طباعة هذه الصفحة

كلمة العدد

في الاتجاه الصّحيح

فضيلة دفوس
04 ديسمبر 2018

تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم ٢٤٤٠ الذي دعا طرفي النّزاع في الصّحراء الغربية إلى استئناف العملية السّياسية المتعثّرة، منذ سنوات، تعقد اليوم، بجنيف، جولة مفاوضات بين المغرب والبوليساريو بحضور الجزائر وموريتانيا كعضوين مراقبين، وكجارين يهمّهما أكثر من غيرهما تسوية هذه القضية العادلة التي  تنشد الحلّ منذ أزيد من أربعة عقود، ولازالت الى الآن تتطلّع الى انصافها عبر    تطبيق اللّوائح الصّادرة عن الأمم المتحدة والمقّرة بشكل واضح لا لبس فيه، أنّها قضية تصفية استعمار ولابدّ من تسويتها على هذا الأساس.
الأنظار كلّها معلّقة اليوم على هذا اللّقاء بأمل إذابة الجليد الذي يكسو المسار التفاوضي ويعيد الحياة إلى العملية السّلمية التي توقّفت بسبب التعنّت المغربي وإصراره على فرض حلّ أحادي الجانب فصّله على مقاسه، ويريد فرضه على الطرف الصّحراوي، ضاربا عرض الحائط بحقّه في تقرير المصير من خلال استفتاء حرّ ونزيه ترعاه الأمم المتحدّة وتشرف عليه.
وبالرّغم من أنّنا لا نرفع سقف آمالنا عاليا بخصوص نتائج لقاء جنيف بالنظر إلى فشل جولات التفاوض السّابقة، فإننا بالمقابل نعتبر اجتماع طرفي النزاع الصّحراوي تحت الرعاية الأممية حول مائدة مستديرة خطوة في الاتجاه الصّحيح من شأنها إعادة الانتباه إلى القضية الصّحراوية المنسية، ووضع الاحتلال المغربي أمام الأمر الواقع وإرغامه على وقف سياسة الممطالة والامتثال لقرارات الشرعية الدولية التي لا يجب لأحد أن يعلو عليها ويدوسها بقدميه.
ولا شكّ أن حضور الجزائر وموريتانيا كعضوين ملاحظين سيعطي مزيدا من الأهمّية لمفاوضات جنيف، وسيدفع باتجاه تقريب وجهات نظر طرفي النّزاع (المغرب والبوليساريو) حول تسوية ترضيهما وتنهي فصول آخر قضية تصفية استعمار في القارة السّمراء.
في انتظار ما ستسفر عنه من نتائج، يبقى التأكيد بأنّ المفاوضات المنعقدة، اليوم وغدا، بالعاصمة السويسرية، أعادت القضية الصّحراوية إلى الواجهة، ووضعت قطار حلّها على مساره الصّحيح، ما أكسبها نصرا كبيرا، مقابل انتكاسة فعلية للاحتلال المغربي الذي نراه يدقّ آخر مسمار في نعشه.