طباعة هذه الصفحة

الخط الافتتاحي في زمن عولمة الإعلام ..

أمين بلعمري
10 ديسمبر 2018

لا شك أن الهدف من إنشاء منصة الكترونية لأي جريدة كانت هو مواكبة التطورات الحاصلة و دعم المنصة الورقية في انتظار استكمال “الانتقال الصحفي”  فالصحافة لا تشذ عن هذه الحركية شأنها شأن كل المجالات الأخرى  و لا داعي للتذكير بأنها  حتمية لا يمكن تجاوزها ؟  بل إن الكثير من الصحف العريقة بادرت  عن ثوبها الورقي  لصالح الطبعة الالكترونية حتى تحجز لها مكانا في فضاء سمته السرعة و التدفق الهائل للمعلومة لم يعد العقل البشري قادرا على الاستيعاب؟ انه زمن الرقمنة الذي يحتاج إلى التفاعل الآني عبر مواقع التوصل الاجتماعي  و عبر العالم كله فالبعدين المحلي و الوطني لم يعد لهما معنى حيث  يمكنك اليوم و بضغطة زر  واحدة على حاسوبك أو هاتفك النقال قراءة  أي جريدة أو نشرية في أي نقطة من هذا العالم  الفسيح و هذا بالاضافة الى امكانية التفاعل الآني.
إن عولمة الصحافة ألغت زمن الأبعاد الوطنية ، الجهوية و المحلية فكل صحيفة تصدر تصبح بالضرورة عالمية بمجرد تسجيل حضورها في العالم الرقمي مما جعل من الصعب الحفاظ على هوية  وشخصية الجريدة و الطريقة الوحيدة لذلك هي الحفاظ على الخط الافتتاحي المتوارث مع إدخال تعديلات تمليها بل تفرضها ضرورات الرقمنة و بهذه الطريقة فقط تستطيع أي وسيلة إعلامية صنع التميّز في زمن النمططة و التطابق.
جريدة الشعب من ضمن الصحف العتيدة التي اقتحمت عالم التكنولوجيا  ولكن مع تحرص في الوقت نفسه على عدم الذوبان و في هذا الصدد تسعى من أجل الحفاظ على خطها  الافتتاحي الثابت على مدار 56 سنة كأولوية ليس من باب الخوف من المستقبل و لكن اجتناب القفز في المجهول .
الانتقال الصحفي في جريدة الشعب ليس مجرد مشروع و لا شعارا أجوف
ولكن مسار مدروس فالندوات  والنقاشات التي يحتضنها منتدى الشعب أو فضاء “ضيف الشعب”  تبث على المباشر عبر الصحفة الرسمية للجريدة على فايسبوك و هي خطوة  شكلّت محكا حقيقيا للتفاعل بين الجريدة و بين قرائها لتؤكد أنه و كما أن خطها الافتتاحي لم يتغير فان الاولوية لم تتغير كذلك و هي خدمة قرائها أينما كانوا.