الحفلة في قاعات مخصصة للغرض ذاته، لا ان تقام داخل قصر نقول ان قيمته التاريخية مكسبا ثقافيا، في المقابل نسيء للثقافة والمتاحف بأنفسنا مع سبق الاصرار.