طباعة هذه الصفحة

الاستثمار في الإبداع...

أمين بلعمري
25 سبتمبر 2018

أصبح المعرض الدولي للكتاب من السنن الحسنة التي تحييها الجزائر ، حيث انه و في خريف كل سنة تعرض ثمار الثقافة و الإبداع في أروقة معرض الجزائر الدولي أمام المولعين بالمطالعة و الكتاب لإشباع نهمهم الثقافي و عطشهم الفكري بما تجود به قرائح الأدباء و المفكرين و الارتواء من عصارات الأفئدة و العقول و هنا فقط و في غيره من فضاءات الكتاب يجد أولئك ضالتهم و يكتشفون خلاله فرسانا جددا للعلم و الأدب و الإبداع ، ليس هذا فقط فقد تشكل مثل هذه المواعيد فرصة للكثيرين من المبدعين للخروج من الظل لذا يجب أن يكون معرض الجزائر الدولي حلبة لاكتشاف وجوه أدبية و فكرية جديدة تثري المشهد الأدبي و الثقافي الذي أصبح يقتصر على أسماء و وجوه تعد على أصابع اليد الواحدة بينما لم يبق من آخرين كثر إلا الأثر الطيب.

إن الانشغال الأكبر الذي يجب أن يرافق إحدى كبرى التظاهرات العلمية و الثقافية - إن لم تكن الأكبر على الإطلاق-  بحجم المعرض الدولي للكتاب هو كيفية اكتشاف مواهب جديدة في مختلف صنوف الكتابة و الإبداع خاصة و أننا سندخل في سبات ثقافي تتلاشى  معه تلك الحركية الادبية و العلمية و تختفي معه تلك الحشود البشرية الهائلة المتناوبة على زيارة المعرض بمجرد اختتامه ؟.

يجب أن لا تفوتنا هذه التظاهرة لاكتشاف خلف ثقافي و أدبي في الجزائر لملأ التصحر الذي يعانيه المشهد الثقافي في بلادنا، فماعدا بعض الأسماء التي تعود في كل مرة ليس هناك وجوه جديدة واعدة يمكنها أن تحمل المشعل و تواصل المسير أفلم يحن الوقت للتفكير في كيفية صناعة جيل جديد من الكتاب و الأدباء من خلال تخصيص فضاء للمبدع الصغير في المعرض مثلا أو تخصيص جائزة للمبدعين الشباب ...الخ ، بعبارة أخرى استغلال هذا المعرض و غيره من التظاهرات الثقافية مستقبلا للاستثمار في الشباب المبدع  و مرافقته و توفير كل الظروف لكي لا يرمي المنشفة ، فإذا كان الإبداع مجرد نفحات عابرة فان استغلالها في الوقت المناسب يمكن أن يجعل من صاحب تلك النفحات قامة أدبية و علمية عالمية ترفع هامة الجزائر في كل محفل.