طباعة هذه الصفحة

كلمة العدد

مرجعيتنا النوفمبرية... الملحمة الخالدة

بقلم: حبيبة غريب
28 أكتوير 2018

ثورتنا المجيدة و مقاومة الشعب الجزائري الباسلة ضد الاستعمار  الفرنسي ،   ملحمة اعترف لها التاريخ و العالم بأنها ثورة فريدة من نوعها،  استلهمت  منها العديد من الشعوب و كانت وراء طي صفحات الاستعمار في القارة  السمراء و في العديد من  دول المعمورة. الملحمة الخالدة التي كتبت فصولها بالدماء  و الأرواح والتضحيات بالنفس و النفيس من أجل جزائر مستقلة،  ألهمت العديد من الأدباء والملحنـين وكتاب الأغاني والشعراء  ورجالات الفن الرابع و السابع على الصعيدين الوطني والدولي.  لكننا و للأسف  لم نوفها حقها و لم نوف صانعيها  ضريبة التعريف بهم  و تدوين مآثرهم و التعريف بشخصياتهم و تضحياتهم، بما يليق بكل ما قدموا . لا ينكر أحد اليوم أن مجهودات كبيرة  بذلت و إصدارات نشرت عقب الاستقلال، حيث  كتب البعض عن معارك و مواقف و بطولات  مستندين  لشهادات ووقائع عاشوها هم  أو أحد مقربيهم  في حين بقيت الكثير والكثير  من محطات الملحمة و أحداثها حبيسة أبواب الصمت.
 صمت فرضه الجرح الحي والراسخ في الجسد والروح جراء القهر و المعاناة ورغبة  في الاستمتاع بالعيش الكريم تحت سماء جزائر حرة أبية و سيدة ،  وصمت آخر فرضته الظروف و قوانين وتعليمات خاصة بالأرشيف . ويتفق الكثير اليوم، على  أن كتابة التاريخ و الكتابة الأدبية في التاريخ ليستا بالمهمة السهلة كونهما تعتمدان  البحث والتدقيق وترتكزان أساسا  على شهادات حية.
ولا ينكر الكل أن كتابات صدرت تحمل بيوغرافيا الشهداء وحيثيات بعض المعارك الخالدة  و كذا سيناريوهات خطت كانت وراء إنتاج أفلام سينمائية، وعروض مسرحية شيقة وأنه على مدار 23 سنة، يستضيف  الصالون الدولي للكتاب ذكرى الفاتح  نوفمبر 1954 وكل الإصدارات الخاصة بالمقاومة الوطنية و الثورة النوفمبرية، في عرس بهيج يكون فيه التاريخ والناشئة ضيوف شرف، لكن هل يمكننا أن نعزز المجهودات أكثر و أن نضع إستراتيجية ناجعة لتشجيع الكتابة عن ثورة نوفمبر المجيدة و عن الشهداء و المجاهدين و عن مقاومة الشعب الجزائري من أجل الحرية والكرامة؟ وعلينا اليوم  أن نفي  بذلك العهد ونكمل الفصول غير المكتملة للملحمة الخالدة ، نبلغها كأمانة وضعها  السلف الصالح بين أيدينا كي نودعها للأجيال الصاعدة ونزرع فيها من حب الوطن وروح التضحية والشجاعة ما يساعدها على الحفاظ على الجزائر.